أعظم نصر في معركة لم تُخَض
الحكمة تقول: انتقِ معاركك. فليست كل ساحة تستحق النزول إليها، ولا كل خصومة جديرة بأن تُستنزف فيها الطاقة والعمر. أحيانًا يكون أعظم انتصار أن تدرك مبكرًا أن خوض المعركة خسارة، وأن الانسحاب قوة لا ضعف.
النصر في الامتناع
هناك معارك لا تنتهي حتى لو ظننت أنك حسمتها، لأنها تقوم على خصومات شخصية لا على قضايا موضوعية. دخولها يعني أنك منحت خصمك اعترافًا لم يكن ليستحقه، وجعلت نفسك أسيرًا لدائرة من الكر والفر. أما الامتناع عن الدخول، فيعني أنك نزعت سلاح العدو قبل أن يشهره، ووفرت على نفسك حربًا لا جدوى منها.
زيف القضايا
أخطر ما في بعض الحروب أنها تتزيّا بلباس القيم والمبادئ، بينما حقيقتها صراع مع أشخاص. قد تظن أنك تدافع عن الحق، لكنك في العمق تهاجم خصمًا بعينه. وهنا يصبح المبدأ مجرد غطاء للخصومة، وتغدو الحرب انعكاسًا لرغبة في هزيمة الآخر لا في نصرة الحقيقة.
الحكمة العملية
-
اسأل نفسك: لو غاب هذا الخصم، هل كنت سأظل متمسكًا بالمعركة؟
-
إن كانت الإجابة "لا"، فأنت تحارب الشخص لا الفكرة.
-
النصر الحقيقي هو أن تتفادى الانجرار لمعارك زائفة، وأن توجّه طاقتك نحو قضايا تبني ولا تستهلك.
خاتمة
أعظم الحروب ليست تلك التي تخوضها حتى آخر رمق، بل تلك التي تكسبها دون أن تدخلها أصلًا. فأحيانًا يكون الانتصار في الوعي لا في الصدام، وفي التجاوز لا في الاشتباك. إنها معركة ضد ذاتك أولًا، كي لا تُستدرَج إلى حرب ليست حربك.
تعليقات
إرسال تعليق