لماذا كلمة أخاهم جاءت مع شعيب وصالح وهود ولم تأتي مع لوط
...............................................................................
كلمة أخ وأخوهم وأخاهم جذرها ءخو
معنى كلمة
(ءخو) :
ء :
ءخو .. ما يأتلف
ويضبط أموره وأحواله المتفرقة والمختلفة معه ضبطاً تاماً
خ : ءخو .. فهما من ذات أصلهما (ذات المصدر) ومن ذات جنسه أو
نوعه واختلف عنه وانتقص منه وأخل بتمامه وسلامته
و : ءخو .. فجمعا ووصلا وضما خواص أصل مصدرهما ظاهره وباطنه داخلية وخارجية
في حالة الدعوة يأتي لفظ أخوهم لحرصه عليهم وكرسول من الله تعالى في
كل من نوح وهود وصالح ولوط وتأتي بعد تلك الآيات العلة التي يريد أن ينتقصها منهم
ليقعلوا عنها
حيث أن أخوهم هنا تعني :
صفة من يأتلف ويضبط أحوالهم وأمورهم المختلفة مع رسالته ليخرجوا من
عيوبهم من ظاهر ليجمعهم ويوصل إليهم رسالته بخواصها الظاهرة والباطنة فيكون رابطاً
ورسولاً لهم ووسيط بينهم وبين الله لتهيمن
عليهم الرسالة وتهدم ما جمعوه في قلوبهم من الدنيا
فهو في هذا الموضع يحاول أن يأتلف معهم ويضبط أحوالهم الشاذة لتهيمن
عليهم الرسالة وتهدم ما استقروا عليه من معاصي التي سكنت قلوبهم
قال تعالى :
{ إِذْ قَالَ لَهُمْ أَخُوهُمْ نُوحٌ أَلَا تَتَّقُونَ (106) إِنِّي
لَكُمْ رَسُولٌ أَمِينٌ (107) فَاتَّقُوا اللهَ وَأَطِيعُونِ (108) وَمَا
أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ مِنْ أَجْرٍ إِنْ أَجْرِيَ إِلَّا عَلَى رَبِّ
الْعَالَمِينَ (109) } (سورة الشعراء 106 - 109){ إِذْ قَالَ لَهُمْ أَخُوهُمْ
هُودٌ أَلَا تَتَّقُونَ (124) إِنِّي لَكُمْ رَسُولٌ أَمِينٌ (125) فَاتَّقُوا
اللهَ وَأَطِيعُونِ (126) وَمَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ مِنْ أَجْرٍ إِنْ أَجْرِيَ
إِلَّا عَلَى رَبِّ الْعَالَمِينَ (127) } (سورة الشعراء 124 - 127)
{ إِذْ قَالَ لَهُمْ أَخُوهُمْ صَالِحٌ أَلَا تَتَّقُونَ (142)
إِنِّي لَكُمْ رَسُولٌ أَمِينٌ (143) فَاتَّقُوا اللهَ وَأَطِيعُونِ (144) وَمَا
أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ مِنْ أَجْرٍ إِنْ أَجْرِيَ إِلَّا عَلَى رَبِّ
الْعَالَمِينَ (145) } (سورة الشعراء 142 - 145)
{ إِذْ قَالَ لَهُمْ أَخُوهُمْ لُوطٌ أَلَا تَتَّقُونَ (161) إِنِّي
لَكُمْ رَسُولٌ أَمِينٌ (162) فَاتَّقُوا اللهَ وَأَطِيعُونِ (163) وَمَا
أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ مِنْ أَجْرٍ إِنْ أَجْرِيَ إِلَّا عَلَى رَبِّ
الْعَالَمِينَ (164) } (سورة الشعراء 161 - 164)
...............................
أما أخاهم
صفة من يأتلف ويضبط أحوالهم وأمورهم المختلفة مع رسالته ليخرجوا من
عيوبهم ضبط من بعد ضبط حتى تهيمن عليهم
الرسالة وتهدم ما جمعوه في قلوبهم من الدنيا
فهي تفيد ذات المعنى ولكن تفيد أيضاً طول فترة الدعوة مراراً وتكرارا
وإلحاحه في دعوتهم وإلحاحهم بعد الاستجابة
باستثناء القليل بعد فترة طويلة فظل أخ لبعضهم
{ وَإِلَى عَادٍ أَخَاهُمْ هُودًا قَالَ يَا قَوْمِ اعْبُدُوا اللهَ
مَا لَكُمْ مِنْ إِلَهٍ غَيْرُهُ أَفَلَا تَتَّقُونَ (65) } (سورة الأَعراف 65)
{ وَإِلَى ثَمُودَ أَخَاهُمْ صَالِحًا قَالَ يَا قَوْمِ اعْبُدُوا }
(سورة الأَعراف 73)
{ وَإِلَى مَدْيَنَ أَخَاهُمْ شُعَيْبًا قَالَ يَا قَوْمِ اعْبُدُوا
اللهَ مَا لَكُمْ مِنْ إِلَهٍ غَيْرُهُ قَدْ جَاءَتْكُمْ بَيِّنَةٌ مِنْ رَبِّكُمْ
} (سورة الأَعراف 85)
{ وَإِلَى عَادٍ أَخَاهُمْ هُودًا قَالَ يَا قَوْمِ اعْبُدُوا اللهَ
مَا لَكُمْ مِنْ إِلَهٍ غَيْرُهُ إِنْ أَنْتُمْ إِلَّا مُفْتَرُونَ (50) } (سورة
هود 50)
{ وَإِلَى ثَمُودَ أَخَاهُمْ صَالِحًا قَالَ يَا قَوْمِ اعْبُدُوا
اللهَ مَا لَكُمْ مِنْ إِلَهٍ غَيْرُهُ } (سورة هود 61)
{ وَإِلَى مَدْيَنَ أَخَاهُمْ شُعَيْبًا قَالَ يَا قَوْمِ اعْبُدُوا
اللهَ مَا لَكُمْ مِنْ إِلَهٍ غَيْرُهُ } (سورة هود 84)
{ وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا إِلَى ثَمُودَ
أَخَاهُمْ صَالِحًا أَنِ اعْبُدُوا اللهَ فَإِذَا هُمْ فَرِيقَانِ يَخْتَصِمُونَ
(45) } (سورة النمل 45)
{ وَإِلَى مَدْيَنَ أَخَاهُمْ
شُعَيْبًا فَقَالَ يَا قَوْمِ اعْبُدُوا اللهَ وَارْجُوا الْيَوْمَ الْآخِرَ وَلَا
تَعْثَوْا فِي الْأَرْضِ مُفْسِدِينَ (36) } (سورة العنْكبوت 36)
.....................
{ وَلَمَّا
جَاءَ أَمْرُنَا نَجَّيْنَا شُعَيْبًا وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ بِرَحْمَةٍ
مِنَّا } (سورة هود 94)
{ فَلَمَّا جَاءَ أَمْرُنَا نَجَّيْنَا
صَالِحًا وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ بِرَحْمَةٍ مِنَّا } (سورة هود 66)
{ فَكَذَّبُوهُ فَأَهْلَكْنَاهُمْ
إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَةً وَمَا كَانَ أَكْثَرُهُمْ مُؤْمِنِينَ (139) } (سورة
الشعراء 139)
وهكذا
.....................
أما في حالة لوط
{ فَلَمَّا جَاءَ أَمْرُنَا جَعَلْنَا
عَالِيَهَا سَافِلَهَا وَأَمْطَرْنَا عَلَيْهَا حِجَارَةً مِنْ سِجِّيلٍ مَنضُودٍ
(82) } (سورة هود 82)
{ قَالُوا إِنَّا أُرْسِلْنَا إِلَى
قَوْمٍ مُجْرِمِينَ (58) إِلَّا آلَ لُوطٍ إِنَّا لَمُنَجُّوهُمْ أَجْمَعِينَ (59)
إِلَّا امْرَأَتَهُ قَدَّرْنَا إِنَّهَا لَمِنَ الْغَابِرِينَ (60) } (سورة الحجر
58 - 60)
{ فَأَخَذَتْهُمُ الصَّيْحَةُ
مُشْرِقِينَ (73) فَجَعَلْنَا عَالِيَهَا سَافِلَهَا وَأَمْطَرْنَا عَلَيْهِمْ
حِجَارَةً مِنْ سِجِّيلٍ (74) } (سورة الحجر 73 - 74)
.......................................................
تعليقات
إرسال تعليق