كِدْنَا
لِيُوسُفَ – مَا كَانَ لِيَأْخُذَ أَخَاهُ فِي دِينِ الْمَلِكِ
ـــــــــــــــــــــــــــــ
قال تعالى :
{فَبَدَأَ
بِأَوْعِيَتِهِمْ قَبْلَ وِعَاءِ أَخِيهِ ثُمَّ اسْتَخْرَجَهَا مِن وِعَاءِ
أَخِيهِ ۚ كَذَٰلِكَ كِدْنَا لِيُوسُفَ ۖ مَا كَانَ لِيَأْخُذَ أَخَاهُ فِي دِينِ
الْمَلِكِ إِلَّا أَن يَشَاءَ اللَّـهُ ۚ نَرْفَعُ دَرَجَاتٍ مَّن نَّشَاءُ ۗ
وَفَوْقَ كُلِّ ذِي عِلْمٍ عَلِيمٌ} ﴿٧٦﴾ سورة يوسف
كي نعي طبيعة الكيد يجب فهم ما
هو دين الملك
فالدين في الأصل :
قانون حركة القصد الدنيوي من خلال التزام وارتباط
بدليل وبرهان من أصل علم إلهي أو علم دنيوي مشدوداً مرتبطاً به لأقصى مدى
في كل
مرحلة وتطبيق وحركة وقصد فيحل هذا القانون على العمل فيكون العمل الدنيوي متنافراً
مع كل ند ونقيض له فينسف الباطل أو الخطأ من خلاله ويحل محله الحق أو القانون
فيقضي على كل ما يختلط به من خطأ أو باطل ولكل ما يخرج عنه
أي أن
دين الملك .. قوانينه .. التي تسري على المخطئ والمخالف لهذا القانون وهنا المقصود بدين الملك القانون
الخاص بالملك الذي يسري على أخوته في حالة ثبوت السرقة عليهم فاستنطقهم بقانون
شريعة يعقوب في قوله تعالى :
{قَالُوا جَزَاؤُهُ مَن وُجِدَ فِي رَحْلِهِ فَهُوَ جَزَاؤُهُ ۚ كَذَٰلِكَ
نَجْزِي الظَّالِمِينَ} ﴿٧٥﴾ سورة يوسف
وهنا
يحددون الجزاء وللتأكد اقرأ قوله تعالى (كَذَٰلِكَ نَجْزِي الظَّالِمِينَ)
من وُجِدَ فِي رَحْلِهِ فجزاءه (رَحْلِهِ) أيضاً
فالأصل .. رحل .. أي ارتبطت نفسه وتحكم فيها وسيطر عليها وعلى جسده بكامل
محيطه وحيزه المحيط به بالانتقال من ساحة إلى ساحة
رَحْلِهِ :
ــــــــــــــ
ضبط وربط وتحكم وسيطر على خروج
حيزاً أو محيطاً هذا المحيط هو الأكثر
تأثير عليه والأهم من مكان إلى أماكن فمتعددة وهيمنته عليه بصور متعددة ومراحل
هيمنة متعددة
من وُجِدَ فِي رَحْلِهِ فجزاءه (رَحْلِهِ) أيضاً أي يقع عليه نفس الربط
والتحكم والسيطرة بكام نفسه وحيزه من مكانه وسط إخوته إلى عزيز مصر بما هو أكثر
تأثيراً ويهيمن عليه العزيز كعبد له
كَذَٰلِكَ كِدْنَا
لِيُوسُفَ
ـــــــــــــــــــــ
أي
كان تكوين الأحداث المتفرقة التي توافقت مع بعضها البعض لتعطي قوة وسلطان
لخروج الحدث الأكثر تأثيراً بدليل وبرهان
وقانون وجزاء هم اختاروه بأنفسهم فكانت النتيجة حدث موصول بأحداث منطقية ومترتبة
عليها متآلفة معها ومضبوطة
تعليقات
إرسال تعليق