أنواع الذِكر عُذْرًا أَوْ نُذْرًا
قال تعالى :
{ عُذْرًا أَوْ نُذْرًا (6) } (سورة الْمُرْسَلَاتِ 6)
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
الذِكر نوعان .. عُذْرًا أَوْ نُذْرًا .. وجمعت الأدوات الدنيوية النوعين .. فمنها
المرئي والمسموع .. وكذلك الذِكر الإلهي منه المرئي ومنها المسموع .. فالكتاب
المنشور حولنا هو عبارة عن ذِكر مرئي بما يتضمنه من خلق الله وكذلك ممن عاصروا الرسل
وعاصروا الذِكر المرئي بآيات كانت دليلاً على أنهم مرسلين من عند الله مثل عصا
موسى وغيرها من معجزات الرسل .. وكان هناك الذِكر المسموع المتمثل في ملة إبراهيم التي
هي الكتب السماوية وكان الرسول محمد نذيراً وبشيراً نافياً عنه أي ذِكر مرئي فكان
آية رسالته القرءان فقط .. فقال تعالى :
{ وَقَالُوا مَالِ هَذَا الرَّسُولِ يَأْكُلُ
الطَّعَامَ وَيَمْشِي فِي الْأَسْوَاقِ لَوْلَا أُنْزِلَ إِلَيْهِ مَلَكٌ
فَيَكُونَ مَعَهُ نَذِيرًا (7) أَوْ يُلْقَى إِلَيْهِ كَنْزٌ أَوْ تَكُونُ لَهُ
جَنَّةٌ يَأْكُلُ مِنْهَا وَقَالَ الظَّالِمُونَ إِنْ تَتَّبِعُونَ إِلَّا رَجُلًا
مَسْحُورًا (8) } (سورة الفرقان 7 - 8)
فكانوا ينكرون عليه الذِكر المسموع ويريدون تأييده بشيء
مرئي , لذلك رد عليهم الله تعالى في قوله تعالى :
{ وَسَوَاءٌ عَلَيْهِمْ أَأَنْذَرْتَهُمْ
أَمْ لَمْ تُنْذِرْهُمْ لَا يُؤْمِنُونَ (10) } (سورة يس 10)
واستثنى منهم ممن سوف يتلقون منه الذِكر المسموع بدون
الذِكر المرئي وبدون أي آيات أخرى تكون مؤيدة له وهم الذين يخشون ريهم بالغيب
وأقاموا الصلاة لله في قوله تعالى :
{ إِنَّمَا تُنْذِرُ الَّذِينَ يَخْشَوْنَ
رَبَّهُمْ بِالْغَيْبِ وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ } (سورة فاطر 18)
وذلك كون القرءان في ذاته ذِكر مسموع من رسول الله مؤيد
لرسالته حيث أنه جاء ببرهانه فيه حيث قال تعالى :
{ أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ وَلَوْ
كَانَ مِنْ عِنْدِ غَيْرِ اللهِ لَوَجَدُوا فِيهِ اخْتِلَافًا كَثِيرًا (82) }
(سورة النساء 82)
والآن لنستخرج خصائص الذِكر المسموع والمرئي
من خلال حروف الكلمتين
عُذْرًا :
ــــــــــــــــــــــــ
.. عُ .. صفة من صفات مادة الذِكر الخارجة من الْمُلْقِيَاتِ (الصورة
المرئية) حيث يوصل هذا الذِكر إلى عمق عن الحدث الذي لم نكن مُدركيه بدون هذا
الذِكر ولم نكن لنبلغ مكان حدوثه بخواص الحدث الخارجية والداخلية فتوصلنا بين
بيئتين مختلفتين بيئة الحدث وبيئة العرض فتتوسط هذه العملية بين البيئتين التي هي
مجال النشر وبيئة الْمُلْقِيَاتِ فيكون الناتج وسيلة لبلوغ غاية النشر راصداً واقع
الحدث مصوراً
.. ذْ .. وهو عبارة عن تذييل أحداث قديمة لتاريخ قديم أو حاضر
وأحداث وقصص وأخبار عن أشياء كما هي في واقع الحدث فهي ليست الحدث ذاته
إنما ذيل الحدث وصورة منه
.. رً .. من خلال ربط قالب الذِكر من الْمُلْقِيَاتِ والتحكم فيه
وبأطرافه حتى لو بدون اتصال مادي ملقياً القالب النقي الناتج من الْمُلْقِيَاتِ
ذات النسبة من أصل أو أشباه من أصل نقي بلا اختلاط مع أندادها من الأحداث والقصص
الأخرى كما هي في واقع الحدث
.. ا .. وذلك من خلال تأليف وتوليف
مستمر لهذا الذِكر و ما يحويه من إطار ومحتوى فيتم ضبطهم ضبطاً تاماً لأقصى مدى
ممكن لنقل واقع الحدث من خلال أدوات الإرسال والاستقبال
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
نُذْرًا :
ــــــــــــــــــــــــ
.. نُ .. هي من صفات الذِكر الخارج من الْمُلْقِيَاتِ (المسموعة) كوصف
نقي ناتج عن الحدث فهو نسبة من الحدث وليس واقع الحدث فهو نسبة موصولة بكل
حدث يُجمع فيه ويوصل ويضم إليه خواص الحدث
ظاهرة وباطنه فيوصل الخبر بين بيئتين مختلفين فيتوسط ما لا رابط بينهما
.. ذْ .. وهو عبارة عن تذييل أحداث قديمة لتاريخ قديم أو حاضر
وأحداث وقصص وأخبار عن أشياء تصفها وتخبرنا بها كما في واقع الحدث
.. رً .. من خلال ربط قالب الذِكر من الْمُلْقِيَاتِ والتحكم فيه
وبأطرافه حتى لو بدون اتصال مادي ملقياً القالب النقي الناتج من الْمُلْقِيَاتِ
ذات النسبة من أصل أو أشباه من أصل نقي بلا اختلاط مع أندادها من الأحداث والقصص
الأخرى ونقل الخبر كما هو في واقع الحدث
.. ا .. وذلك من خلال تأليف وتوليف
مستمر لهذا الذِكر ما يحويه من إطار ومحتوى فيتم ضبطهم ضبطاً تاماً لأقصى مدى ممكن
لنقل الخبر عن ما في واقع الحدث
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
تعليقات
إرسال تعليق