القائمة الرئيسية

الصفحات

إسرائيل تريد حربًا تمتد 18 شهرًا بدعم غربي أمريكي

 


أضافت إسرائيل جريمة أخرى من جرائمها البشعة بمجزرة مستشفى المعمداني بتقديرات أولية 500 شهيد، وهناك مؤشرات أخرى تشير إلى ما هو أكثر من ذلك، ومع استمرار هذه الجرائم، في المقابل تزداد استعدادات الجبهة المصرية لمواجهة كافة الاحتمالات مع إنشاء عازل اسمنتي إضافي بعد السياج الحديدية لتأمين الحدود والذي أصيب جزء منه نتيجة القصف الإسرائيلي بمناطق مجاورة، في محاولة لإرسال رسائل مفادها أنهم مستعدين لفتح الحدود بأي طريقة لنزوح الفلسطينيين نحو سيناء حتى لو كان على حساب قصف هذا الجدار، واختبار رد فعل الجانب المصري، مع إعلان الجانب المصري عن زيادة حشد القوات المصرية والتسليح الثقيل على هذه الحدود، وفي المقابل تستعد أيضًا إسرائيل لكافة الاحتمالات، بل تتصرف بشكل تصعيدي، ولا يضعون الجانب المصري في حساباتهم وهذا له خطورة كبيرة، فهم لا يرون غير انتقامهم وما يرد كرامتهم التي لن تعود، حتى لو انتقامهم إمتد إلى ما هو أكثر من غزة.

غضب مصر من الضغوط الغربية لفتح معبر رفح

الجهود الأمريكية لإقناع مصر بفتح معبر رفح الحدودي للسماح بخروج مزدوجي الجنسية الأجنبية الفلسطينية بمغادرة غزة لم تنجح بعد، حيث يلقي الجانب المصري باللوم على إسرائيل، بأن قصفها وأفعالها تمنع مصر من إرسال المساعدات الإنسانية عبر المعبر إلى غزة.

كما يشعر المصريون بالقلق والاستياء من أي اقتراح باستقبال الفلسطينيين الفارين من غزة، خوفًا من استهدافهم من إسرائيل والتي لن تسمح لهم أبدًا بالعودة حتى بعد أن تقوم بتمزيق القطاع بحثًا عن حماس، ومن شأن مثل هذه الأزمة أن تحاكي نفس عمليات التهجير الفلسطينية السابقة التي أصبحت واقع تهجير وتطهير عرقي لا عودة بعدها لبلادهم المحتلة، كما ظهرت تقارير تُفيد بأن المواطنين السعوديين يطالبوا بوقف المحادثات التي تدعمها الولايات المتحدة الأمريكية بشأن تطبيع العلاقات الدبلوماسية مع إسرائيل.

حيث جاء في مقالة بعنوان "الخوف من النزوح من غزة يخيم على مصر" بجريدة Financial Times ومفادها أن مصر "غاضبة حقًا" من الضغوط الغربية لفتح معبر رفح أمام الفلسطينيين الفارين من الهجوم الإسرائيلي على غزة، وبلغة واضحة، قال وزير الخارجية المصري لنظيره الأوروبي: "هل تريد منا أن نأخذ مليون شخص فلسطيني؟ حسنًا، سنرسلهم إلى أوروبا، فأنتم تهتمون بحقوق الإنسان كثيرًا، حسنًا، خذهم.

إسرائيل تريد حربًا تمتد 18 شهرًا

تحت عنوان "غزو لمدة 18 شهرًا" جاء مقال في جريدة express للكاتب MATTHEW DOOLEY، حيث أوضح أن إسرائيل تسعى إلى استئصال حماس من قطاع غزة، حتى لو كان ذلك يعني قتالًا من باب إلى باب لعدة أشهر، وفقًا لآخر التقارير، وهذا معناه أنه في حالة صدور أمر بشن هجوم على قطاع غزة الذي تسيطر عليه حماس، فهذا معناه امتداد الحرب حوالي 18 شهرًا في قطاع غزة، وهذا ما صرح بعض القادة السياسيين والعسكريين الإسرائيليين للجريدة.

وفي المقابل فإن حماس تنتظر دخول القوات الإسرائيلية إلى غزة حتى تتمكن من نصب كمين لهم باستخدام شبكة أنفاق واسعة، حيث طول الوقت في اتخاذ القرار الإسرائيلي منح حماس مزيدًا من الوقت للاستعداد للغزو الإسرائيلي.

ويبرر الجانب الإسرائيلي تأجيل عملية الغزو بسبب الأمطار بالمنطقة، وفي ذات الوقت صرح المتحدث باسم "اللفتنانت" قوات الدفاع الإسرائيلية جوناثان كونريكوس: "من المهم أن يعرف سكان غزة أننا كنا كرماء للغاية بإعطائكم مزيدًا من الوقت، لقد قدمنا تحذيرًا كافيًا لأكثر من 25 ساعة، وأستطيع أن أؤكد لكم أن الوقت قد حان لمغادرة سكان غزة"، ويقول أيضًا: "خذ أمتعتك، واتجه جنوبًا وحافظوا على حياتكم، ولا تقعوا في فخ حماس الذي تنصبه لكم"، ثم عاد فقال: أن حماس تمنع سكان غزة من السفر جنوبًا"

إذن الحرب تحتاج 18 شهرًا من باب لباب لضمان عدم التفاف حماس حول القوات الإسرائيلية في ظل حصار شامل على القطاع، كخطة حربية خرافية لا يمكن تصورها على أرض الواقع، فهي حرب شوارع في منطقة مدنية.

الدبلوماسية الأمريكية تنتحر في الشرق الأوسط

وطبقًا لمقالة منشورة في Politico بعنوان "الدبلوماسية الأمريكية تلتقي بواقع الشرق الأوسط" أن أنتوني بلينكن وزير الخارجية الأمريكي صرح بأن لا أحد يريد أن ينمو الصراع بين إسرائيل وحماس، لكن يؤكد أن القادة العرب لن ينحازوا إلى أي طرف، وأن هناك فشل للدبلوماسية الأمريكية حتى الآن في التأثير على دول الشرق الأوسط، وأن زيارة الرئيس الأمريكي بايدن للمنطقة لن تساعد في حل الأزمة.

حيث تلاحظ في زيارة بلينكن الأخيرة للسعودية أن ولي العهد السعودي كاد أن يطرده، فقد تركه منتظرًا لمقابلته حتى صباح اليوم التالي مع إبلاغه بوقف كل مساعي التطبيع وأن لابد من توقف العمليات الإسرائيلية، وأعطاه رئيس مصر أيضًا درسًا ونقل جزء من حديثه معه على الهواء مباشرةً بمحاضرة متلفزة لبلينكن، ولم يتمكن من إقناع معظم قادة العرب بإدانة حماس أو حتى بتصريحات مؤيدة للعملية العسكرية الإسرائيلية في تجاه غزة.

وكل ذلك كان له دلالة قوية إلى تراجع النفوذ الأمريكي في المنطقة، وتنافس كل من روسيا والصين على هذا النفوذ، وأن أمريكا اتخذت انحيازًا أظهر وجهًا ضد مصالحها في المنطقة مما أفسد العلاقات مع دول الشرق الأوسط، وقد تم إلغاء رحلة بايدن إلى الأردن والتي كانت لها أثار سلبية أيضًا إذا ما تمت وظلت السياسة الأمريكية في نفس اتجاه الدعم المفرط لإسرائيل وعدم سماع نصائح قادة المنطقة، حيث قال المحلل في مؤسسة الدفاع عن الديمقراطيات في واشنطن "جوناثان شانزر": "أن ذهاب بايدن إلى المنطقة سوف يبعث برسالة واضحة مفادها أن الولايات المتحدة الأمريكية تقف إلى جانب إسرائيل وهذا سوف يثير غضب البعض في العالم العربي، لكنني أعتقد أنه سيكون من المهم للمنطقة أن ترى الإدارة الأمريكية موقفها لا يتزعزع".

مخاوف أمريكية من الخطة الإسرائيلية

وهناك مخاوف من خطة إسرائيل في قطاع غزة من الجانب الأمريكي حيث لم يدين حماس في المنطقة سوى الإمارات، ويتنامى في المنطقة قلقًا من زيادة النفوذ الإيراني، نتيجة التزام الدول العربية جانب طلب التهدئة، في ذات الوقت الذي تتنامى فيه تحركات إيران السياسية والعسكرية الداعمة لحماس، كل هذه الأسباب دفعت بايدن في الأيام الأخيرة، بتعديل لغته بعيدًا عن الدعم الصريح لإسرائيل لتشمل عبارات عن المخاوف بشأن حماية المدنيين الفلسطينيين، كما حذر إسرائيل من أن في حال احتلال غزة قد لا يستحق الأمر كل هذه التكلفة، مع بداية تحول الرأي العام الغربي أيضًا، وطرد السفير الإسرائيلي من كولومبيا، واصفًا الرئيس الكولومبي الجيش الإسرائيلي بأنه جيش نازي.

لكن هذا لا ينفي أن الدعم الأمريكي محل تساؤلات، فبايدن أرسل حوالي 4000 من المارينز وباقي الجنود على حاملات الطائرات وهم من أبرز وحداته القتالية، ولم يحدث في التاريخ أن أتى حاكم أمريكي لإسرائيل أثناء الحرب، لذلك من الصعب أن يأتي في الظروف الحالية.

وقد طلبت إسرائيل معونة أمريكية عاجلة بمقدار 10 مليار دولار، وفي الغالب سوف يتم الموافقة على المعونة من خلال الكونجرس الأمريكي.

وهناك في الجبهة الداخلية الإسرائيلية احتقانًا ضد نتنياهو وأصبح منحصرًا في الزاوية، متعنتًا تجاه المساعدات المطلوب دخولها إلى غزة، حيث يوجد 106 ناقلة تريد أن تدخل من معبر رفح مما يدل على أن نتنياهو يشعل الأمر لإنقاذ نفسه.

وقد صرحت حماس ضمن حربها الإعلامية أن لديها ما يقرب من 200 أسير إسرائيلي غير الأسرى لدى بقية الفصائل غير المعروف عددهم والذي قد يقدر بـ 50 أسير، وعرضت حماس بعض الفيديوهات للأسرى ومنها لأسيرة من أصول فرنسية لم يكن معروف عنها شيء حتى لحظة إذاعة الفيديو منذ فترة طويلة وكذلك الإعلان عن حوالي 30 من أصول أمريكية، ومثل تلك الفيديوهات تضغط بشدة على الجانب الإسرائيلي في خياراته العسكرية في قطاع غزة، هذا بالإضافة إلى ارتفاع عدد القتلى من الجانب الإسرائيلي إلى ما يقرب من 1400.

إذن:

تسعى إسرائيل لتنفيذ استراتيجية أهمها إطالة أمد الحرب وتطبيق خطة القتال من باب إلى باب في محاولة للزج بالشعب الفلسطيني نحو الداخل المصري شيئًا فشيئًا، مع عدم تمكين حماس من الالتفاف حول القوات الإسرائيلية عن طريق الأنفاق، مع القتل المباشر لأي شخص على الجانب الآخر بالقطاع، وهذا سوف يسبب مجازر دموية، وسوف يصبح حمام دم للجانبين، مع استمرار قصف عنيف بقنابل زنة القنبلة الواحدة أكثر من 2200 كيلوجرام وهي موجهة بالليزر ومخصصة لتدمير الحصون، وبعض الجهات المتخصصة قدرت الكمية التي تم توجيهها نحو المدنيين الفلسطينيين حتى الآن بما يعادل ربع قنبلة ذرية والتي لم تستطيع أن تدمر الأنفاق، وجاء قصفها للمستشفى الفلسطيني لجعل الغرب في حرب صريحة مع المنطقة في حالة تغاضيهم عن هذه الجريمة الإنسانية وفي ظل دعوة عاجلة من روسيا لاجتماع الأمم المتحدة، وما يشكله استخدام الفيتو الأمريكي والدول الغربية من جريمة مشتركة بين الجانب الإسرائيلي والغربي لتتفاقم حدة الأزمة التي سوف تلقي بظلالها على كامل المنطقة.

تعليقات