القائمة الرئيسية

الصفحات

المقال الثاني والعشرون: النداء – The Calling: لماذا يستجيب رع للبشر؟ وهل كل إنسان يُنادى له؟

 


🟦 المقال الثاني والعشرون: النداء – The Calling: لماذا يستجيب رع للبشر؟ وهل كل إنسان يُنادى له؟

"لا شيء يُجبرنا على المجيء… نُلبّي فقط حين يرتفع الصوت من القلب." – رع
"إذا طرق السائلُ الباب بصدق، فُتح له… وإن نادى الغريق، جاءه المدد." – حكمة صوفية
"وَقَالَ رَبُّكُمُ ٱدْعُونِىٓ أَسْتَجِبْ لَكُمْ" – القرآن الكريم


🔔 أولًا: ما معنى "النداء" في فلسفة رع؟

رع يوضّح أن:
الكون قائم على قانون "حرية الإرادة"، لذلك:

  • لا يمكنهم التدخل المباشر في حياة البشر.

  • لا يظهرون بشكل علني أو يفرضون حقائقهم.

  • لا يرسلون رسائل إلا إذا ارتفع "نداء" داخلي من شخص أو جماعة.

النداء هو:
اهتزاز طاقي، ينبعث من باطن الإنسان، يعكس رغبته الصادقة في فهم الحقيقة، ومعرفة ذاته، وتجاوز الحُجب.

رع يقول:
"حين يشتد الحنين في القلب، ويشتعل سؤال الوجود، يتكوّن في بعدنا صوتٌ شفاف… هو النداء."


🧭 ثانيًا: هل كل البشر يُنادَى لهم؟

الجواب: لا.

ليس كل شخص يُصدر نداءً، لأن:

  • البعض ما زال منشغلًا بالسطحيات.

  • البعض يُخفي تساؤلاته خوفًا أو إنكارًا.

  • البعض يريد معرفة سطحية لا تغيّر جوهره.

النداء الحقيقي يحدث حين:

✔️ يشعر الإنسان أن الواقع لا يُشفي عطشه الداخلي.
✔️ يواجه لحظات ألم، أو وحدة، أو فقد، فتتشكل داخله أسئلة وجودية.
✔️ يطلب المساعدة بصدق، ليس من باب الفضول، بل من باب الحاجة الروحية.

فقط حينها، تستجيب الكيانات النورانية، كـ رع، دون أن تخرق قانون الاختيار الحر.


🔍 ثالثًا: كيف نميّز بين "طلب المعرفة" و"النداء الحقيقي"؟

الفرق دقيق جدًا…

طلب المعرفة: رغبة عقلية، غالبًا عابرة، نابعة من فضول فكري أو تحدٍ نظري.

النداء الحقيقي:

  • نابع من القلب، قبل العقل.

  • يحمل ألمًا شفافًا أو حنينًا صامتًا للحقيقة.

  • يُغيّر اهتزازك الطاقي، حتى لو لم تنتبه.

رع يؤكد:
"لا نسمع الكلمات، بل نسمع الذبذبات… القلب هو الذي ينادي، لا اللسان."

ولهذا، كثير من الناس يقرأون عن رع، أو يحضرون جلسات روحية، دون أن يحدث اتصال حقيقي… لأن القلب لم ينطق بعد.


📖 إشارات من التصوف والقرآن:

  • الصوفية يسمّون النداء بـ "الشوق الإلهي"، حيث يُوقظ الله في القلب رغبة لا تُطفأ إلا بالرجوع إليه.

  • الحلاج قال: "نداء المحب يسبق نداء الحبيب، فمن طلب وجد."

  • القرآن أشار لهذا في قوله:
    "وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِى عَنِّى فَإِنِّى قَرِيبٌ" (البقرة: 186)
    لكنه أكملها بقوله:
    "فَلْيَسْتَجِيبُوا۟ لِى وَلْيُؤْمِنُوا۟ بِى"
    أي أن القرب موجود، لكن فتح الباب يتطلب نداءً صادقًا واستجابة داخلية.


🕯️ رابعًا: أشكال استجابة رع للنداء:

الاستجابة ليست دائمًا كلمات أو ظهورات، بل:

  • إشارات في الأحلام.

  • لقاء أشخاص يُغيّرون مسارك.

  • قراءة كتاب يفتح وعيك فجأة.

  • إحساس داخلي يدفعك للسير الروحي.

وإذا تطوّر نداءك وارتفع طاقيًا، يمكن أن يحدث اتصال أو إلهام مباشر، كما حدث مع فريق The Ra Material.

لكن الأهم:
"نحن لا نعطي معجزات، بل نضيء الطريق، والباقي عليك." – رع


🧠 خلاصة المقال:

النداء ليس صرخة في الفراغ، بل بوابة تفتح حين يصدق طلبك.
لا تنتظر ظهور رع أو كائنات نورانية خارجيًا… بل راقب متى ينطق قلبك بالحقيقة.

حين تشعر أن شيئًا داخلك يبحث بلا كلل،
حين تُضيء الأسئلة أكثر من الإجابات،
حين تتوق لأن ترى نفسك وما وراءها…

اعلم أن النداء قد بدأ… والاستجابة قريبة.


🟦 في المقال القادم (الثالث والعشرون):
نتعمّق في علاقة كوكب الأرض بالارتقاء الكوني،
لماذا وصف رع الأرض بـ"الكوكب التجريبي"،
ولماذا يمرّ البشر بفوضى وأزمات قبل الدخول في الكثافة الرابعة؟
وكيف يمكنك شخصيًا أن تساهم في هذا الانتقال؟

تعليقات