⚔️ المقال العشرون: قطبية الاختيار: هل ترتقي بخدمة الآخرين أم الذات؟ ولماذا لا مجال للحياد؟
"نظام الكثافة الثالثة لا يُبنى على المعرفة، بل على الاختيار… والاختيار لا يكون إلا بين نقيضين." – رع
"من خدمك فقد أحبك، ومن خدمته فقد أحببت الله فيك." – صوفي مجهول
"فَأَلْهَمَهَا فُجُورَهَا وَتَقْوَاهَا" – القرآن الكريم
⚖️ أولًا: ما المقصود بـ "القطبية" في فلسفة رع؟
رع يشرح أن جوهر التجربة في الكثافة الثالثة (حياتنا الحالية)
لا يدور حول:
-
كم تعرف
-
أو ماذا تؤمن
-
أو ما دينك
بل يدور حول:
أي اتجاه طاقي اخترت؟
هل تسير نحو "خدمة الآخرين"، أم "خدمة الذات"؟
هذه القطبية تحدد كيف سترتقي بعد الموت، وكيف ستُحسب تجربتك.
🧭 ثانيًا: قطبية "خدمة الآخرين" – الطريق الإيجابي
هذا هو المسار الذي وصفه رع بأنه:
-
مبني على المحبة، التضحية، النية الطاهرة.
-
يبدأ من التنازل عن الأنانية الصغيرة،
ويكبر حتى يشمل رؤية الخالق في كل كائن.
"من يخدم غيره، يخدم الكل… ومن يخدم الكل، يخدم الواحد." – رع
لكن هذا الطريق يتطلب اختيارًا صادقًا… وليس مجرد شعور.
-
يجب أن يكون على الأقل 51% من وعيك موجهًا لخدمة الآخرين
(بنية، لا أفعال فقط).
🕳️ ثالثًا: قطبية "خدمة الذات" – الطريق السلبي
قد يبدو مظلمًا، لكنه معترف به في قوانين الارتقاء الكوني.
رع يقول:
"الكيانات السلبية لا تُعاقب، بل تتطور وفق قطبية مختلفة…
شرط أن تكون خدمتها لذاتها نقية ومستقرة."
هذا الطريق يشمل:
-
السعي للهيمنة، السيطرة، جمع القوة…
-
مع فهم عميق للنفس والواقع، لكن بدون حب.
-
يجب أن تكون نسبة 95% من النية موجهة لخدمة الذات لكي يُعترف بهذا المسار.
(لأنه يتطلب انضباطًا مرعبًا واستعدادًا للعيش دون تعاطف.)
❌ رابعًا: الحياد = عودة للتجسد
رع يؤكد أن:
"الكثافة الثالثة مصممة خصيصًا للاختيار.
من لم يختر، يعود. لا عقوبة، فقط إعادة التجربة."
وهذا يشرح لماذا:
-
كثيرًا من الناس يعيدون نفس الدروس، في علاقات أو ظروف متكررة.
-
كثيرًا من الأرواح تعود لحيوات جديدة رغم تعاليمها… لأنها لم تختر.
🧬 خامسًا: هل يمكن تغيير قطبيتك أثناء الحياة؟
نعم – وهذا هو الهدف.
رع يقول إن:
-
بعض الكيانات بدأت حياة تخدم الذات، ثم حدث لها "فتح في القلب".
-
وبعضها بدأ بنيّة خدمة الآخرين، ثم وقع في شرك الغرور فانتكست.
المفتاح هو اليقظة الداخلية اليومية:
هل أفعالي تنبع من نية خالصة… أم من مصلحة متنكرة؟
📖 إشارات من التصوف والقرآن:
-
التصوف يعتبر خدمة الآخرين هي المرآة الأولى لمحبة الله.
"الخلق عيال الله، فأحبهم إليه أنفعهم لعياله." – حديث شريف -
أما القرآن، فاختصر القطبين في آية واحدة:
"وَنَفْسٖ وَمَا سَوَّىٰهَا، فَأَلْهَمَهَا فُجُورَهَا وَتَقْوَٰهَا، قَدۡ أَفۡلَحَ مَن زَكَّىٰهَا، وَقَدۡ خَابَ مَن دَسَّىٰهَا" (الشمس 7–10)
وهذه الآية تلخص فلسفة القطبية كما شرحها رع:
زكّيتَ = اخترت النور = خدمت غيرك
دسّيت = خنقت النور = خدمت ذاتك
🧠 خلاصة المقال:
العالم من حولك ليس اختبارًا معلوماتيًا…
بل اختبار اهتزاز.
هل أنت تُرسل الحب؟
أم تحمي نفسك؟
أم تراوح مكانك؟
رع لا يهتم بما تقول…
بل بالذبذبة التي تصدر من قلبك وأنت تتكلم.
في كل لحظة، هناك اختيار…
خدمتك الآن، حتى ولو بابتسامة، تُكتب كاختيار قطبي.
🟦 في المقال القادم (الحادي والعشرون):
نغوص في مفهوم "الحجاب بين العقل الواعي والباطن"،
لماذا لا نتذكر حيواتنا السابقة؟
ومن وضع هذا الحجاب؟
وهل يمكن رفعه؟
تعليقات
إرسال تعليق