القائمة الرئيسية

الصفحات

قال الذي عنده علم من الكتاب.. ما هذا الكتاب ؟!


قال تعالى:

(َالَ الَّذِي عِندَهُ عِلْمٌ مِّنَ الْكِتَابِ أَنَا آتِيكَ بِهِ قَبْلَ أَن يَرْتَدَّ إِلَيْكَ طَرْفُكَ ۚ فَلَمَّا رَآهُ مُسْتَقِرًّا عِندَهُ قَالَ هَـٰذَا مِن فَضْلِ رَبِّي لِيَبْلُوَنِي أَأَشْكُرُ أَمْ أَكْفُرُ ۖ وَمَن شَكَرَ فَإِنَّمَا يَشْكُرُ لِنَفْسِهِ ۖ وَمَن كَفَرَ فَإِنَّ رَبِّي غَنِيٌّ كَرِيمٌ) ﴿٤٠﴾ سورة النمل

ما هو الكتاب بشكل عام ومطلق:

هو محتوى وتكوين متوافق ينتج عنه قوة وسلطان وأدلة وبراهين علم يظهر ويبدو في العالم الظاهر (الدنيوي) أو الباطن (الأخروي)

فالكتاب المرسل والكتاب المنشور كلهم كتب وكل مادة خلق لها كتاب وفيها كتاب، ولها قرآنها، وفي تلك الآيات نحن أمام علم المادة في قوله تعالى:

قَالَ الَّذِي عِندَهُ عِلْمٌ مِّنَ الْكِتَابِ

فالعلم هنا ما اكتشفه وتوصل له من الكتاب أو من عالم المادة وجمعه منه من علوم

أما علم الكتاب المرسل جاء في قوله:

 

(وَيَقُولُ الَّذِينَ كَفَرُوا لَسْتَ مُرْسَلًا ۚ قُلْ كَفَىٰ بِاللَّـهِ شَهِيدًا بَيْنِي وَبَيْنَكُمْ وَمَنْ عِندَهُ عِلْمُ الْكِتَابِ) ﴿٤٣﴾ سورة الرعد

ولعل ما تخبط فيه الناس طبيعة عرش بلقيس وتصورهم أنه مكان لجلوسها في مكان سلطانها.

العرش

قال تعالى:

(إِنِّي وَجَدْتُ امْرَأَةً تَمْلِكُهُمْ وَأُوتِيَتْ مِنْ كُلِّ شَيْءٍ وَلَهَا عَرْشٌ عَظِيمٌ) (سورة النمل 23)

(ع) العرش: الواصل الكاشف لأعماق خفية غير مُدرَكة فيميز ما بها.

(ر) العرش: ويربط تلك الأعماق الخفية وما بها من أشياء بهذا العرش الكاشف والتحكم في كشفها وأطرافها، حتى لو بدون اتصال مادي وحسي

(ش) العرش: هذا العرش الكاشف يكشف صورة أخرى من أصل تلك الأعماق الخفية أو أشباه منها أو شق منها ويسمح هذا الكاشف أن يوجِد هذه الصورة أو الشبيه أو الشِق من هذا العمق البعيد عنه فيجعله يتفشى وينتشر ويشتهر فهو كاشف صور أخرى من هذا العمق الخفي أو الغير مُدرَك.

وإذا كان العرش المادي لبلقيس يكشف لها أعماق خفية في أماكن بعيدة عنها ويربط هذا الكشف بهذا العرش وينشره لديها من أماكن بعيدة بهذا العمق الخفي عنها ليصلها صورة منه لديها وهي في مكانها لإدارة ملكها، فهو جزء من علوم التكنولوجيا الحالية نعيشه إلا أن الكشف يكون لصورة أطراف الأجسام بهذا البعيد الخفي عنا، فهذا التلفزيون أو التليفون  والميكروسكوبات الدقيقة وأدوات الكونفرانس  وغيرها من الأجهزة الناقلة لأعماق خفية وهي تمثل كمُرسلات لهذا الكشف عن طريق العصف للصورة أو الصوت  أو الشبيه من أصل الشيء بهذا العمق، فيكون هذا الجهاز الذي بين أيدينا بمثابة عرش لنا إذا كنا متحكمين بعملية النقل بالكامل دون إرادة المتواجدين بهذا العمق الخفي، كما في كاميرات المراقبة وغيرها وهي تنقل لنا أطراف الأشياء أي ترسم صورة خارجية للأشياء والأجسام.

وإن كان مادياً كان عرش بلقيس عظيم ففي المقابل كان هناك لدى سليمان عليه السلام كرسيه جسداً وكلاهما علوم عالية التقنية فكان محاولته خفض تكبرها بعلم مملكتها التي تملك فيما بين يديها بعلم مملكة سليمان الخاضع به لله تعالى فعرض لها كيف أنه أتى لها بعرشها الذي هو عنوان تقدم مملكتها وأدخلها الصرح الممرد.

فهو ناتج علم دنيوي من عالم المادة وليس كما قالوا وروجوا عن اسم الله الأعظم فكان الأولى بسليمان عليه السلام أن يعرف من الله ما يفوق غيره

أما العفريت: فهو نوع من الجن الذي طاقته يمكن أن تكشف عن الشيء مفارق عن أصله فيربط بين أصل الشيء وكشفه بتنشيط وتفعيل كشفه، فيظهر مجسم ولكنه خاوي مثل تقنية الهالوجرام التي تحيي الموتى كمجسم ضوئي بدون جسم حقيقي

ويبقى أن نتكلم عن قول الله تعالى:

قَبْلَ أَن يَرْتَدَّ إِلَيْكَ طَرْفُكَ

فجذر الكلمة طرف: أي تطويع وتشكيل وتحوير وتطويق شيء ليرتبط ويتحكم ويسيطر ويتحكم في الشيء محل التطويع والتشكيل، فيفرق ويمحص بين الأمور والأحوال ويفرغ من تطويعها

ويرتد جذرها ردد: أي نتحكم ونسيطر على حركة أو فعل والذي يعقب الفعل فعل متساوي معه، فترديد الصوت هو تحكم في حركة الصوت الذي يعقبه حركة صوت مقابلة للفعل الأول.

فيكون المعنى كالتالي:

قَبْلَ أَن يَرْتَدَّ إِلَيْكَ طَرْفُكَ

قبل أن تأتي مرحلة السيطرة التامة على صور الحركة المختلفة المقابلة لتطويعك وتمحيصك لأمور وأحوال مملكتك والفراغ منها.

وجاءت في قوله تعالى:

{مُهْطِعِينَ مُقْنِعِي رُءُوسِهِمْ لَا يَرْتَدُّ إِلَيْهِمْ طَرْفُهُمْ ۖ وَأَفْئِدَتُهُمْ هَوَاءٌ} ﴿٤٣﴾ سورة إبراهيم

إشارة أن لن يسيطروا على نواتج أفعالهم في الدنيا فذهبت هباء ليس لها مردود

وهذا إن دل على شيء فيدل أن توقيت الإتيان بالعرش ليس بوقت قصير كما يصوره البعض ولكنه قد يطول لساعات النهار كله.


تعليقات

تعليق واحد
إرسال تعليق
  1. غير معرف11/18/2022 4:24 م

    يظل الأمر غامض ويندرج تحت محمل الاعجاز

    ردحذف

إرسال تعليق