وإن الدار الآخرة لهي الحيوان :
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
قال تعالى :
{وَمَا هَـٰذِهِ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلَّا لَهْوٌ وَلَعِبٌ
ۚ وَإِنَّ الدَّارَ الْآخِرَةَ لَهِيَ الْحَيَوَانُ ۚ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ}
﴿٦٤﴾ سورة العنكبوت
أصل الكلمة حيي ..
والحياة بالنسبة للإنسان تعني :
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(ح) احتواء أو حصر أو حمل أو حجز النفس وأمورها وأحوالها في حيز محدد ومعلوم فحواه هذا
الحيز مقام ومكان وميقات يحافظ على ذاته نقياً فلا يختلط بغيره له محيط ملتف حوله
وأغوار (جسم له جسم وبدن)
(ي) في مرحلة خروج من مصدر ما (طبيعة خلقه) بهذا الحيز فيكون له فيه تأثير ونشاط بين
نظراءه في مراحل تغيير متعاقبة ونسب ومراحل من احتواءه لهذا الحيز ونشاطه فيه
(أ) تتآلف في هذا الحيز وتضبط أحوالها وأمورها واحتواءها ونشاطها
في هذا الحيز (الجسد) ضبطاً مستمراً حتى يصيرا شيئاً واحداً (إنسان)
(ـة) فيتمم كل منهما الآخر (النفس والجسد) وتهيمن النفس على
الجسد ويتشاركا الوظيفة ويتكاملا فيما بينهما
إذن الحياة الحلول على جسد وممارسة نشاط في حيز احتواء أكبر
يشمل كل مقام ومكان وميقات للجسد من خلال هذه النفس
فما هو الحيوان .. وما الفارق بين الحياة .. والحيوان
أضيفت الواو قبل الألف وتم إضافة النون فما تأثير ذلك
(ح) احتواء أو حصر أو حمل أو حجز النفس وأمورها وأحوالها في حيز محدد ومعلوم فحواه هذا
الحيز مقام ومكان وميقات يحافظ على ذاته نقياً فلا يختلط بغيره له محيط ملتف حوله
وأغوار (جسد أخروي)
(ي) في مرحلة خروج من مصدر ما (طبيعة بعثه الأخروي) بهذا الحيز فيكون له فيه تأثير ونشاط بين
نظراءه في مراحل تغيير متعاقبة ونسب ومراحل من احتواءه لهذا الحيز ونشاطه فيه (عرض
– حساب – جنة – نار .. الخ)
(و) هذا الحيز يجمع ويضم خواص النفس الظاهرة والباطنة ويوصل
النفس بالحيز الأكبر الذي يحويها دار الآخره بكل ظاهره وباطنه (فبصرك اليوم حديد)
فيربط بين النفس وظاهر ما حولها وباطنه فيكون ما حوله وطن فيه
(أ) تتآلف النفس في هذا الحيز وتضبط أحوالها وأمورها واحتواءها
ونشاطها في هذا الحيز (الجسد) ضبطاً مستمراً حتى يصيرا شيئاً واحداً
(ن) حيث يصبح هذا الحيز الذي يحوي النفس نسبة موصولة بالحيز
الأكبر ونتاج منه فيعطي نسخة من الحيز الأكبر فيه (فيحوي الحساب أو العرض أو الجنة
أو النار) فتكون موصولة بظاهره وباطنة ومع ذلك نقية عنه فهو يحوي نسبة من الحيز
الأكبر ففي هذا الحيز نزول نسخة من الحيز الأكبر
ـــــــــــ
والآن لمن يصعب عليه الربط بين المعنى التفصيلي لخصائص الحروف سنمثل الموضوع بشكل
مادي مع مراعاة الفارق
مثال : النار التي نستعملها في حياتنا الدنيوية :
نتعامل معها من خلال جسد نمارس نشاطنا من خلاله فنكون حريصين أن
نستعملها ولا تلمس أجسادنا ونتشارك مع الجسد آلية التحكم فيها والتعامل معها فنشعر
بها ظاهرياً سواء بالنظر أو بإحساس الحرارة الصادر منها .. فحواسنا بها مصدرها
خارجياً .. وهذه خصائص التعامل مع النار في الدنيا ظاهرياً مع خارج الجسد هذا في
جميع الأشياء في الحيز الأكبر وهو الدنيا .. لذلك وصفت باللعب واللهو .. فنحن
نتعرف فقط على الأشياء بظواهرها
ولكن ماذا عن الحيوان مع النار .. هنا النار تملأ ظاهرنا
وباطننا إذا تعرضنا لها في الحياة الآخرة وتملأنا وتصبح جزء من النار كلها ونسبة
منها في داخلنا .. وهكذا التعامل مع جميع الأشياء الأخروية سواء حساب أو عرض أو
جنة جميعها تملأ ظاهر وباطن حيز النفس سواء كانت عذاباً أو نعيماً فهو يملأ كامل
النفس وليس مجرد نقل الحواس لظاهر الشيء
وهذا هو الفارق بين الحياة والحيوان
وليس هي جمع حياة كما
يتصور البعض
تعليقات
إرسال تعليق