اللي اختار الصمت… مش دايمًا جبان

في وقت معين، بعد المعارك، بعد الصدمات، بعد الكلام الكتير…
تيجي لحظة تسكت فيها، مش لأنك مهزوم،
لكن لأنك:

وساعتها، تسكت… لأنك خلاص كبرت عن الشرح.

في لحظة بتكتشف إن الجري ورا الناس عشان يفهموك،
هو في حد ذاته خيانة لنفسك.

بتقعد على جنب، تسكت،
وتبدأ تبني جواك:

واللي يشوف سكوتك، يفكر إنك "انسحبت"
لكن الحقيقة؟
إنت بتجهز لحرب ما يتردش عليها بكلام.

أحيانًا الله يسكتك…
لأنه بيرتب كل شيء حواليك
عشان لما تتكلم… ما يكونش فيه رجوع.

الصمت ده مش ضعف
ده استراحة محارب قبل ما يضرب الضربة الصح.
الصمت ده هو اللحظة اللي تسيب فيها الدنيا تفرز اللي ما يستاهلش.

لما تسكت،
يبدأوا يبينوا على حقيقتهم:

الصمت بيغربل،
ويسيب لك اللي فعلاً نضيف.

فيه حاجات لما تحكيها… تقلّ
وفيه معارك لما ترد عليها… تخسر نفسك

أحيانًا الصمت مش قرار،
هو عبادة.
عبادة الثقة.
عبادة التوكل.
عبادة إنك سايب ربنا هو اللي يرد.

الصمت الحقيقي…
مش إنك ما تتكلمش،
هو إنك تسيب وجودك يحكي عنك
تسيب سيرتك تشهد
وتسيب اللي ظلمك يعيش بصدى صوتك في ضميره.

السبع المثاني