📰 بعد الموت... تبدأ الحياة الحقيقية (للي باقيين)
بقلم: كاتب ساخر
مقدمة: السؤال الأبدي
كل الناس بتسأل: إيه اللي بيحصل للإنسان بعد الموت؟
العلماء اختلفوا، الفلاسفة احتاروا، والمشايخ قالوا ما لا يُرى لا يُقال.
لكن الحقيقة المؤكدة الوحيدة إن بعد الموت... بتبدأ الحياة الحقيقية، بس مش للميت، للباقيين حواليه!
الديّانة يطالبون بالحقوق السماوية
أول ما يطلع النَّفَس الأخير، تلاقي أول اتصال من رقم مجهول:
“أنا كنت داين المرحوم بخمس تلاف، بس ما كتبناش إيصال، ثقة!”
الثقة دي بتتبخر مع أول كوب شاي في بيت العزاء.
وتبدأ رحلة الانتقام المالي المقدّس، وكل واحد بيطالب بحقه الشرعي والدنيوي في نفس الوقت.
أحدهم يذرف الدموع، والآخر يذرف الفواتير.
الورثة... اجتماع طارئ برئاسة المصلحة
بعد الجنازة بساعتين، يتشكل أول مجلس إدارة للأسرة.
العنوان الرسمي: حصر التركة.
أول قرار يُتخذ: “نخلي الكبير هو المسؤول.”
أول مشكلة تظهر: “العربية دي باسمه ولا باسم الشركة؟”
وتبدأ الجلسة بسورة الفاتحة وتنتهي بسورة “مين ياخد إيه؟”
وتخرج الجارة الحكيمة تقول:
“خافوا ربنا، ده لسه مدفون امبارح!”
فيرد الأخ الأصغر:
“ما إحنا مش بنختلف، إحنا بننظّم!”
البنك... البوابة الرسمية للجنّة الورقية
يدخل الابن البنك واثقًا بنفسه، يقول:
“أنا ابنه الوحيد.”
الموظف يبتسم ابتسامة تدريب مصرفي ويقول:
“هات إعلام الوراثة، وشهادة الوفاة الأصلية، وتوكيل رسمي، وصورة البطاقة، وإثبات شخصية للمرحوم.”
يرد الابن بدهشة:
“إثبات شخصية للمرحوم؟!”
الموظف يرد بثقة:
“القانون ما يعرفش الموت، يعرف الورق.”
ويخرج الابن مقتنع إن التعامل مع الموت أهون من التعامل مع البنوك.
العزاء... مهرجان الحياة بعد الوفاة
العزاء في مصر مزيج عبقري بين الحزن والبهجة.
صف أول بيبكي بصدق، صف تاني بيتأثر، صف ثالث بيسأل عن الميراث.
واحد داخل بالعِمّة يقول: “الله يرحمه، كان راجل خير.”
وبعدها يسأل هامسًا: “بس يا ترى ساب كام؟”
وواحدة بتوزع التمر ترد على جارتها:
“ابنه قال هيأجر الشقة مؤقتًا... مؤقتًا يعني لحد ما يبيعها.”
العزاء المصري هو مؤتمر اجتماعي بعنوان:
“الفقيد في ذمة الله... والتركة في ذمة الورثة.”
صديق الطفولة... يدخل المشهد
بعد أسبوع، يظهر صديق قديم بابتسامة ودّ.
“أنا والمرحوم كنا شُركا في مشروع كبير، بس كله باسمه.”
الورثة يسكتوا لحظة، ثم يقول الابن الأكبر:
“عندك ورق؟”
يرد الصديق:
“لا، كنا بنتعامل برجولة.”
فيرد الابن بابتسامة رسمية:
“تمام، الرجولة خلصت بوفاته.”
ويخرج الصديق يردد في نفسه: “أصل الرجولة بقت عملة نادرة.”
زيارة القبر... مشهد التأمل الجماعي
بعد الأربعين، تروح الأسرة تزور القبر.
البكاء حاضر، الدعاء حاضر، لكن الميراث برضه في الخلفية.
الزوجة تبكي وتقول:
“سامحنا يا أبو فلان، اتخانقنا شوية بعدك.”
وصوت غير مسموع من السماء يرد:
“شوية؟ ده أنا سامع المزاد وأنا في القبر!”
لو القبور فيها شبكة، كان الميت هيبعت “إيموجي حزين” لكل فرد من العيلة.
الزواج الثاني... الدور الجديد في المسرحية
بعد سنة، تظهر الزوجة بملابس جديدة، تقول:
“هو أكيد كان يتمنى لي السعادة.”
الجارات يبتسموا ويهمسوا:
“بس المطبخ كان بتاعه!”
ويبدأ الموسم الجديد من مسلسل “الحياة بعد الموت”.
نفس القصة، نفس الأحداث، فقط الأبطال بيتبدلوا.
الخاتمة: الميت ارتاح... والعايشين ابتدوا
في النهاية، الميت خلاص ارتاح من الهم،
لكن اللي لسه عايشين بيبدأوا سباق البقاء:
مين ياخد إيه؟ مين يسامح؟ ومين يلحق البنك قبل الفايدة؟
أما العلماء اللي بيسألوا “ماذا بعد الموت؟”
فالإجابة باختصار:
بعد الموت... بتبدأ حفلة الحياة للي باقيين.
الميت في سلام، والباقيين في لجنة توزيع الأرباح.
تعليقات
إرسال تعليق