القائمة الرئيسية

الصفحات




قال تعالى :
{ وَإِذَا الْجِبَالُ نُسِفَتْ  (10) } (سورة الْمُرْسَلَاتِ 10)
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
فنرى الجبال ونظن أن الجبل تم خلقه منذ البداية على هيئته الحالية يجمع فيه مكونات جسم متعددة في كيان واحد صلب في حيز ثابت وأبعاد ثابتة ظاهراً بمكوناته عن محيطه اليابسة المسطحة فهو نقيض لها .. إلا أن الجبل متلاحم متواصلا بنسيج الأرض .. في حين أن الجبال نتاج عملية جمع وتداخل مكوناته ومواده في قالب واحد فيتكون ليصبح له مقام في مكان محل وجوده من خلال انضمام أو اقتراب أو اقتران مواد مع مواد أخرى كل مرة ليحقق زيادة لمكونات الجبل من خلال ظهور مواد باطن الأرض .. فهي حين يتم تكوين وصنع الجبل تمر بذات المراحل الشبيهة بتكوين السحاب من حيث تراكم مواد متعددة لتزيد حجماً صعوداً من أصل من باطن الأرض من براكين عبر أزمنة طويلة جعلتها على هيئتها الحالية في زيادة أدت إلى ما نراه باكتمال تكوين الجبل .. بل يمكن أن تعاصر تكوينها في مناطق عدة من العالم وتمر بمراحل هي ذاتها هي مراحل تكوين الجبال على وجه العموم ونهايتها أيضاً كما هي نهاية السحاب

حيث أن الله أحكم صنعها كما أحكم صنع السحاب بمرورهم بمراحل صنعهم من مواد خلق الله في إتقان لا نهاية له لخدمة الإنسان على الأرض من خلال سحاباً ينقل به الماء لبلدٍ ميتا وجبال تحفظ استقرار الأرض وتكون أوتاداً لها تصدر طاقة إيجابية بتسبيحها وتمتص الطاقة السلبية الصادرة من فساد الناس على هذه الأرض فهي نعمة من ضمن نعم الله تعالى الكثيرة على الإنسان

فالسحاب الذي هو عبارة عن كتل هوائية من الغلاف الغازي للأرض محمولة على شكل قطع تحركها تيارات الرياح الناتجة عن الفارق في الضغط والكثافة بين مستويات جو الأرض الغازية وفي الجانب الآخر فإن الجبال هي كتل من الغلاف الصخري للأرض محمولة على قطع متجاورات تحركها تيارات الحمل الحراري الناتجة عن فارق الضغط والكثافة بين مستويات باطن الأرض التي تمور هذا من حيث التشابه من حيث الشكل

أما عن حركة التكوين فالسحاب يبدأ سيره من أسفل إلى أعلى في حركه عمودية نتيجة تبخر مياه المسطحات المائية صاعدة في شكل كتل هوائية دافئة إلى الأجواء الباردة ثم تتحرك أفقياً بعد تضائل كثافتها إلى أن تصل رطوبتها إلى درجة التشبع فتنتهي مطرًا .. فكذلك الجبال تبدأ نشأتها من حركة من أسفل إلى أعلى بحركة عمودية ناتجة عن مور باطن الأرض حيث تصعد صهارة باطن الأرض وتحرك قطع سطح الأرض فينجم عن ذلك إما التواء طبقات القشرة الأرضية تحت وقع الضغوط الجانبية وارتفاع جزئها الأعلى فتتكون الجبال البنيوية وإما تدفق صهارة باطن الأرض التي تطفو على سطح الأرض بعدما تبرد وتشكل نتوءات مرتفعة وهي الجبال البركانية.. ثم تتحرك كل من هذه الجبال أفقيا مع الصفائح التي تُقلها إلى أن تنتهي بالانصهار في باطن الأرض أو بالتعرية على سطح الأرض

فالصعود المستمر لصهارة باطن الأرض وبين إلقائها على السطح ثم امتدادها اللامحدود .. هي أساس تسطيح الأرض من جانب ثم إرساء الجبال بعد ذلك والجبال كلما زاد ارتفاعها عن الحد لابد أن تأتي عليها عوامل التعرية بالنقصان ويندس في الجهة المقابلة الجزء الطرفي الذي يوجد في باطن الأرض ينتهي عمره فينصهر وتهضمه باطن الأرض الطرف المنضوي وهو المنتهي عمره في عمق الأرض المنصهر ويذوب .. فقال تعالى :

{ وَالْأَرْضَ بَعْدَ ذَلِكَ دَحَاهَا (30) أَخْرَجَ مِنْهَا مَاءَهَا وَمَرْعَاهَا (31) وَالْجِبَالَ أَرْسَاهَا (32) } (سورة النازعات 30 - 32)

فماذا لو تيارات الحمل الحراري وصلت إلى مركز هذه الجبال وصعد تأثير فروق الضغط لهذه النقطة وبدأت تتخلل جوانب مكونات الجبل بحيث يصبح جميع مكونات الجبل محمولة على تلك التيارات التي في حالة ضبط حركتها تلك بأمر الله مُنطلقة بمكونات الجبل في اتجاه مضاد لمركز الضغط حاملة مكونات الجبل في اتجاه انطلاقها فلك أن تتصور هذا المشهد فتبدأ الطاقة الحراريّة بالانتقال لتحقيق التوازن الحراري فيما بين هذه الأجسام جميعها، لتصبح ذات درجة حرارة موحدة، ويشار إلى أن الحرارة تنتقل من الجسم الأكثر سخونة إلى الأبرد منه دائماً، وفقاً لقانون الديناميكا الحراريّة .. فتكون تلك المكونات باختلاف أحجامها محمولة على تلك التيارات الحرارية المنطلقة من باطن الأرض بفروق الضغط العالية صاعدة لأعلى بحثاً عن نقطة التوازن الحراري في اتجاه الجهة الأقل حرارة حاملة معها بقوة تدفقها هذه الكتل الجبلية ناتج عملية النسف والحركة الدورانية لتلك المكونات بفعل حركة الدوران لتيارات الحمل الحراري ليكون الشكل الظاهر أثناء عملية النسف حيث قال تعالى :

{ وَتَكُونُ الْجِبَالُ كَالْعِهْنِ الْمَنْفُوشِ (5) } (سورة القارعة 5)

فكيف نستقي كيف نستقي الخصائص والصفات للبال وحركة نسفها من حروف الكلمات
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
الْجِبَالُ :
ــــــــــــــــــــــــ
.. جِ .. وَإِذَا الجبال الجامعة لمكونات جسم متفرقة ليصير جسداً واحداً فهي جلال الجبل وكماله وظهوره في أشد حالاته جالياً في حيز وأبعاد وكينونة دون اختلاط بغيره هذا الجبل بمكوناته يخرج من مصدره باطن الأرض دون عودة في مرحلة تغيير لطبيعة الأرض التي ظهر فيها فأصبح أكثر وضوحاً وأنشط فهي تمر مر السحاب

.. بَ .. هذه الجبال التي هي نتيجة ظهور مكونات الجبل على الأرض اليابسة أو ظهورها من داخلها خارجة عن محيطها ظاهرة على سطح الأرض فتنتقل مكوناته من تحت سطح اليابسة  لنقيضها فوق سطح اليابسة

.. ا .. في تأليف مستمر بين مكوناتها المختلفة فيتم ضبطهم ضبطاً تاماً  ويتم تحديدهم بأمر الله تعالى وإظهارهم على اليابسة فيجعلهم الله تعالى كأنهم شيئاً واحداً في التكوين الفردي والجمعي للجبال فيكونوا رواسي للأرض

.. لَ .. متلاحمين متواصلين بنسيج ساحة اليابسة التي تتواجد فيها ومجالها وأمورها وأحوالها ومكوناتها الداخلية  في تآلف مستمر وضبط تام
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
نُسِفَتْ  :
ــــــــــــــــــــــــ
.. نُ.. فإذا الجبال نُسِفَتْ  من خلال المادة النقية الناتجة والتي تسمى الضغط والتي تنتج عن تيارات الحمل الحراري الناتجة عن فارق الضغط والكثافة بين مستويات باطن الأرض التي تمور  بباطن الأرض التي هي  كنسبة تتضاعف وتنتج عن إحتراق تلك المواد داخل باطن الأرض وحممها  بلا اختلاط الناتج (الضغط)  مع ما في باطن الأرض وكذلك مكونات الجبال متنافرة معهما وينسفهما وينهي عليهما ويبقى الناتج من باطن الأرض وحيداً متفرداً فيقضي على كل ما يختلط به من تلك المكونات حيث يجمع ويوصل ما في باطن الأرض لخارجها فيوصل بين بيئتين مختلفتين بين ما لا رابط بينهما   

.. سِ .. حيث تبلغ تلك المادة النقية المضغوطة (ضغط تيارات الحمل الحراري الناتجة عن فارق الضغط والكثافة بين مستويات باطن الأرض التي تمور) مركز وعمق الجبل وتسيطر طاقتها على هذا العمق سيطرة تامة للتمكن من الانتقال من موضع إلى موضع انطلاقا من هذا المركز والعمق بخروج تلك المواد من هذا المركز دون عودة لبدء مرحلة تغيير حالة الجبل فيتم خروجها انطلاقا من هذا المركز لتكون في حالة أوضح وأنشط

.. فَ .. فتفرق وتشقق المادة المنطلقة من مركز الجبل مكونات الجبل  مفرقةً ومشققة لجذور وقمة الجبل وطبقاته فهي مادة تفارق أصلها في باطن الأرض بزيادة ومضاعفة حجمها بإزالة الضغط عنها أثناء فرقها لمكونات الجبل لفرق الضغط على تلك المواد المنطلقة من باطن الأرض وزيادة انطلاقها في تأليف مستمر وضبط تام لطبيعة حركتها وكأنها في تدفقها وفرقها لمكونات الجبل كأنه شيئاً واحداً مسيطراً في هذا الضبط لإتمام عملية نسف الجبل



.. تْ .. لتُتِم هذه المفارقة بين مكونات الجبل ونسفه من مركزه  بأمر الله منتقله لساحة جديدة خارج باطن الأرض بخير وإتقان لأمر الله وهلاك وتلف مكونات الجبل فيكون نواتج باطن الأرض النقية (تيارات الحمل الحراري الناتجة عن فارق الضغط والكثافة بين مستويات باطن الأرض التي تمور) والضغط الناتج عن ثقل الجبل بمركز الجبل متتامين ومتساويين في الوظيفة لإتمام عملية المفارقة والتشقق والنسف 

تعليقات