جُل ما يصل إليه الإنسان مما
يسميه علوم في حقيقتها معرفة لا ترقى للعلم .. فالعلم عند الله وحده .. فأنت أيها
الإنسان لا تخلق شيء من عدم فلن تعلم ما وراء الخلق .. فنحن نكتشف ما خفى عنا
في داخل مواد الكون وهذا لا يؤهلنا لنعلم ما وراء المعرفة من علم .. فالعلم في
كتاب الله وما دونه فهي معرفة والجميع له الحق في تلك المعرفة أن يجوب فيها بقدر
درء فتنتها عنه وعدم اغتراره بها .. فالمعرفة أداة فتنة ما بين ظن أنه يعلم وبين
من يستخدمها في شر فكلاهما قد هلكوا وأفسدوا
أما إذا أردت علم فلن تجده إلا من خلال كتاب الله ورسالته للبشر
ــــــــــــــــــــــ
السد الإلهي :
ــــــــــــــــــــــ
س : مركز
وعمق علم عن أمور أو أحوال أو أشياء لا يمكن بلوغها فهي علم سنن الله المُسخرة على
سلوك واحد فيضعها بمركز وعمق مُسيطر على هذا العلم سيطرة تامة في انتقالها من موضع
إلى موضع ومن حالة إلى حالة
د : فتكون حركة هذا
العلم بهذا السد بدليل وبرهان إلهي لأبعد وأقصى مدى
لا يمكن الوصول لما وراءه
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
خصائص السد الإلهي :
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
السد الإلهي : مركز
وعمق علم عن أمور أو أحوال أو أشياء لا يمكن بلوغها
السد الإلهي : علم
سنن الله المُسخرة على سلوك واحد
السد الإلهي : مُسيطر
على هذا العلم سيطرة تامة في انتقاله من موضع إلى موضع ومن حالة إلى حالة
السد الإلهي : حركة
هذا العلم بهذا السد بدليل وبرهان إلهي لأبعد وأقصى لا يمكن الوصول لما وراءه
ــــــــــــــــــــــــــ
وهناك سدين ..
أحدهما من بين أيدينا : سد عالم الذِكر والخلق لا يمكن من خلاله الوصول
إلى مركز وعمق مادة الخلق ولكن يمكن أن نكون مجرد ناظرين عابثين في هذه المادة
محاولين تغيير خلق الله فنفسد في تلك المادة .. وإما أن نبصر ما ظهر منها من ساقها
في الدنيا وحكمة وجودها ونجعلها مسجد من مساجد الله نسجد لقوانين الله فيها من
خلال المعرفة التي وصلنا إليها
ويتصور البعض أنهم بلغوا مركز وعمق
مادة الخلق وأنه سوف يغير من خلق الله وأنه سوف يأتي بما هو أفضل من خلقه تعالى
عما يصفون .. وهم في حقيقة الأمر لم يكتشفوا سوى ساق متقدم من المعرفة بإذن الله
تعالى وأنهم في حقيقة الأمر أفسدوا في هذه المادة ولا يستطيعون حتى إعادة ضبط ما
أفسدوه فيها وما ترتب على هذا الإخلال من فساد في باقي مواد الخلق بقدر إفسادهم في
مادة ما
وثانيهما من خلفنا : سد عالم ما وراء الطبيعة والمادة لما هو خفي عنا وما
هو وراء الحياة الدنيا وما بعد الموت
فيأتي كل شارد ووارد بنظريات عن هذا
العالم بعيدة كل البُعد عن ما أخبرنا الله تعالى به .. محاولين إخضاع دليلهم
وبرهانهم لعالم المادة المحدود بكم من النظريات
في محاولة للكفر بأصل الخلق والصنع وأن المادة هي أصل الخلق وإطلاق النهاية
إلى الفناء وغيرها من النظريات
فويل لهذا الشخص الواقع ما بين السدين
يريد أن يصل إلى مركز وعمق العلم ويكرس حياته كلها رافضاً بلاغ الله عن هذا العلم
الخفي ولا يكتفي بما يكشفه الله تعالى من هذه المعرفة ليستخدمها في صلاح حياته فهناك
فرق كبير بين العلم الإلهي والمعرفة الإنسانية بطولها وعرضها
قال تعالى :
{ وَإِنْ يَدْعُونَ إِلَّا
شَيْطَانًا مَرِيدًا (117) لَعَنَهُ اللهُ وَقَالَ لَأَتَّخِذَنَّ مِنْ عِبَادِكَ
نَصِيبًا مَفْرُوضًا (118) وَلَأُضِلَّنَّهُمْ وَلَأُمَنِّيَنَّهُمْ
وَلَآمُرَنَّهُمْ فَلَيُبَتِّكُنَّ آذَانَ الْأَنْعَامِ وَلَآمُرَنَّهُمْ
فَلَيُغَيِّرُنَّ خَلْقَ اللهِ وَمَنْ يَتَّخِذِ الشَّيْطَانَ وَلِيًّا مِنْ دُونِ
اللهِ فَقَدْ خَسِرَ خُسْرَانًا مُبِينًا (119) يَعِدُهُمْ وَيُمَنِّيهِمْ وَمَا
يَعِدُهُمُ الشَّيْطَانُ إِلَّا غُرُورًا (120) } (سورة النساء 117 - 120)
فكل ما في عالم الذِكر ولكل في عالم
الذَّر دليلان وبرهانان .. دليل وبرهان دنيوي .. ودليل وبرهان إلهي .. لنا أن نرى
ونبحث في الدليل والبرهان الدنيوي ونعلم عن الدليل والبرهان الإلهي بمقدار بلاغ
الله لنا في رسالاته كوننا لن نبلغ الدليل والبرهان الإلهي إلا من خلال تلك
الرسالة .. فمن ظن أن ما في عالم الذِكر وما في م الذَّر يمكن بلوغ مركز وعمق
العلم عنه من خلال الدليل والبرهان الدنيوي فقط فيكون بذلك قد شيد بينه وبين ما بين يديه من
عالم الذِكر سداً وبينه وبين ما خلفه في عالم الذر سداً وتغشى أبصارهم عن علم الله
الذي وهبهم إياه من خلال رسالاته
{ وَجَعَلْنَا مِنْ بَيْنِ
أَيْدِيهِمْ سَدًّا وَمِنْ خَلْفِهِمْ سَدًّا فَأَغْشَيْنَاهُمْ فَهُمْ لَا
يُبْصِرُونَ (9) } (سورة يس 9)
وقد بلغ ذي القرنين في نهاية رحلته
التي بدأها من قوم لا يملكون من المعرفة إلا قليلاً قوم عند مغرب الشمس ثم من هم
أكثر تقدما دول مطلع الشمس ثم وصوله لقوم تقدمهم المعرفي جعلهم يقعوا بين السدين
مفسدين في الأرض بفتح يأجوج ومأجوج وعدم
قدرتهم على مواجهة فسادهم في الأرض
{ حَتَّى إِذَا بَلَغَ
بَيْنَ السَّدَّيْنِ وَجَدَ مِنْ دُونِهِمَا قَوْمًا لَا يَكَادُونَ يَفْقَهُونَ
قَوْلًا (93) } (سورة الكهف 93)
ولعل هناك خمس سور في القرءان الكريم يحملون
في بداية السور آيات دنيوية عند تنزيل القرءان الكريم لم يكن وصل إليها الإنسان ..
فهي تحمل آيات خاضعة للمادة كانت سبباً لغرور البعض بكشفها .. إلا أنها ترشدنا
لآيات أعظم .. تك الأدوات الدنيوية التي بين أيدينا وطريقة عملها هي :
1-
{ وَالصَّافَّاتِ صَفًّا
(1) فَالزَّاجِرَاتِ زَجْرًا (2) فَالتَّالِيَاتِ ذِكْرًا (3) } (سورة الصافات 1 -
3)
2- { وَالذَّارِيَاتِ ذَرْوًا (1) فَالْحَامِلَاتِ وِقْرًا (2)
فَالْجَارِيَاتِ يُسْرًا (3) فَالْمُقَسِّمَاتِ أَمْرًا (4) } (سورة الذاريات 1 -
4)
3-
{ وَالْمُرْسَلَاتِ
عُرْفًا (1) فَالْعَاصِفَاتِ عَصْفًا (2) وَالنَّاشِرَاتِ نَشْرًا (3)
فَالْفَارِقَاتِ فَرْقًا (4) فَالْمُلْقِيَاتِ ذِكْرًا (5) عُذْرًا أَوْ نُذْرًا
(6) } (سورة المرسلات 1 - 6)
4-
{ وَالنَّازِعَاتِ غَرْقًا
(1) وَالنَّاشِطَاتِ نَشْطًا (2) وَالسَّابِحَاتِ سَبْحًا (3) فَالسَّابِقَاتِ
سَبْقًا (4) فَالْمُدَبِّرَاتِ أَمْرًا (5) } (سورة النازعات 1 - 5)
وجاء مصدر كلمة السد ومشتقاته في
القرءان الكريم في قوله تعالى :
{ وَجَعَلْنَا مِنْ بَيْنِ
أَيْدِيهِمْ سَدًّا وَمِنْ خَلْفِهِمْ سَدًّا فَأَغْشَيْنَاهُمْ فَهُمْ لَا
يُبْصِرُونَ (9) وَسَوَاءٌ عَلَيْهِمْ أَأَنْذَرْتَهُمْ أَمْ لَمْ تُنْذِرْهُمْ
لَا يُؤْمِنُونَ (10) إِنَّمَا تُنْذِرُ مَنِ اتَّبَعَ الذِّكْرَ وَخَشِيَ
الرَّحْمَنَ بِالْغَيْبِ فَبَشِّرْهُ بِمَغْفِرَةٍ وَأَجْرٍ كَرِيمٍ (11) } (سورة
يس 9 - 11)
{ وَلْيَخْشَ الَّذِينَ
لَوْ تَرَكُوا مِنْ خَلْفِهِمْ ذُرِّيَّةً ضِعَافًا خَافُوا عَلَيْهِمْ
فَلْيَتَّقُوا اللهَ وَلْيَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا (9) } (سورة النساء 9)
{ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ
آمَنُوا اتَّقُوا اللهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا (70) } (سورة الأحزاب 70)
{ وَجَعَلْنَا مِنْ بَيْنِ
أَيْدِيهِمْ سَدًّا وَمِنْ خَلْفِهِمْ سَدًّا فَأَغْشَيْنَاهُمْ فَهُمْ لَا
يُبْصِرُونَ (9) } (سورة يس 9)
{ قَالُوا يَا ذَا
الْقَرْنَيْنِ إِنَّ يَأْجُوجَ وَمَأْجُوجَ مُفْسِدُونَ فِي الْأَرْضِ فَهَلْ
نَجْعَلُ لَكَ خَرْجًا عَلَى أَنْ تَجْعَلَ بَيْنَنَا وَبَيْنَهُمْ سَدًّا (94) }
(سورة الكهف 94)
سدد :
ـــــــ
السَّدَّيْنِ (1) سَدِيدًا (2) سَدًّا (3)
عدد الكلمات المختلفة = 3
عدد الكلمات الكلي لهذا الجذر = 6
تعليقات
إرسال تعليق