فَارْتَقِبْ يَوْمَ تَأْتِي السَّمَاءُ بِدُخَانٍ مُبِينٍ
كلمة
دخان جاءت في قوله تعالى :
{ فَارْتَقِبْ يَوْمَ تَأْتِي السَّمَاءُ بِدُخَانٍ
مُبِينٍ (10) يَغْشَى النَّاسَ هَذَا عَذَابٌ أَلِيمٌ (11) رَبَّنَا اكْشِفْ
عَنَّا الْعَذَابَ إِنَّا مُؤْمِنُونَ (12) أَنَّى لَهُمُ الذِّكْرَى وَقَدْ
جَاءَهُمْ رَسُولٌ مُبِينٌ (13) ثُمَّ تَوَلَّوْا عَنْهُ وَقَالُوا مُعَلَّمٌ
مَجْنُونٌ (14) إِنَّا كَاشِفُوا الْعَذَابِ قَلِيلًا إِنَّكُمْ عَائِدُونَ (15)
يَوْمَ نَبْطِشُ الْبَطْشَةَ الْكُبْرَى إِنَّا مُنْتَقِمُونَ (16) } (سورة الدخان
10 - 16)
{ ثُمَّ اسْتَوَى إِلَى السَّمَاءِ وَهِيَ دُخَانٌ
فَقَالَ لَهَا وَلِلْأَرْضِ ائْتِيَا طَوْعًا أَوْ كَرْهًا قَالَتَا أَتَيْنَا
طَائِعِينَ (11) } (سورة فصلت 11)
بِدُخَانٍ
------
بِ
: ظهور وبروز على السماء أو منها أو خارجاً من محيط ما ليظهر على السماء دُخَانٍ خارجاً من مصدر ما إلى السماء
حتى يبدو واضحاً فهو النسبة الأكثر وضوحاً والأخطر من مصدر هذا الدخان والذي يبين نشاط
مصدر الدخان والمنتسبة إليه
·
أي
أن هذا الدخان ليس مصدره السماء وإنما له مصدر ويظهر على السماء وخارجاً إليها ..
أي أن مصدره الأرض !!!!!
دُ
: نتيجة مغايرة لحال شيء سابق (فالدخان
الخارج من احتراق ورقة شجر .. هو دخان يحمل عناصر الورقة ذاتها ولكن بصورة مغايرة
ومختلفة عن أصل شكل ومحيط وحيز الشيء) فهو يحمل دليل وبرهان وقوانين تغيير الشيء
وتغيير اتجاه حركته أو مكانه (وضم الدال) يعني النتيجة المغايرة تحمل وتضم وتداخل
خواص أصل الدخان ومصدره الظاهرة والباطنة فيخرج من بيئتين أو ساحتين مختلفتين
أحدهما باطن والثانية ظاهر
·
أي
أن الدخان الذي مصدره الأرض وخرج إلى السماء والذي أعطى نتيجة مغايرة لشكل مادة
مصدره ناتج عن تغيير اتجاه حركة الشيء الذي على الأرض وتضم خواص تلك المادة
ومصدرها باطن الأرض أو باطن شيء لخارجه (ويتساوى هنا بين دخان المصانع والبراكين
في ذات الصفات)
خَا
: فهو مختلف عن مصدره وخوى وخلا وخرج منه فاختلف عنه وخصم منه ليدخل في عمق السماء
ليختفي بشكل مستمر ومضبوط مع هذا المصدر وكأن الدخان في خروجه جسماً واحداً
نٍ
: هذا الدخان ناتج عن مصدره ونسبة موصولة به
متنافر مع هذا المصدر ينتقل منه وينزع نفسه من هذا المصدر
في
حالة خلق السماء كان التشكيل (نٌ) بتنوين الضم أي أن السماء وهي دُخَانٌ حاملة نسخة ونسبة من مركبات
وعناصر الأرض جامعة لخواص مادتها وعناصرها بشكل مستمر ومتواصل حيث يوجد في الدخان مع
الدخان من مادة المصدر متنافرة وليس الدخان فقط ولكن يوجد عناصر ملموسة مع الدخان
متناثرة معه وفيه
أما
(تنوين الكسر) في الآية التي نحن بصددها تعني : أن هذا الدخان الناتج عن مصدره
ونسبة موصولة به متنافر مع هذا المصدر
ينتقل منه وينزع نفسه من هذا المصدر بالإضافة أنه لا يمكن عودة مواد الدخان لأصلها
فلا يمكن إعادتها على صورة المادة التي هي نابعة منها فهي النسبة النشطة والشاذة والأخطر من مادة
أصلها وتحتاج للانتقال من تنافر وانتشار لتنافر أكثر لكن لا تجتمع في مادة واحدة
من جديد مثل دخان خلق الكون الدنيوي فهذا الدخان لكي يهيأ لنا أنه تبدد لابد أن
ينتشر أكثر فأكثر
فماذا
عن صفته مبين (بِدُخَانٍ
مُبِينٍ)
---------------------------------
أي أن صفته أنه مجموع ومضموم كأنه كتلة واحدة وظاهر ونشِط ومتنافر
ومنتشر انتشار كثيف وهذا يبين مدى حجمه وكثافته وتكتله في السماء
فماذا عن صفته أنه (يَغْشَى
النَّاسَ)
.........................................
وأصل الكلمة غشو
أي أن الدخان شديد التأثير على الناس فيحجب عنهم صور وأشكال وأحوال
السماء (يحجب عنهم النهار والنجوم والقمر من شدة كثافته)
وهذا حدث في براكين كثيرة حول العالم حيث حجب
دخان البراكين الشمس وأدخل جزء كبير من الأرض في ليل لمدة طويلة وسوف يحدث
بالتأكيد
...............
فإنهم دائماً عائدون
...............
فإنهم دائماً عائدون
تعليقات
إرسال تعليق