القائمة الرئيسية

الصفحات

الفرق بين الإنس والإنسان والبشر

 

الفرق بين الإنس والإنسان والبشر
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
الإِّنس
ــــــــــــ
صور متشابهة من نوع من المخلوقات خروجها وخلقها يكون من خلال تآلف وضبط مستمر بين أشياء مختلفة تماماً عن بعضها البعض (نفس وروح ومادة سواء كان طين من صلصال أو ماء مهين) فيؤنسوا لبعضهم البعض فيكون الإنس ناتج مكون من نسبة من كل من النفس والروح والجسد وله طبيعة مختلفة عنهم من حيث صورة الظهور النهائية وكأنهم شيء واحد كسنة وآية إلهية تتحكم وتسيطر على حالة الظهور والخلق

فالإنس من طين من صلصال أو من ماء مهين فيكون ناتجهما مختلفاً على أصل مادة الطين أو الماء المهين بوضع النفس فيهما ونفخ الروح

هذا النوع من المخلوقات تسيطر النفس على ما هو إرادي والروح على ما هو لا إرادي كقائد السيارة الذي يمسك مقود السيارة يتحكم في اتجاهها وسرعتها .. الخ ولكن لا يملك العملية الداخلية التي تتم داخل السيارة .. فالقلب يعمل لا إراديا وجميع الأجهزة الداخلية بدون إرادة النفس

ولا يختلف الإنسان عن الإنس كثيراً
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

فالإنسان هو ذاته الإنس مضافاً له الألف والنون حرفي التآلف والضبط لنواتج أخرى مادية فالإنسان ينتج الزرع والصناعة فهو يضبط أمور مواد مختلفة لينتج ما هو نقي ومختلف عن أصل هذه المواد وتشترك كل منها بنسبة في هذا الناتج .. فالشجرة ناتج البذرة والأرض والأملاح والأزوت الخ .. وكذلك كل ما هو مصنوع ناتج عن مواد مثل الجبن ناتج نسبة من اللبن والملح الخ .. فالإنسان دوره أنه يقوم بتخليق من مواد الأرض مواد أخرى لذلك فهو خليفة فكل إنس هو إنسان بدوره في الحياة الدنيا
إلا أن تظل صفة الإنس في كل حالة ظهور حتى في عالم الآخرة بأن يكون ناتج عناصر مختلفة ما بين نفس وسائق وشهيد أو نفس وجسد الجنة (حور عين) أو جسد النار (القرين) فهو مخلوق ناتج ظهوره من تآلف النفس مع عناصر خلق أخرى تشكل نسبة من حالة ظهوره

أما البشر
ـــــــــــــــ
فهي صفة ظهور مخلوق من داخل مخلوق آخر كذرية فيخرجوا عن محيط ما ظهر منه على صور وأشباه من مصدر ظهوره الأب والأم وفيها صفة الانتشار والتفشي للذرية
{ وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَكُمْ مِنْ تُرَابٍ ثُمَّ إِذَا أَنْتُمْ بَشَرٌ تَنْتَشِرُونَ (20) } (سورة الروم 20)
فيه صفة ارتباط الذرية بأصل ظهورها الأب والأم ويتحكم الارتباط بين الأب والأم بظهورها فلا يتم قطع الصلات بين الأصل والفرع

فتكون صفة البشر أنهم يظهرون ويُخلقون من خلال ارتباط أصل الذرية أب وأم وتتشعب وتنتشر هذا الظهور من خلال ربط متعدد كشجرة تتفرع ترجع أصلها لآدم

وهكذا فإن حالة الإنس حالة خاصة بطبيعة عناصر التكوين والإنسان حالة خاصة بطبيعة التكوين وطبيعته كخليفة والبشرية حالة خاصة بطبيعة ترتيب الظهور والانتشار
فيرقق القاسي منها على ذريته ويربط الناتج من الذرية بأصله (بأبويه) فهو الرحمن الرحيم

تعليقات