القائمة الرئيسية

الصفحات

 


الفرق بين نطق رسول الله وقوله

النطق غير القول، فالنطق فعل اللسان، أما القول فهو الكلام المنسوب إلى القائل ابتداءً. الهاتف مثلًا ينطق بأقوال غيره، لكنه ليس قائلًا لها. وعلى هذا القياس: رسول الله ﷺ ناطق بالقرآن لكنه ليس قائله، فالقائل هو الله تعالى.

الآية محل البيان

قال الله عز وجل:
﴿وَمَا يَنطِقُ عَنِ الْهَوَى * إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى﴾ [النجم: 3-4].

  • موضوع الآية هو القرآن الكريم خاصة.

  • المقصود أن ما نطق به الرسول ﷺ في تبليغ القرآن ليس من عند نفسه ولا عن هوى، بل هو وحي منزل من الله.

  • لا يجوز أن تُحمَل الآية على عموم أقوال الرسول ﷺ في غير القرآن، لأن ألفاظها مرتبطة بسياق الوحي المتلو.

الفرق الجوهري

  1. النطق: أداء لما ليس من منشئ الناطق. الرسول ﷺ نطق بالقرآن الذي أنزله الله.

  2. القول: كلام يبتدئه صاحبه ويُنسب إليه. الرسول ﷺ قال أحاديثه، وهي من قوله وإن كانت مؤيدة بالوحي.

الآيات التي تدعم المعنى

  • ﴿إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى﴾ [النجم: 4]: تأكيد أن النطق هنا متعلق بالوحي القرآني.

  • ﴿قُلْ إِنَّمَا أَتَّبِعُ مَا يُوحَى إِلَيَّ مِنْ رَبِّي﴾ [الأعراف: 203]: الرسول يتبع الوحي في تلاوة القرآن، لا يتجاوزه.

  • ﴿إِنْ هُوَ إِلَّا ذِكْرٌ وَقُرْآنٌ مُبِينٌ﴾ [يس: 69]: حصر النطق في القرآن المبين.

النتيجة

  • الآية لا تشمل كل ما يقول الرسول ﷺ، بل تختص بالقرآن الكريم وحده.

  • السنة النبوية من قوله ﷺ، وهي معتبرة في التشريع، لكنها ليست هي محل الآية.

  • تعميم الآية على كل قول للنبي كما فعل الشافعي غير صحيح من حيث الدلالة النصية، لأن النص يقيد النطق بالوحي القرآني فقط.

تعليقات