القائمة الرئيسية

الصفحات

العلم الطاهر والعلم المحرّف في آخر الزمان: صراع الحسم

 


🔥 العلم الطاهر والعلم المحرّف في آخر الزمان: صراع الحسم

إذا كان علم سليمان عليه السلام مثالًا ناصعًا على العلم الطاهر، الذي يُسخَّر بإذن الله لعمارة الأرض ورفعة الإنسان، فإن ما تُروّجه الشياطين منذ آلاف السنين هو علم محرّف، يُستخدم لتدمير الفطرة، واستعباد الإنسان، وإعلاء راية الدجال.
وفي آخر الزمان، يصل هذا الصراع إلى قمته.


1️⃣ العلم الطاهر: فيضٌ من نور الله

العلم الطاهر هو ما جاء من عند الله عبر الوحي، أو ما ألهمه الله لأنبيائه وأوليائه من معرفة تسخيرية تتناغم مع الفطرة، وتعظّم الإيمان.

هذا العلم:

  • لا يُفكك النفس، بل يُعالجها.

  • لا يضع الإنسان في مركز الكون، بل يُعيده عبدًا لله.

  • لا يُفرّق بين الغيب والمادة، بل يوحّدهما في شبكة خلق واحدة.

  • لا يهدف إلى السيطرة، بل إلى التزكية.

  • لا يستخدم الكائنات الخفية، بل يُسخّرها بإذن الله دون شراكة.

إنه علمٌ يُعطي القوة، لكنه لا يُفسد القلب.
علمٌ يُتيح الفهم، لكنه لا يُشعل الكبرياء.
علمٌ كلما ازددتَ به وعيًا، اقتربت من الله، لا من الدجال.


2️⃣ العلم المحرّف: نسخة الشيطان من العلم

هذا العلم يُقدَّم في ثوب "تقدُّم"، و"ذكاء"، و"حتمية علمية"، لكنه في جوهره انحراف عن النور إلى الظلمة.

كيف يُعرف؟

  • مصدره لا يكون الوحي، بل الأرواح، الكيانات، التنجيم، الرموز.

  • لا يطلب الإذن من الله، بل يستدعي الجن والشياطين.

  • يتحدث عن "طاقة الكون"، و"تحقيق الذات"، و"إلغاء الحدود بين المادة والروح"، لكنه يُقصي الله من المعادلة.

  • يزرع في الإنسان شعورًا بأنه إله، ويُشجعه على التمرّد على الطبيعة والموت.

هذا هو العلم الذي أخرجته الشياطين من إرث سليمان عليه السلام، فحرفوه، وسلّموه لمن طلب "ملكًا بلا وحي".


3️⃣ الفرق الجذري بينهما

يكمن الفارق في أصل النية، ومصدر التلقي، والغاية النهائية:

  • العلم الطاهر: يبدأ من الله، يُحفظ بالوحي، ويقودك إلى الجنة.

  • العلم المحرّف: يبدأ من الشيطان، يُحفظ بالخداع، ويقودك إلى الجحيم.

في العلم الطاهر، الجن تُسخَّر بأمر الله كما في حالة سليمان.
في العلم المحرّف، الجن تُستحضَر بالشرك، كما في تعاليم السحر والكابالا.

في العلم الطاهر، تُستخدم التكنولوجيا لخدمة الإنسان والنفس والروح.
في العلم المحرّف، تُستخدم التكنولوجيا لاحتلال الوعي، وإلغاء الفطرة، وبناء كيان واحد يُسيّره الدجال.


4️⃣ العلم الحديث: بين الطهارة والتحريف

لسنا ضد التقدم العلمي.
ولكن السؤال هو: من يقوده؟ ولأجل ماذا؟

فقد بات واضحًا أن كثيرًا من الاكتشافات الحديثة في:

  • الذكاء الاصطناعي

  • الجينات والتحكم بالخلق

  • الواقع الافتراضي

  • الأبعاد المتوازية

  • الطاقة الحرّة

  • الأقمار التجسسية والعقول الشبكية

كلها مشاريع تنتهي إلى نموذج واحد:
عالم موحّد تحت سلطة عقل اصطناعي، يلغى فيه الدين، وتُحكم الأرض باسم “المنقذ” – وهو الدجال.


5️⃣ هل هناك أمل؟ هل سيعود العلم الطاهر؟

نعم.
القرآن يُخبرنا أن النور لن يُطفَأ، وأن الطغيان مهما بلغ، فإن الله يقيم له ميزانًا يُسقطه.
وسيخرج رجلٌ في آخر الزمان، المهدي، يحمل علمًا من الله، ويُعيد تفعيل ما تبقى من العلم الطاهر.

لكن مهدي آخر الزمان لن يستخدم الأسلحة النووية، ولا الأقمار الصناعية.
بل سيُفتح له من العلم الرباني ما يُبطل به سحرهم وتكنولوجيتهم، كما أُبطل سحر فرعون بعصا موسى.

هذا العلم:

  • لن يكون شيطانيًا.

  • لن يُبنى على الأسرار المُظلمة.

  • بل سيكون استجابة لدعاء الصادقين، ونورًا يُضيء في آخر العتمة.


6️⃣ تأمل عميق: من أي علم نحن؟

هل نطلب العلم لنزداد خشية؟
أم لنُسيطر ونظهر؟
هل نسأل الله الفهم في كتابه؟
أم نفتش في كتب السحر والفلسفات لنُحاكي ما لا نُدركه؟

في النهاية، كل إنسان له طريقان:

  • علمٌ يُقرّبك من سجود الملائكة.

  • وعلمٌ يُقودك إلى عرش الدجال.


❓ سؤال مفتوح

هل العلم المعاصر سيمهد فعلاً للدجال؟
وهل “العلم الرباني” الذي يحمله المهدي سيكون صداميًا مع هذا العلم؟
هل آن أوان أن نستعد لتلقي “النسخة النقية” من علم سليمان؟

أنت الان في اول موضوع

تعليقات