القائمة الرئيسية

الصفحات

 على ربه ظهيرا

قال تعالى :

{ وَيَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللهِ مَا لَا يَنْفَعُهُمْ وَلَا يَضُرُّهُمْ وَكَانَ الْكَافِرُ عَلَى رَبِّهِ ظَهِيرًا (55) وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا مُبَشِّرًا وَنَذِيرًا (56) } (سورة الفرقان 55 - 56)

 

كلمة المصدر ظهر

أي ظهور شيء على شيء آخر وملازمته له وعلا عليه وظفر به وأصبح حامياً له ويحول دونه

فيهيمن على ما هو غيرها ويكون ضدها وتحل محل هذا الشيء هازم هذا الضد ويغلبه ويهدمه ويحل محله ويهندس موضع حلوله

فيرتبط بهذا الشيء ويسيطر عليه ويتحكم به وبأطرافه فلا يسمح بقطع صلته به فيتماهى مع المؤثرات لحماية الشيء مما هو ضده

 

فمثلاً يظهر المعطف على الشخص ويلازمه ويعلو عليه ويصبح حامياً له من البرودة ويحول دونه فيهيمن بالدفء عن ما دون الشخص بما حوله من برودة فيهزم حالة البردة  فيرتبط به الشخص ويسيطر ويتحكم في دفء الشخص وبدفء أطرافه فيكون حامي للشخص من المؤثرات الجوية

 

ولكن كيف كان الكافر على ربه ظهيراً

كان الكافر على ربهِ .. أي كان (الكافر) الذي هو في كامل تكوين عمله الدنيوي متنافر عن أي ارتباط  ( على) بما كشف عنه وخلقه ونقله لعالم الدنيا (ربه) الذي ربط أحوال الخلائق به وما ظهر منها وعليها وهيمن عليها من أجله

 

ظهيراً .. فكان عمله هذا يُظهر أن الخلق كان بالصدفة وأن الطبيعة هي من خلقت نفسها وغيرها من النظريات فيُظهرها على ربه ويلازم تلك النظريات ويحميها ويحول دونها فيكون ضد حقيقة الخلق فيرتبط بتلك النظريات فلا يسمح بقطع صلته بها ويحميها  ويتنافر مع الحق 

 

فالكافر يحارب كل علم يثبت أن الله هو الخالق

تعليقات