الموظف السمكة والموظف الدجاجة
في عالم العمل تتعدد الشخصيات وتتنوع الطبائع، لكن ثمة نمطان بارزان يمكن اختزالهما في تشبيه بليغ: الموظف السمكة والموظف الدجاجة.
الموظف السمكة هو ذاك الذي يسبح في محيط مهامه بصمت، لا يراه كثيرون ولا يُسمع له صوت. يعمل بإتقان، يؤدي ما عليه في هدوء، يختفي داخل بيئة العمل كما تختفي السمكة في الماء، فلا يترك وراءه سوى أثرٍ من الاستمرارية والانسجام. قيمته في انتظام العطاء لا في الضوضاء ولا في طلب الاعتراف.
أيضاً يمكن أن يسبح ضد التيار لينفذ إنجازه
أما الموظف الدجاجة، فقصته مختلفة. كل إنجاز عنده لا يمر إلا مقرونًا بصوت وصخب، يعلن عن نفسه كما تعلن الدجاجة عن بيضتها. قد يكون إنتاجه محدودًا، لكنه يعرف كيف يسلط الضوء على ما يقوم به، فيبقى حاضرًا في أذهان الجميع بقدر ضجيجه أكثر من بقدر عطائه.
وهو عادةً يمشي وراء من يعطيه الطعام فهو مطيع لمديرها ويتكيف معه لينال إعجابه ويتلقف طعامه
وبين السمكة الصامتة والدجاجة الصاخبة، تبقى الحكمة في الموازنة: المؤسسات تحتاج إلى إنتاج السمكة الهادئ المستمر، كما تحتاج أحيانًا إلى إعلان الدجاجة الذي يُذكّر بوجود الثمرة. غير أن معيار التفوق الحقيقي لا يُقاس بعلو الصوت، بل بصدق الأثر واستدامة العطاء.
اقول اول حرف من اسم الدجاجة😁
ردحذف