القائمة الرئيسية

الصفحات

إدراك الأبصار في قوله تعالى (لَا تُدْرِكُهُ الْأَبْصَارُ وَهُوَ يُدْرِكُ الْأَبْصَارَ وَهُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ) ولماذا جاء في السياق من أسماء الله اللطيف الخبير وليس البصير!!

 

إدراك الأبصار في قوله تعالى (لَا تُدْرِكُهُ الْأَبْصَارُ وَهُوَ يُدْرِكُ الْأَبْصَارَ وَهُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ) ولماذا جاء في السياق من أسماء الله اللطيف الخبير وليس البصير!!

·        الإجابة

قال تعالى

(لَا تُدْرِكُهُ الْأَبْصَارُ وَهُوَ يُدْرِكُ الْأَبْصَارَ وَهُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ) (سورة الأَنعام 103)

المعنى المطلق يختلف تمامًا عن المعنى المحدود فلن تجد تشابه بين صفات الخالق وصفات المخلوق فبصيرتنا تختلف عن اسم الله البصير، ولن تجد من أسماء الله ما يتشابه في معناه مع المعاني الأرضية فليس كمثله شيء، وهذا عادة الخطأ الذي يقع فيه البعض نتيجة ربط معاني الأسماء بمدركاتنا عن الصفة الأرضية 

الْبَصِيرُ

فما هي صفة وخصائص اسم الله البصير

 (بَ) المُبدي والمُظِهر لكل مخلوق على آخر أو من داخل آخر ليخرج من هذا الشيء ليخرج منه أو عليه ليبدو ويتضح (صِ) بتغيير في مركز وعمق مخلوق من خلال أمره تعالى فيُخرِج أو يخلق صورة من أصل المخلوق (ي)  تلك المرحلة من التغيير بمركز وعمق المخلوق هي المرحلة الأكثر تأثيرًا والغريبة والعجيبة حيث يُخرِج هذا العمق أو المركز بأمر الله نسبة نشطة منه أصغر وأخطر وأنشط (رُ) من خلال ربط وسيطرة وتحكم في هذا العمق من خلال أمره تعالى وقوانينه وسننه فيربط بين هذا العمق والشيء الذي سوف يخرج منه وبأطرافه فيحافظ عليه وعلى وصله واتصاله من هذا العمق فيتماهى هذا العمق لخروج المادة أو المخلوق.

وهذا يسري على مكونات المخلوق والمادة سواء ذرة أو خلية أو التفاعلات الكيميائية، كل شيء في بزوغه وبروزه يحمل ذات القانون.

فصفة البصير: صفة الإظهار للمخلوقات من داخل أو على مخلوقات أخرى كقانون عام يصاحب هذا الظهور مجموعة من المتغيرات كقانون عام ليخرج صورة من أصل ظهورها في مراحل ذات تأثير على المخلوق، لا يظهر إلا من خلا تلك المتغيرات فندركها من خلال هذه المتغيرات التي تحدث تلك القوانين تحكم وتتحكم في حالة الظهور.

فليس شرطًا أن نُبصِر الشيء بشكل ملموس ومادي ولكن يمكن إدراكه من خلال تلك المتغيرات التي تحدث في عمق الأشياء.

 فنبصر الموجات المغناطيسية من خلال نقلها للبيانات والصور من مكان إلى مكان وكذلك نُدرك وجود الجنين من مظاهر الحمل، وهكذا نُبصِر الأشياء من خلال قوانين التغير التي جعلها الله قانون من قوانين الظهور.

وقوانين الظهور ذاتها لا يمكن أن نُبصِرها وندركها فهو البصير لكن نُبصِر المتغيرات التي تقودها تلك القوانين الإلهية المطلقة فإنه الله البصير، لَا تُدْرِكُهُ الْأَبْصَارُ وَهُوَ يُدْرِكُ الْأَبْصَارَ.

فهو الذي يبدي ويُظهر كل شيء فهو يُدْرِكُ الأبصار أي يُخرِج قوانين لا يمكن السيطرة عليها ولا يمكن التحكم فيها أو التوفيق بين تلك القوانين التي تعمل على تهيأة وتأليف وضبط ظهور الأشياء بقوانين اسم الله البصير. 

 فمثلًا الله البصير الذي يخرج لنا الثمرة بقوانين لا يمكننا السيطرة والتحكم في توافقها، في حين يتدخل الإنسان ويحاول توفيق القوانين لإنتاج ثمرة بصفات معينة، ويظن أنه قام بتخليق ثمرة ليس لها مثيل فسرعان ما يكتشف أن عبثه في قوانين استخراج الثمرة انقلب عليه ولم يتوافق مع قوانين خلايا الإنسان وأدى إلى ضرر كبير وأمراض ولا تدركه الأبصار، فلا يتقن أحد القوانين ومهما بلغ من علم لا يمكنه التوفيق بينها.

الْأَبْصَارُ

الأبصار في هذا السياق

(أَّ) إدراك صور متعددة من ضبط أمور المخلوق المختلفة (بْ) وكيف يبدو ويظهر على أو من مخلوق آخر (صَ) من أعماق ومراكز تلك المخلوقات (ا) وكيف يتم ضبطه في باطن هذه الأعماق والمراكز التي تخرج منها أو عليها (رُ) من خلال ربط بين المخلوق وبين هذا العمق والتحكم فيه والسيطرة عليه داخل هذا العمق حتى ظهوره.

 إذن الأبصار هنا هو إدراك حقيقة كل ما تم خلقه سواء في عالم الأمر أو عالم الخلق فلا يدركوا كيف تتم عملية خلقهم ولكن الله يدرك الأبصار.

  يُدْرِكُ

الأصل درك

 (د) قصد بقوانين وأدلة وبراهين لحال مغاير ومنتهى من خلال تداخل شيء بآخر أو حال لآخر فتقود تلك القوانين هذا التداخل إلى منتهى لحال أو شيء آخر (ر) قصد الأدلة والبراهين والقوانين التي تتحكم وتحكم وتسيطر وتربط بين الشيء وآخر أو بين حال وحال أو تربط بين أمور للشيء داخل هذا الشيء الآخر وبين أطرافه أو بين الحال وأطرافه (ك) هذا القصد للأدلة والبراهين والقوانين ذات إطار ومحتوى ذو قوة وسلطان تتكتل وتتآلف وتتوافق لهذا الحال المغاير للشيء ومن خلال تلك القوانين والأدلة يمكن بها استرجاع بناء ذات الحالة من خلالها.

قال تعالى

(إِنَّ الْمُنَافِقِينَ فِي الدَّرْكِ الْأَسْفَلِ مِنَ النَّارِ وَلَنْ تَجِدَ لَهُمْ نَصِيرًا) (سورة النساء 145)

 والدال بالشدة والكاف بالكسرة

أي في كل صور مقاصدهم الدنيوية وحركتهم فيها تؤدي بهم إلى أسفل النار فهناك منتهاهم فسوف تتكتل كل مقاصدهم الدنيوية وتتحكم وتسيطر على حركتهم داخل النار إلى أسفلها فتكون مقاصد وحركة المنافقين الدنيوية في إطارها العام متوافقة مع حالة النفاق تلك التي تكون عليهم ذو قوة وسلطان فتتكتل عليهم ويكون مصيرهم أسفل النار فكلما أرادوا أن يخرجوا منها تم استرجاع بناء ذات الحالة الدنيوية إلى أسفل سافلين فهي حالة مستمرة من الولوج إلى أسفل فيخرجوا من أسفل لما هو أسفل منه، فهناك مزاوجة للقصد الدنيوي وكأنهم يفصدون النار الأخروية، ويزيد ولوجه نحو قصد عمق هذه النار من خلال مزيد من الأعمال الآثمة في الدنيا.

والآن نعود لمعنى

لَا تُدْرِكُهُ الْأَبْصَارُ وَهُوَ يُدْرِكُ الْأَبْصَارَ

تُدْرِكُهُ: تفعيل وإتقان حركة وقصد القوانين والأدلة والبراهين التي باستخراجها يمكن التحكم والسيطرة على الأشياء والأحوال وقيادتها لحال ومنتهى ما وتكوين قالب من القوانين المتوافقة مع بعضها البعض لتكوين إطار الشيء أو الحال والتي يمكن بها استرجاع بناء الشيء أو الحال بباطنه وظاهره ويهيمن على تلك القوانين هيمنة تامة على ظاهرها وباطنها  

يُدْرِكُ: يُخرِج من باطن الشيء أو باطن الحال القصد والحركة والقوانين التي تؤدي إلى منتهى الشيء أو الحال، وباستخراج تلك القوانين في هذا الباطن يمكن التحكم والسيطرة على الأشياء والأحوال وقيادتها لحال ومنتهى ما وتكوين قالب من القوانين المتوافقة مع بعضها البعض لتكوين إطار الشيء أو الحال والتي يمكن بها استرجاع بناء الشيء أو الحال في عملية متواصلة.

فيكون المعنى كالتالي:

لَا تُدْرِكُهُ الْأَبْصَارُ وَهُوَ يُدْرِكُ الْأَبْصَارَ

لا تفعيل لمخلوق ولا إتقان حركة وقصد القوانين والأدلة والبراهين التي باستخراجها يمكن التحكم والسيطرة على الأشياء والأحوال وقيادتها لحال ومنتهى ما ولا يمكن تكوين قالب من القوانين المتوافقة مع بعضها البعض لتكوين إطار الشيء أو الحال والتي يمكن بها استرجاع بناء الشيء أو الحال بباطنه وظاهره ولا يمكن الهيمنة على تلك القوانين هيمنة تامة على ظاهرها وباطنها والتي تتآلف وتنضبط مع بعضها البعض لتُبدي وتُظهر الأشياء أو الأحوال والخلائق من أعماق ومراكز تآلفها وترابطها في عملية متواصلة من الظهور المتقن، فالمخلوق لا يدرك ولا يبصر القوانين التي أوجدته

 وهو الله الذي يُخرِج من باطن الشيء أو باطن الحال أو المخلوق القصد والحركة والقوانين التي تؤدي إلى منتهى الشيء أو الحال باستخراج تلك القوانين في هذا الباطن، تلك القوانين التي يمكن التحكم والسيطرة على الأشياء والأحوال والخلائق وقيادتها لحال ومنتهى ما، وتكوين قالب من القوانين المتوافقة مع بعضها البعض لتكوين إطار الشيء أو الحال أو المخلوق، والتي يمكن بها استرجاع بناء الشيء أو الحال أو مخلوق في عملية متواصلة لتُبدو وتُظهر الأشياء أو الأحوال أو الخلائق من أعماق ومراكز تآلفها وترابطها في عملية متواصلة من الظهور المُتقن.

 فالله تعالى وضع قوانين في باطن المخلوقات تعمل مثلاً على استمرار العملية الأيضية في جسم الإنسان والتمثيل الغذائي وخروج الطاقة للخلايا، هذه العملية التي تقود الأشياء لأشياء أخرى داخل جسم الإنسان في عملية متواصلة في ظهورها المتقن، فهو قد يعرف ظاهراً من العملية الأيضية، ولكن لا يعلم كيف أوجدها الله وكيف وضع في المخلوق إمكانية استخراج الطاقة من الغذاء، إلا أن المخلوقات لا يمكن أن تشارك الله في هذا ولكن أقصى ما يفعله الإنسان استخدام تلك التغيرات لفهم القوانين الموجودة  لتسيير حركة حياته فهي مُسخرة من أجله، فهو يستخدم الطاقة التي لا تستحدث من عدم فهو لا يستحدثها ولكن يقودها من خلال القوانين التي وضعها الله فيها لتعطي حال مغاير من الطاقة بإذن الله فيها.

والسؤال الآن لماذا جاء اسم الله اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ، فسنستعرضها فرادى أولاً.

اللَّطِيفُ

(لَّ) الله الذي ينقل مخلوقاته من عالم الأمر إلى عالم الخلق ومن عالم الخلق إلى عالم الأمر ومن ساحة إلى ساحة، وتصويرهم على صورة أخرى عن أصلها يسمح من خلالها أن تتواجد في عالمها ويلاحم بين المخلوقات المتفرقة والمختلفة في نسيج حركة حياة ينقلهم فيه أيضًا من حال إلى حال داخل كل عالم  (طِ)  بتطويع وتشكيل وتحوير صورتهم وضبط حركة التحوير من طور إلى أطوار أكثر تفصيلًا وضبط بتطويع تحوير أحوالهم نقلهم من أحوال إلى أحوال أكثر تفصيلًا (يـ)  كل مرحلة تطويع وتحوير طور المخلوق أو تطويع وتحوير أحواله في نسيج حركة حياته حيث يخرج من طور أو حال إلى آخر يكون هذا الطور أو الحال الآخر هو الأفضل والأكثر تأثيرًا والأنسب في نسيج حركة حياته (فُ) فيفرق كل مرحلة طور أو حال فيفارق ويفوت أصل طور أو حال عليه إعتاد عليه إلى طور أو حال آخر بزيادة أو نقص لنسبة من مادته أو حاله فيجمع الطور أو الحال الجديد خواص الطور أو الحال السابق كباطن وخواصه الزائدة أو الناقصة عن الطور أو الحال السابق كظاهرة ويكون الطور أو الحال الجديد وسط وواصل بين طور سابق وطور بعده فيتوسطهما.

فعلى سبيل المثال الإنسان ينقله الله تعالى كنفس من عالم الأمر إلى عالم الخلق وتصويره على أطوار تلك الأطوار يتم تطويعها وتحويرها لتتناسب ونسيج حركة حياتها، فعملية تكوين طور الخلية الجنينية هي طور يتناسب مع نسيج ساحة الرحم وما يتبعه من علقة ومضغة ... الخ هي أطوار تنقل المخلوق من صورة إلى صورة أخرى وهكذا لأطوار أكثر تفصيلًا هي في حقيقتها كلًا على حدة هي الأفضل والأنسب والأكثر تأثيرًا مع عالمها داخل الرحم، ثم أطوارها خارج الرحم بما يتناسب مع ساحة الدنيا ومعاركة الحياة فيفرق كل مرحلة عن الأخرى ويحمل الطور خصائص من الطور السابق تختفي فيه كباطن ويصير الطور الجديدة صورة ظاهرة تحمل في باطنها خصائص من طور سابق وهكذا إما بنقص وزن من مادته أو بزيادة.

 وعلى سبيل المثال في طور النمو الظاهر في ساحة ما بعد الولادة يحدث أطوار داخل الجسم وخارجه وبناء وموت خلايا ينتج عنه أطوار نمو وشيخوخه في حالة النمو يتم زيادة في الوزن والصورة وفي حالة الشيخوخة ينقص من الوزن والصورة، إلا أنه في كل أطواره الله تعالى جعلها له هي المناسبة في كل مراحله وعلى الحال الأفضل له.

وكذلك ينطبق في أحوال الشخص من فقر وغنى أو صحة ومرض فكل أحواله له خير.

إذاً الإنسان لا يمكنه إدراك وبصيرة بقوانين اسم الله اللَّطِيفُ.

الْخَبِيرُ

(خَ): الله الخبير يضبط ضبط مستمر خروج المخلوقات من عمق خفي أو من شيء اختلف عنه أو خصم منه أو يضر بسلامته أو استواءه، فيكون ما خرج خُلِق لذاته أو دخوله من عمق خفي بضبط تام ومستمر لإتمام الظهور (بِ): فيظهر ويبرز ويبدو ظاهرًا على آخر أو من داخل آخر خارجًا عن محيطه ظاهراً عليه فينتقل من شيء لنقيضه فيبرز من شيء للخارج أو عن طريق تغيير الشيء وخصائصه (يـِ): فبوضوح هذا الذي بدا على أو من داخل هذا الآخر وبخروجه لمنطقة إدراكنا فنجد عنه خُبرا عنه وعن العضو أو المرحلة و الأكثر تأثيراً وأنشط وأعجب وأصغر أو الأدق في ظهوره ووضوحه، ووضوح الإدراك للعضو الأساسي أو المرحلة الأساسية لحدوث الظهور متتالي  يتكرر ويزيد باستمرار لا نهاية له فكل مرة نكتشف عضو أو مرحلة أدق وأنشط وأكثر تأثيراً في مراحل الظهور (رُ): كل مرحلة من مراحل الظهور للمخلوق المُكتشفة مرتبطة ومترابطة مع باقي المراحل وتتحكم فيها وبين أطرافها فلا تسمح باقتطاعها عن تلك المراحل فهي تربط المفصول والمفكوك في كل مرحلة في عملية متزايدة من الارتباط مع كل مرحلة تالية لها في عملية متواصلة في الربط من خلال ما هو ظاهر وما هو باطن لم نكتشفه بعد بل حتى ما نكتشفه من ارتباط ظاهر يكون هناك باطن عنه لا ندركه مهما وصلنا داخل اسم الله الخبير وقانونه في ظهور المخلوقات من إدراك.

 والآن فلنضع مثال (خلق الإنسان بالذرية)

1-  الله الخبير يضبط ضبط مستمر خروج الإنسان من عمق خفي لم يكن موجوداً وهو آدم أو من آدم وزوجه وما بعده فاختلف عنه أو خصم منه أو يضر بسلامته أو استواءه، فيكون ما خرج خُلِق لذاته أو دخوله من عمق خفي كآدم بضبط تام ومستمر لإتمام الظهور، مثل أن يكون الإنسان على هيئته المادية في ظاهر الأمر في البداية من بين الصلب والترائب ومن ماء مهين.

2-  فيظهر ويبرز ويبدو ظاهرًا على آخر أو من داخل آخر خارجًا وهنا يخرج من زوج آدم ويخرج عن محيطها ظاهرًا عليها فينتقل من داخلها لخارجها من ماء مهين لجسد لنقيضه فيبرز منها للخارج.

3-  فبوضوح هذا الذي بدا على أو من داخل زوج آدم وبخروجه لمنطقة إدراكنا فنجد عنه خُبرا وعن العضو أو المرحلة والأكثر تأثيرًا وأنشط وأعجب وأصغر أو الأدق في ظهوره ووضوحه، ووضوح الإدراك للعضو الأساسي أو المرحلة الأساسية لحدوث الظهور متتالي  يتكرر ويزيد باستمرار لا نهاية له فكل مرة نكتشف عضو أو مرحلة أدق وأنشط وأكثر تأثيراً في مراحل الظهور، فبإدراكنا المحدود نراه الوليد الذي ظهر ولكن بالبحث بإدراكنا سوف نصل لإدراك مراحل متتالية أدق وصولاً للحيوان المنوي والبويضة فإذا بنا نجد ما هو أعمق وأنشط وأكثر تأثيراً وهو الحمض النووي ألا وهي الآذان التي ينبت منها الإنسان، ثم نجد أحماض أمينية متفردة في تركيباتها الحاملة لصفات، وهكذا سوف نستمر نصل لما هو أعمق وأدق وأعجب وأكثر تأثيراً في مراحل ظهور المخلوق.

4-  كل مرحلة من مراحل الظهور للإنسان المُكتشفة مرتبطة ومترابطة مع باقي المراحل وتتحكم فيها وبين أطرافها فلا تسمح باقتطاعها عن تلك المراحل فهي تربط المفصول والمفكوك في كل مرحلة في عملية متزايدة من الارتباط مع كل مرحلة تالية لها في عملية متواصلة في الربط من خلال ما هو ظاهر وما هو باطن لم نكتشفه بعد بل حتى ما نكتشفه من ارتباط ظاهر يكون هناك باطن عنه لا ندركه مهما وصلنا داخل اسم الله الخبير وقانونه في ظهور المخلوقات من إدراك.

فاسم الله الخبير من الأسماء الذي من خلال قانونه ندرك الله تعالى ونُبصِر فيما يكشفه الله لنا عظمة الخالق وعجزنا عن الوصول لأصل العنصر أو المكون الأساسي والأول لخلق المخلوق بكل ما فيها من أسرار خفيه لا يعلمها إلا الله فيزيد الإيمان لمن أبصر أن الله حق في هذا الكتاب المنشور ويفتتن من ظن أنه يمكنه الوصول لأصل العنصر الأساسي والأول لخلق المخلوق.

 

قم بتطبيق ذات الخصائص وابحث عن العنصر الأول الأكثر تأثيرًا في بداية أصل المخلوق من الظاهر إلا الباطن فستجد كلما تقدم إدراكنا ما هو أعمق وأدق في التأثير وكلما ظننا أننا وصلنا لمنتهى الإدراك سوف نجد ما هو أعمق، فلا يمكن الحصول على نتائج دقيقة من محاولاتنا في استعمال مادة الخلق التي بين أيدينا لوجود عمق خفي لم نزال لم ندركه ذو تأثير في احتمالات وصفات الظهور للمخلوق وخصائصه، فنجد نتائج سيئة لتدخلنا نكتشفها ذات تأثير ضار فالله وحده الخبير، ويجب أن نخضع لقانون الخبير ولا نخل بالتوازن، فلنا الإدراك والسعي للوصول لما هو أعمق لتهيئة ظروف أداء القانون وإتقان العمل ولكن التدخل وتغيير الصفات، بدون الوصول لأصل الإدراك الكامل هو إفساد وفتنة وقعنا فيها.

إذاً الإنسان لا يمكنه إدراك وبصيرة بقوانين اسم الله الْخَبِيرُ.

ومما سبق يتضح اجابة السؤال: لماذا جاء اسم الله اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ، وأنهما جاءا بالسياق لإثبات عدم إدراك الأبصار وأن خروج المخلوقات والقوانين المتحكمة في ظهورها لا يدركها إلا الله وجاء اسم الله اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ تدليلاً ودليلاً على ما سبقها كقوانين إلهية تحكم ظهور الخلائق وأن هناك عمقًا خفيًا لا يمكن إدراكه.


تعليقات