كامل عشري يكتب : الصعود في القرءان الكريم
هل جاءت تأويلات مشتقات كلمة صعد منتظمة أم متعارضة ؟!!!
تم تأويلها بمعنى صعود الجبل هاربين من الأعداء (تُصْعِدُونَ)
تم تأويلها لوصف العذاب بالشديد والشاق (صَعَدًا)
تم تأويلها لوصف الإرهاق بأن لا راحة منه (صَعُودًا)
تم تأويلها بمعنى قصد التراب للتيمم (صَعِيدًا)
تم تأويلها بمعنى ضرب الأرض للتيمم (صَعِيدًا)
تم تأويلها بمعنى انقضاء الدنيا (صَعِيدًا)
تم تأويلها بمعنى أرض ملساء جرداء (صَعِيدًا)
تم تأويلها بمعنى يصعد المتداول مرة صعود لطبقات الجو العليا ومرة يصعد ذكر الشخص (يَصَّعَّدُ - يَصْعَدُ)
فهل انتظمت المعاني والدلالات ؟!!!!!!!!!!!!
وفيما يلي سوف نحاول إعادة الفهم لتلك المعاني والدلالات من خلال معاني ودلالات الحروف من القرءان الكريم ثم نحاول فهم الآيات التي ورد فيها مشتقات المصدر صعد
كلمة المصدر (صعد) :
ومشتقاتها بالقرءان الكريم
تُصْعِدُونَ (1) صَعَدًا (1) صَعُودًا (1) صَعِيدًا (4) يَصَّعَّدُ (1) يَصْعَدُ (1)
عدد الكلمات المختلفة = 6
عدد الكلمات الكلي لهذا الجذر = 9
دلالات ومعاني كلمة (صعد) من خلال حروفها :
(الصاد) .. تغيير منتظم ومستمر في مركزية المركزية وعمق العمق ولب الشخص أو الأمر أو الحالة أو الشيء سواء برجاء لله أو صدود فكل تغيير يتم بأمر الله
(العين) .. يصل هذا التغيير المنتظم والمستمر إلى أعماق الشخص أو الشيء فيكون مصيره التغيير الذي حدث لما هو أقل عمقاً فيصل في كل مرة عمقاً كان خفياً من قبل فإما يكون ناظراً وإما يكون مبصراً ..
(الدال) .. هذا التغيير المنتظم والمستمر في عمق العمق يتم بقصد بدليل وقوانين وبرهان لأبعد مدى
إعادة محاولة فهم الآيات التي ورد فيها مشتقات المصدر صعد :
قال تعالى :
{ إِذْ تُصْعِدُونَ وَلَا تَلْوُونَ عَلَى أَحَدٍ } (سورة آل عمران 153)
------------------------------------------------------------
(إِذْ تُصْعِدُونَ) إذ تُتِموا أمور الدنيا والآخرة والوصل بينهما بخير وإتقان بتغيير في عمق العمق ولب أنفسكم من خلال لجوء ورجاء بكامل استحضار الفكر والذهن لطلب معونة الله تعالى وتعودوا لله تعالى فتردوا له كل شيء فيكشف عنكم ما أنتم فيه عندما أبصرتم الحكمة الإلهية مما يصيبكم فيكون مصابكم إثابة لكم في الدنيا لأخراكم فيخرجكم مما أصابكم بهذا الإبصار وذلك عندما كان دليلكم الله تعالى وأمره والرسول ووصلتم بهم أنفسكم فتم تنقية أنفسكم المتآلفة مع الأمر الإلهي متنافرة مع لوي أمور الدنيا والآخرة فـ (وَلَا تَلْوُونَ عَلَى أَحَدٍ) ولا تُتموا أمور الدنيا والآخرة والوصل بينهما بهلاك وتلف من خلال حب الدنيا فتكون حركتكم الدنيوية وعملكم في الدنيا منفصل عن العمل الآخرة فتلوون الأمور بينهما بطغيان حب الدنيا على الآخرة فتأخذكم لمزيد من جمع متاع الدنيا بمخالفة أمر الله وخسارة الآخرة وتكون حركتكم معتمدة على أحد من دون الله
---------------------------------------------------------------------
قال تعالى :
{ وَمَنْ يُعْرِضْ عَنْ ذِكْرِ رَبِّهِ يَسْلُكْهُ عَذَابًا صَعَدًا (17) } (سورة الجن 17)
-----------------------------------------------------------------------
(يُعْرِضْ) من يخرج ويبتعد عن ذكر الله بعد ما كشف له مما يخفى عليه من خلال هذا الذكر وبعد أدرك عمقاً للأمور كان خفياً عنه لم يكن يراه من قبل حيث كان ناظراً ليس مبصراً لتلك الأحداث التي جاءت بذكر الله من أدناه لأقصاه تحوي عمق وخواص الحقيقة كاملة بلا نقص وبلا حاجه لتاريخ يكتبه البشر وفيه كلمات الله تعالى التي تحوي تكتل وتآلف وتوافق في إطار ومحتوى وكيان وعودة بناء للحقيقة والذي يستخلص منه المؤمن بالحس والبصيرة ما يتشابه مع أحواله وأموره وأطرافها فيعي كيف يدبر شئونه الدنيوية .. فبدلاً من أن يربط أموره بهذا الذكر ربطها بما دون ذكر الله فيقوم بمخالفة الذكر في العمق والمعنى فيضاد هذا العمق والمعنى ويضعفه ويضيقه ويضمره
(يَسْلُكْهُ) يخرج له في الدنيا نتيجة هذا الإعراض عذاب يجعله يصيب مركز النفس وعمقها ويسيطر عليه هذا العذاب ويلازمه ويتلاحم ويتواصل معه باستمرار وإعادة بناء لحالة العذاب في إطار ومحتوى من العذاب ذو قوة وسلطان كنتيجة لصدوده وعدم ركوعه لذكر الله
(صَعَدًا) هذا العذاب يزداد مجاله ليصل لمركزية المركزية وعمق عمق النفس بأمر الله فيكون عذابه حالة تزايد دائم في كل مرة يكون كاشفاً عن عمق أكبر من العذاب لم يكن يدركه من قبل فعذابه المتزايد الذي يتوغل داخل عمق نفسه لأبعد مدى كدليل وبرهان إلهي
-------------------------------------------------
قال تعالى :
{ سَأُرْهِقُهُ صَعُودًا (17) } (سورة المدثر 17)
-------------------------------------------------
(سَأُرْهِقُهُ) سوف يتم ربط أموره وأحواله والتحكم فيها وبأطرافها ويهيمن الله تعالى عليها هيمنة كاملة ضد حركته ومبتغاه هازماً له ولأغراضه بسبب عناده لآيات الله فيقذف الله تعالى بالحق من آياته على ما يخطط من باطل بأمر الله فيندمج داخله التعب والوهن في نفسه فيندمجوا بالنفس ويتحولان لحالة من الفشل فلا يبقى لحالته الأولى من العناد أثر وتنمو في نفسه حالة جديدة من الإحباط والوهن واليأس فلا يقدر على أن يعود لحالة العناد الأولى
(صَعُودًا) هذه الحالة من الإحباط واليأس والوهن والتعب تزداد تأثيرها ومجالها داخل عمق عمق ومركزية النفس ولبها لهذا الشخص كلما زاد عناده ويستمر زيادة هذا التأثير حتى يسيطر عليه سيطرة تامة إلى أقصى درجة هذه الزيادة تحدث كل مرة يكتشف فيها مدى عدم قدرته على مواجهة آيات الله بتقديره وتدبيره وعناده المحدود أمام قدرة الله تعالى فيجد نفسه منفذاً لإرادة الله بدون أن يدري فيدرك ما لم يكن يدركه من قبل من مدى ضآلته أمام آيات الله العظيمة فيزيد توغل الوهن والتعب والإرهاق في عمق نفسه لأبعد مدى بأمر الله وتدبيره كدليل وبرهان على عجز هذا المخلوق المعاند ظاهراً عجزه وضعفه ووهنه في عالم الخلق
----------------------------------------------
قال تعالى :
{ فَتَيَمَّمُوا صَعِيدًا طَيِّبًا } (سورة النساء 43)
{ فَتَيَمَّمُوا صَعِيدًا طَيِّبًا } (سورة المائدة 6)
----------------------------------------------
(فَتَيَمَّمُوا) ففارقوا الطريقة المعتادة في الوضوء بالماء في ظروف وفتن معينة لا يمكن معها الوضوء بالماء فأتموا وضوءكم بدونه بخير وإتقان فالوضوء بدون الماء في هذه الحالات يتساوي في وظيفة الوضوء بالماء فيجمع ويوصل نفس خواص الوضوء بالماء ظاهرها وباطنها ويوصلهما رغم أنهما ضدين ولا رابط بينهما في العالم المادي فهو وسيلة لبلوغ غاية الطهارة في حالة عدم وجود الماء أو إصابة الشخص بمرض يمنعه من استعمال الماء
(صَعِيدًا طَيِّبًا) فمن خلاله يتم تطويع لحالة وجود الماء وضبط للطهارة فننتقل بالتيمم من حالة لأخرى مخالفة لما قبل التيمم وهي الطهارة وإخراج للخبائث وتحل محلها الطهارة المتم لدور الطهارة بالماء ويحمل ذات الوظيفة ستألفه النفس وتؤنس به .. فبهذا البديل الطيب يحدث تغيير في مركزية المركزية وعمق العمق ولب الشخص المتيمم من خلال أمر الله بالتيمم فتزداد طهارته الداخلية كلما زاد لجوءه ورجاءه بكامل استحضار الفكر والذهن لطلب المعونة الأمرية من الله فيصل الطالب الطهارة من عالم الأمر فالله يرد إليه كل شيء .. فتصل الطهارة إلى أعماق نفسه وسوف يكتشف المتيمم تأثيرها على نفسه وكذا العلم سوف يكشف عمقاً كان خفياً في التيمم كأسلوب بديل للطهارة رغم عدم وجود الماء .. حيث يخرج خبائث النفس وما أختلط بها في حركة الدنيا ويحل مكانها الطهارة والاطمئنان وذلك بإتباع الدليل والبرهان الإلهي التي تؤنس به النفس وتتآلف به مع حالتها وينضبط داخلها الطهارة ضبطاً تاماً لأقصى مدى بهذا الإتباع لأوامر الله
--------------------------------------------------------------
قال تعالى :
{ وَإِنَّا لَجَاعِلُونَ مَا عَلَيْهَا صَعِيدًا جُرُزًا (8) } (سورة الكهف 8)
--------------------------------------------------------------
(جُرُزًا) الزينة التي على الأرض هي في حقيقتها مكونات متفرقة من جسم واحد هو ما سخره لنا الله تعالى كنعم وفي ذات الوقت كابتلاء فيكشف بها أينا أحسن عملا فهذه المتفرقات من الزينة في ظاهرها سوف يجعلها الله تعالى تتكامل شيئاً فشيئاً ليجلو أمام الناس مكونات من الزينة كل مرة مقترنة يبعضها البعض ويزداد ربطهم بعضها ببعض وكذلك ترتبط أمور الناس وأحوالهم وأنفسهم بها ويزداد تحكمهم فيها وفي ذات الوقت يزداد تحكمها بهم وذلك من خلال انضمام أو اقتراب أو اقتران زينة بزينة مثل تعدد الزينة وانضمامها واقترانها في الهاتف المحمول فيكون وسيلة (اتصال ومذياع وتلفزيون وفيديو وكتاب والعاب وتصوير .. الخ) فدائما الزينة بهذا الاقتران والانضمام تحقق زيادة فلا ينقص من أصلها شيئاً فتزداد النعم والفتن .. فتتآلف مع بعضها البعض ويألفها الناس ويؤنسوا بها وينضبط اقترانها مع بعضها البعض وانضمامها فتتكامل .. وهذا الزيادة والتكامل والاقتران للزينة يجعله الله صعيداً
(صَعِيدًا) فالتغير والتطور يتم كل مرة ليصل إلى عمق العمق في استخدام هذه الزينة وذلك بأمر الله وإذنه بعد إلحاح من البشر الذين يسعوا لتطوير هذه الزينة واستخدامها فيجليها لهم الله تعالى .. فيكشف لهم علماً كان خفياً عن هذه الزينة لم يكونوا يدركوه من قبل فإما منهم من يحفظ هذه الزينة في مجال طاعة الله فتصير نعمة فيكون مبصراً لها وإما يستعملها في غير طاعة الله فتكون نقمة عليه كونه كان مجرد ناظراً لها لا مبصراً .. فيخرج الله تعالى لنا من الزينة ما لم نكن نعلم وذلك من خلال العلم الإلهي في الدنيا الذي أعطاه لنا بين أيدينا وسخره لنا لاستعمال هذه الزينة واكتشافها فتتألف بها أنفسنا ونؤنس بها ونضبط حركتها واستعمالاتها على حسب احتياجاتنا .. وفي كل مرة يكشف الله لنا ما هو أعمق ولعل من أعمق اقتران وضم لهذه الزينة هي زينة الرقيم والتي نستعملها في حياتنا الآن وكان بسببها حدث تقدم سريع في اقتران أنواع الزينة وما جلبه النظام الرقمي من أجهزة وأدوات وإمكانيات ووسائل رفاهية لذلك كانت الآية التالية تتكلم عن هذه الزينة وكيف وصلت فتنتها وكيف كان تصرف الفتية التي عاصروها فهي اشد أنواع الزينة اقتراناً وفتنة حيث وصلت إلى أن يكون هناك البيت الرقمي وما به وسائل تحكم ورفاهية كحالة متقدمة من حالات اقتران هذه الزينة التي هي من آيات الله تعالى حيث قال تعالى :
{ أَمْ حَسِبْتَ أَنَّ أَصْحَابَ الْكَهْفِ وَالرَّقِيمِ كَانُوا مِنْ آيَاتِنَا عَجَبًا (9) } (سورة الكهف 9)
--------------------------------------------------
قال تعالى :
{ فَتُصْبِحَ صَعِيدًا زَلَقًا (40) } (سورة الكهف 40)
--------------------------------------------------
(زَلَقًا ) هي حالة تكون نتيجة اقتران الماء مع الأرض وتلاحم الماء وتواصلها مع نسيج الأرض فتنتقل طبيعة هذه الأرض من حال إلى حال ليخرج طبقة من أصل الأرض فتندمج مع الماء فيتحولا المندمجان لحالة أخرى من مزيج الماء ومكونات سطح الأرض بحيث تزول حالتها اليابسة تماماً ولا يبقى لها أثر وتنمو من داخل تلك اليابسة نتيجة هذا الاقتران مع الماء حالة تجعل مكوناتها غير ثابتة شبه سائلة لزجة وهذه الحالة تتم (صعيداً)
(صَعِيدًا) فعملية اقتران الماء بمكونات الأرض تزداد باستمرار لتصل لعمق أعمق مما وصلت إليه كل مرة أسفل المزيج وذلك بأمر الله فيكشف لنا ما في عمق الأرض ويخرج موادها منها داخل هذا المزيج ويختلط مع هذه المادة الزلقة فتظل الأرض على حالتها الجديدة الزلقة لا يمكن إعادتها للحالة اليابسة نتيجة استمرار إرسال الماء من السماء عليها مع زيادة في اختلاط مواد الأرض وتآكل سطحها واندماجه بالماء التي يرسلها الله تعالى عليها بحسبان (بشكل منتظم ومستمر)
------------------------------------------------
قال تعالى :
{ كَأَنَّمَا يَصَّعَّدُ فِي السَّمَاءِ } (سورة الأَنعام 125)
--------------------------------------------------
كأنما صدره يضيق خارجاً عن مجال الأرض في السماء فيزيد ضيقه محيطاً إحاطة كاملة هذا الضيق يربط على كامل صدره بجميع أجزاءه هذا الضيق يزداد توغله داخل لأجزاء صدره وعمقه زيادة مستمرة منتظمة كاشفاً عن ضيق أكبر لم يكن بالغه أو يدركه من قبل كلما زاد عمق هذا الضيق حيث يكون هذا الضيق بأمر الله كدليل وبرهان على ضلال من ضاق صدره
---------------------------------------------
قال تعالى :
{ إِلَيْهِ يَصْعَدُ الْكَلِمُ الطَّيِّبُ } (سورة فاطر 10)
---------------------------------------------
إليه يخرج المعنى الكائن في ذات المتكلم الناتج من عمق العمق ولب النفس فهو كلام يحمل معاني لجوء ورجاء بكامل استحضار النفس لطلب المعونة الإلهية وطلب الطمأنينة هذا الطلب والرجاء يبلغ به المتكلم إلى أعماق علم كان خفياً وبصيرة لم يدركه من قبل وذلك من خلال دليل وبرهان إلهي في مناجاته لله فتكون تلك المعاني الكائنة بذاته الذي يناجي بها الله هي معاني طيبة فيها من طاعة الله وتطويع حاله المناجي وأموره منضبطة حركته الدنيوية مع الأوامر الإلهية فيكون عمله الدنيوي الصادر منه والظاهر عليه متوافقاً مع هذا الكلم الطيب وطاعة الله فيكون ناتج ذلك زيادة مستمرة من دعم الله لهذا المناجي لله
حق النشر والكتابة للكاتب : كامل عشري
تعليقات
إرسال تعليق