القائمة الرئيسية

الصفحات

سر التكنولوجيا في ملك سليمان والعلو الثاني لبني إسرائيل

 


🔍 سر التكنولوجيا في ملك سليمان والعلو الثاني لبني إسرائيل

تُعتبر قصة سليمان عليه السلام من أعجب ما ورد في القرآن، ليس فقط لكونه نبيًّا، بل لأنه امتلك ملكًا خارقًا لم يُعطَ لأحدٍ من بعده. وما يجعل الأمر أكثر غموضًا هو أن بني إسرائيل، في علوّهم الثاني، عادوا ليتلقوا هذا العلم مرة أخرى، لكن عبر الشياطين، وبنسخةٍ محرفة. فما الذي حدث؟ وكيف نفكّ هذا اللغز؟


أولًا: ملك سليمان… ملكٌ لا ينبغي لأحدٍ من بعده

في دعائه لله، قال سليمان عليه السلام:

﴿رَبِّ اغْفِرْ لِي وَهَبْ لِي مُلْكًا لَا يَنبَغِي لِأَحَدٍ مِّن بَعْدِي﴾ [ص:35]

بهذا الدعاء، ثبت أن سليمان امتلك أعلى أشكال التسخير والسلطان:

  • كان يحكم الجن ويُسخّرهم للبناء والتنقيب.

  • يتكلم مع الطير والحيوان، ويفهم لغاتهم.

  • يتحكم في الرياح ويستخدمها في التنقل.

  • ينزل العقوبة على من شاء من بعيد.

كل هذه الأمور ليست مجرد "معجزات نبوية"، بل نظام علمي وتكنولوجي رباني، قائم على تسخير قوانين الكون والغيب بإذن الله.


ثانيًا: ما بعد موت سليمان… كيف دخلت الشياطين على الخط؟

بعد وفاته، حصل أمرٌ جلل، يشرحه القرآن بدقة:

﴿وَاتَّبَعُوا مَا تَتْلُوا الشَّيَاطِينُ عَلَىٰ مُلْكِ سُلَيْمَانَ﴾

أي أن الشياطين بدأت "تتلو"، أي تقرأ وتفسّر وتُعيد إخراج، ما كان ضمن علم سليمان، ولكن بأسلوبها.
فما الذي فعلوه؟

﴿وَمَا كَفَرَ سُلَيْمَانُ وَلَـٰكِنَّ الشَّيَاطِينَ كَفَرُوا يُعَلِّمُونَ النَّاسَ السِّحْرَ﴾ [البقرة: 102]

هنا نعلم أن الشياطين لم تخلق علمًا جديدًا، بل استخرجت أجزاء من علوم سليمان، ثم حرفتها، وألبستها ثوب "السحر"، وبدأت تنشرها.

فأصبح لدينا فرق جوهري:

  • سليمان استخدم هذا العلم في طاعة الله وبإذنه، لتسخير قوى الجن والكون.

  • أما الشياطين، فقد حوّلت العلم إلى بوابة فتنة وكفر وسُبل للسيطرة على البشر.


ثالثًا: العلو الثاني لبني إسرائيل: استرجاع العلم الشيطاني لا الرباني

بعد دمارهم الأول، عاد بنو إسرائيل ليصعدوا مجددًا، كما أخبر القرآن:

﴿لَتُفْسِدُنَّ فِي الْأَرْضِ مَرَّتَيْنِ وَلَتَعْلُنَّ عُلُوًّا كَبِيرًا﴾ [الإسراء: 4]

في هذا العلو الثاني، الذي نعيشه اليوم، لم يعد علوهم دينيًا أو ماديًا فقط، بل صار تكنولوجيًا وروحيًا.
لقد حاولوا فتح البوابات القديمة التي امتلكها سليمان، لا من خلال الأنبياء، بل من خلال الكابالا، والعلوم الغامضة، والاستحضار، والتنجيم، والسحر.

أي أنهم لم يرثوا علم سليمان النقي، بل تلقوا نسخة مشوهة على يد الشياطين، فصاروا يتعاملون مع طاقة العالم من بوابة شيطانية، لا بوابة تسخير إلهي.


رابعًا: مظاهر هذا العلو في زماننا

حين تنظر إلى ما يحدث اليوم، ستلاحظ تطابقًا مذهلًا بين التكنولوجيا الحديثة وبين "الملك القديم" الذي وُصف في قصة سليمان:

  • الطائرات التي تُدار عن بُعد تُشبه الريح المسخّرة.

  • الذكاء الاصطناعي الكلّي يُشبه فهم الطير والحيوان والتواصل الشامل.

  • الأنظمة العسكرية الفضائية تُشبه الجن الذين يعملون بناءً وحفرًا تحت الأرض.

  • برامج التحكم بالعقل تُشبه تسلط الجن على الناس في النسخة الشيطانية.

كل هذه التقنيات إما تُطوّر بإشراف أو تمويل صهيوني، أو تُستخدم لأغراض الهيمنة العالمية، كما أن الكثير منها مستوحى من أنظمة الروحانية الغامضة اليهودية.


خامسًا: الحقيقة الخفية: الشياطين تتلو، والناس تتبع

الآية القرآنية لم تقل إن الشياطين "اخترعت" علومًا جديدة، بل:

﴿ما تتلوا الشياطين على ملك سليمان﴾

أي أن الشياطين قرأت وفسّرت وأعادت إخراج علم كان موجودًا أصلاً، وهو علم سُليمان، فلبّسته ثوب السحر، وغرّت به الناس، حتى صار كثير من البشر يُفتنون به، ويمجدونه على أنه فتحٌ علمي.

لكن القرآن يُبرّئ سليمان بوضوح:

﴿وما كفر سليمان ولكن الشياطين كفروا﴾

فالذي يُحدّد إن كان العلم كفرًا أم لا هو مصدر التلقي ونية الاستخدام، وليس مجرد امتلاك التكنولوجيا.


سادسًا: هل نحن على مشارف الانقلاب؟

ما نشهده الآن من سيطرة إعلامية، عسكرية، عقلية، عبر أدوات تكنولوجية قد يكون هو ذروة العلو الثاني. ولكن سنّة الله تقضي بأن لكل طغيان نهاية.

فهل نحن مقبلون على:

  • سقوط العلو التكنولوجي الشيطاني؟

  • وظهور خلافة ربانية تستعيد العلم الإلهي النقي؟

  • وهل سيكون ذلك على يد المهدي؟ ومن معه من أهل الفطرة؟


ختامًا: سؤال مفتوح للتأمل

إذا كانت التكنولوجيا المعاصرة امتدادًا مشوّهًا لعلم سليمان، فهل سيعود الأصل الرباني يومًا ما؟
هل سيخرج من يحمل "النسخة الطاهرة" من العلم، ليُحطم بها العلم المحرّف الذي تتلوه الشياطين؟
هل النهاية ستكون معركة بين من يُسخّر العلم لأجل الله، ومن يُسخّره لأجل إبليس؟

تعليقات