القائمة الرئيسية

الصفحات

فتلقى آدم من ربه كلمات فتاب عليه

 

فتلقى آدم من ربه كلمات فتاب عليه

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

قال تعالى :

{ فَأَزَلَّهُمَا الشَّيْطَانُ عَنْهَا فَأَخْرَجَهُمَا مِمَّا كَانَا فِيهِ وَقُلْنَا اهْبِطُوا بَعْضُكُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ وَلَكُمْ فِي الْأَرْضِ مُسْتَقَرٌّ وَمَتَاعٌ إِلَى حِينٍ (36) فَتَلَقَّى آدَمُ مِنْ رَبِّهِ كَلِمَاتٍ فَتَابَ عَلَيْهِ إِنَّهُ هُوَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ (37) } (سورة البقرة 36 - 37)

ـــــــــــــــــــــــــــــــ

توب .. توبة .. فتاب

ـــــــــــــــــــــــــــــ

مصدر الكلمة .. توب

ت .. تمم وأكمل ما قبل منقوص باستكماله بخير وإتقان بتفعيل وتتاخم بين ما هو حاضر لجبر ما هو سابق

و .. فجمع وضم ووصل خواص وصفات فعل في الحاضر ليوقي ويخفي  نقص ما هو سابق  فيكون الفعل يوصل بين النقيضين ويجعلهما واحد مكتمل فهذا الفعل وسط وصل بينهما

ب .. فيظهر ويبدو من هذا الفعل الحاضر تاماً ظاهراً على ما سبق خارجاً عن ما سبق  ونقيضاً له

(توبة)

ـة .. فهيمنت حالة التمام والإتقان على ما سبق هازمة له فلا يجتمعان فخلا من أي نقص ليبقى على حالة الإتقان

ــــــــــــــــــــــــــــ

فتاب

ــــــــــــــ

الفاء .. فارق حالته الأولى

ت .. فتمم وأكمل ما قبل منقوص باستكماله بخير وإتقان بتفعيل وتتاخم بين ما هو حاضر لجبر ما هو سابق

ا .. فضبط كل أموره وأحواله وأفعاله المختلفة والمتفرقة على هذا التمام ضبطاً تاماً على حالة إتقان دائمة

ب .. فظهر وبدا من هذا الفعل الحاضر تمام وإتقان أفعاله على ما سبق خارجاً عن ما سبق  ونقيضاً له

 

فَتَابَ عَلَيْهِ

ـــــــــــــــ

هنا المعنى مختلف تماماً لأن الله الذي هو الذي تاب عليه فالفاعل هو الله تعالى فيكون المعنى كالتالي :

ف .. فجعله يفارق حالته الأولى الذي إعتاد عليها التي كانت تمحصه وافتتن بها (حالة فتنة الشجرة) ففارق هذه الحالة وفاتها

تَ ..  فتمم له وأكمل ما كان منقوصاً في عالم الاختيار الأول  باستكمال الخيارات الدنيوية في محل ومنزله الجديد  ليتمكن من جبر ما هو سابق في عالمه الأول

ا .. فيضبط كل أموره وأحواله وأفعاله المختلفة والمتفرقة على هذا التمام ضبطاً تاماً على حالة إتقان دائمة

بَ .. فيُظهر ويبدي من هذا الفعل الحاضر تمام وإتقان أفعاله على ما سبق خارجاً عن ما سبق  ونقيضاً له

فيعطيه فرصة أخرى لإصلاح ما سبق

عَ .. فكشف له عن عالم كان خفياً عنه لم يكن يدركه من قبل فعلمه كلمات تكشف عن له حالة التغيير التي سوف تطرأ عليه بعالمه الجديد مميزاً له

ل َ.. تلك الكلمات التي من خلالها يمكن أن يتواصل بنسيج حركة عالمه الجديد الذي سوف ينتقل إليه

يْ .. كلمات يحتاجها في مرحلة هي الأشد تأثيراً وخطورة وغرابة عن حالته الأولى فهي مرحلة تغيير لما قبلها حيث تحل محلها عالم أكثر وضوحاً وعالم أعجب وأعقد وأخطر

ـهِ : كلمات يهيمن بها على هذا العالم ويهندس من خلالها موضعه فيها فيتغلب على خطورته وتغيير حالته الأولى ومعصيته من خلال هذا العالم

ــــــــــــــــــــــــــــ

ويبقى لنا فهم طبيعة الكلمات وكيف يتلقاها

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

فما هي الكلمة ؟!!!

الكلمة : تكوين متوافق من المعاني يمكن نقله من ساحة الذات أو الباطن إلى ساحة الدنيا أو ساحة الظاهر أو من ساحة الأمر إلى ساحة الخلق وجمع المعنى وضمه في مقام ومكان وميقات انتقاله والظهور تام متمم لما قبله من معاني متفاعل وما قبله من معنى تابع له

فالكلمة : التكوين المتوافق التام للمعنى الموجود بالذات الذي يمكن أن نخرجه في شكل قول من خلال صياغة دنيوية أياً كان تلك الصياغة

فليس كل كلام يقال ولكن كل ما قيل في الأصل كان كلام أي معاني داخل الذات  .. لذلك يقول الله تعالى :

{ وَلَوْ أَنَّمَا فِي الْأَرْضِ مِنْ شَجَرَةٍ أَقْلَامٌ وَالْبَحْرُ يَمُدُّهُ مِنْ بَعْدِهِ سَبْعَةُ أَبْحُرٍ مَا نَفِدَتْ كَلِمَاتُ اللهِ إِنَّ اللهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ (27) مَا خَلْقُكُمْ وَلَا بَعْثُكُمْ إِلَّا كَنَفْسٍ وَاحِدَةٍ إِنَّ اللهَ سَمِيعٌ بَصِيرٌ (28) } (سورة لقمان 27 - 28)

فالمعاني التي بالذات الإلهية وكلماته لا تنتهي ومن كلماته ما هو قوله في خلقكم وبعثكم ما هو إلا كنفس واحدة
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــ

فكلمة الله .. المعنى الكائن بذاته والتي لن يعلم تأويلها إلا الله .. 

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

فَتَلَقَّى آدَمُ مِنْ رَبِّهِ كَلِمَاتٍ

أي أنه تلقى تكوين من معاني وإدراكات من الذات الإلهية متوافقة مع ساحته وعالمه الجديد تؤهله للإنتقال للحياة الدنيوية فجمع المعنى في آدم وجعله يتلقاه

 فتلقى  .. ففارق حالته الأولى بعدم العلم فتم واكتمل نقل هذه الكلمات إلى آدم  واندماج المعاني به فتغيرت حالته الأولى بتمام هذا الاندماج فأصبحت تلك الكلمات هي التي تضبط حاله الجديد وتأثر فيه

أي بتلقيه للكلمات انتقل لحالته الجديدة التي تسمح له بالتعايش مع عالم الدنيا بدون إحساس بالتيه بل تجعله مدركاً عالمه الجديد تمام الإدراك

وجاءت كلمة ربه لتحدد نوع الكلمات فهي معاني قوانين الربوبية التي تجعله يتعامل مع عالم المخلوقات من ربط والارتباط بين أمور المادة وتخليقها من مادة الأرض والتعامل معها وإظهارها من خلال مواد أخرى مثل الزرع وما شابه

 

أي وبوضوح الله هو من علم آدم كيف يعيش على الأرض بالتلقي بالكلمات والمعاني دون حاجة لمعلم وسيط كما في الإسرائيليات وما تم دسه من قصص فلم يكن آدم يحتاج غير الرسالة الإلهية لكن أمور الربوبية فقد تعلمها من كلمات ربه

تعليقات