القائمة الرئيسية

الصفحات

المقال الحادي والعشرون: الحجاب بين العقل الواعي والباطن: لماذا نسينا؟ ومن الذي أغلق الأبواب؟

 


🪬 المقال الحادي والعشرون: الحجاب بين العقل الواعي والباطن: لماذا نسينا؟ ومن الذي أغلق الأبواب؟

"الحجاب ليس عقوبة، بل ضرورة… وبدونه لا معنى للاختيار." – رع
"الذات لا تُدرك ذاتها إلا حين تفقد نفسها." – جلال الدين الرومي
"وَلَقَدْ خَلَقْنَٰكُمْ ثُمَّ صَوَّرْنَٰكُمْ ثُمَّ قُلْنَا لِلْمَلَٰٓئِكَةِ ٱسْجُدُواْ لِـَٔادَمَ" – القرآن الكريم


🧠 أولًا: ما هو الحجاب في فلسفة رع؟

رع يُعرّف "الحجاب" بأنه:

  • حاجز طاقي بين العقل الواعي (الذي يُدرك الآن)، والعقل اللاواعي/الباطني (الذي يحمل الحكمة العميقة، والذاكرة الكونية، والتجارب السابقة).

هذا الحجاب:

  • يُمنع من خلاله على الإنسان أن يتذكّر تجسداته السابقة، أو هويته الحقيقية، أو اتصاله بالخالق.

  • يُزرع قبل الولادة، بتوافق بين النفس العليا والقوانين الكونية.

لكن لماذا يُحجب الإنسان؟

"لأن التجربة بدون نسيان… لا تُنتج اختيارًا حقيقيًا." – رع


🔒 ثانيًا: لماذا فُرض الحجاب أصلًا؟

في الماضي (بحسب رع)، قبل تطوّر هذا النظام:

  • كانت الكائنات في الكثافة الثالثة تتذكر كل شيء تقريبًا.

  • فكان الارتقاء سريعًا… لكن بدون تجربة حقيقية.

عندها قررت عقول أكبر (في الكثافة السادسة)
أن تُنشئ نموذجًا يُجبر النفس على الاختيار في الظلام.

  • إن اخترت الخير وأنت لا تتذكر نورك… فأنت صادق.

  • وإن أحببت وأنت مغمض العينين… فأنت قوي.

"الحجاب ليس حبسًا… بل تحدٍ يجعل من كل فعل بطولة." – رع


🧬 ثالثًا: كيف يؤثر الحجاب علينا؟

الحجاب يجعلنا:

  • نعيش الانفصال، رغم أننا متصلون بكل شيء.

  • نبحث عن الله، رغم أننا لا نُفارقه.

  • نخاف الموت، رغم أننا عشنا آلاف الحيوات.

لكنه في المقابل:

  • يدفعنا للبحث، للتأمل، للتطور، للتساؤل.

  • يجعل من كل لحظة صحوة انتصارًا حقيقيًا للوعي.

إنه مثل حجرة مظلمة،
تتذوق فيها النور حين تشعل شمعتك الداخلية.


🔍 رابعًا: هل يمكن اختراق الحجاب؟

نعم – جزئيًا. لكن بشروط:

  1. عبر الأحلام: حيث يضعف الحجاب وتظهر رموز من الباطن.

  2. عبر التأمل العميق: حين تُفرّغ وعيك، يبدأ الداخل في البروز.

  3. عبر التجارب الصادمة/الروحية: عند فقد أو موت أو شدة حب، يُفتح الباب.

  4. عبر التكرار الكارمي: عندما تتكرر تجربة، يبدأ وعيك بالارتباط بما هو أعمق.

لكن رفع الحجاب كليًا ليس الهدف،
بل الارتقاء رغم وجوده.


📖 علاقة ذلك بالتصوف والقرآن:

  • في التصوف، يُقال:
    "الحجاب الأكبر هو نفسك، فإن أزلته تجلّى الحق فيك."
    أي أن الغفلة عن حقيقتك هي المانع، لا الخالق.

  • في القرآن، تتكرر فكرة "النسيان الذي وُضع عن عمد":
    "وَلَقَدْ عَهِدْنَآ إِلَىٰٓ ءَادَمَ مِن قَبْلُ فَنَسِيَ وَلَمْ نَجِدْ لَهُۥ عَزْمٗا" (طه: 115)

أي أن الحجاب جزء من التجربة، لا خلل فيها.


✨ خامسًا: هل الحجاب دائم؟

لا – هو مؤقت، وينتهي تدريجيًا حين:

  • يكتمل مسارك في الكثافة الثالثة.

  • تعبر إلى الكثافة الرابعة (حيث يبدأ التذكر).

  • أو تُمارس التأمل والسير الداخلي فتذوب بعض طبقاته وأنت حي.

لكن الحجاب ليس سجنًا… بل سياج شفاف:

كلما اقتربتَ من الداخل، رأيت من خلاله أكثر.


🧠 خلاصة المقال:

نسيانك ليس عقابًا، بل فرصة.
نسيانك يجعلك تختار بإرادة، لا بذاكرة.
الحجاب لا يفصلك عن حقيقتك، بل يجعلك تسعى إليها.

وكل لحظة ترى فيها شيئًا من "ما وراء"،
اعلم أن الستار اهتز قليلًا…
ليُخبرك: "أنت لست ما ظننت. تذكّر."


🟦 في المقال القادم (الثاني والعشرون):
نتناول بالتفصيل مفهوم النِداء – The Calling
ما الذي يجعل الكائنات مثل رع تتجاوب مع البشر؟
هل كل البشر يُنادى لهم؟
وما الفرق بين طلب المعرفة وبين الانفتاح الحقيقي للاتصال؟


تعليقات