وكان عرشه على الماء :
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
قال تعالى :
{ وَهُوَ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ
فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ وَكَانَ عَرْشُهُ عَلَى الْمَاءِ لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ
أَحْسَنُ عَمَلًا } (سورة هود 7)
العرش الإلهي ..
----------------
عَ .. الْعَرْشِ.. هو الكاشف والواصل بين عالم الأمر
وأعماق عالم الخلق والكاشف والواصل بين عالم الخلق وعالم الأمر فهو الكاشف والواصل
بين العالمين الخفيين عن مخلوقاتهما .. فيقوم بأمر الله بتأليف وضبط مستمر
بين أمور وأحوال السموات والأرض ومكوناتهم المتفرقة والمختلفة من خلال أمر الله
تعالى وتدبيره فيقوم بضبطهم ضبطاً تاماً وكأنه والسموات والأرض وما بينهما وما تحت
الثرى شيئاً واحداً وقالباً واحداً فهو الأفضل والأعظم والأعجب والأعقد فهو الأعمق
في الارتفاع والأعمق قاع فهو المحيط وهو الذي يميز كل ذرة في السموات والأرض
رْ : الْعَرْشِ .. يربط بين عالم الأمر وعالم الخلق
وبين عالم الخلق وعالم الأمر ويتحكم في عالم الخلق وأطرافه وأعماقه فيقوم بربط
أمور وأحوال السموات والأرض ومكوناتهم والتحكم فيهم وبأطرافها بدون اتصال مادي
مرئي فيربط بين كل ذرة وجزيء وجزء وجسد وحجر وكل شيء فلا يسمح بقطع الصلات بينها
وبين العرش فيحافظ على الرابطة بينه وبين كل شيء في عالم الخلق
شِ : الْعَرْشِ .. به أشباه وصور منه منتشرة
مُتفشية كصور أخرى من العرش في السموات والأرض وما بينهما فهي نسب منه أنشط
وأكثر تأثيراً وتواصلاً في عالم الخلق
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
عَلَى الْمَاءِ
ــــــــــــــــــــــ
على : الماء هنا الواصل إلى اعماق خفية من العرش خفية
يتلاحم ويتواصل بنسيج حركة العرش لينقله من ساحة إلى ساحة من عالم الأمر إلى عالم
الخلق فيكون الماء هو اللاصق واللاحم بين متفرقات العرش والسماوات والأرض فهو يأخذ
العرش ويأخذه ليتشعب في السموات والأرض ويضبط هذا التشعيب ضبطاً تاماً
الْمَاءِ :
هو الذي يجمع ويضم مجموعة أشياء ويضعها في قالب واحد في
مقام ومكان وميقات واحد ويضبط علاقة هذه الأشياء أو المواد ويفاعل بينها بشكل
مستمر شيئاً فشيئاً حتى يتم الجمع والضم والتداخل
فالماء هو المادة الأساسية التي تذوب فيه المواد وتختلط
فإذابة الملح والسكر وغيره من المواد في الماء هي عملية لا يمكن الإستغناء عنها حتى داخل
أجسادنا لتتشعب المواد الغذائية لابد من ذوبانها في الماء
فبذات الآلية تم إستواء العرش وتشعبه بين كل شيء في
السماوات والأرض ليتداخل في كل عنصر في الكون كما يتداخل الماء في كل جزء من
أجسادنا
ففي مرحلة البناء للسموات والأرض ف ستة أيام كان عرشه
كان متشعباً على الماء ليبدأ رحلته ليتشعب في كل ذرة في السموات والأرض ويتداخل
فيها ومن خلال هذا التداخل
يتنزل الأمر الإلهي من خلاله { تَنَزَّلُ الْمَلَائِكَةُ
وَالرُّوحُ فِيهَا بِإِذْنِ رَبِّهِمْ مِنْ كُلِّ أَمْرٍ } (سورة القدر 4) لتغيير حال مكونات وخلائق
بالسماء والأرض وأجرام سماوية وكل ذرة في هذا الكون حاملاً هذا الكون فيحل أمر
يغير ما سبق أو يحل محله من خلال العرش الذي يوصل هذا الأمر والعلم الخفي من
امتداداته وشجرته التي تصل لكل ذرة في عالم الخلق ويسمح من خلاله أن يوجد
تشكيل الملائكة والروح فيهم المكلفين بتنفيذ الأمر بعيداً عن الملأ الأعلى
ليتواجدوا بعيداً وتفشيهم وانتشارهم في عالم الخلق للقيام بتنفيذ الأمر الإلهي فيصل
الملائكة لمقام ومكان وميقات تنفيذ الأمر المحدد من خلال هذا العرش فتتنزل
الملائكة من خلاله كل منهم في مسار خاص في داخل هذا العرش
فقد يتعجب أحدهم في العالم المادي بوصول
إرسال تليفوني عبر الأثير لتليفون محدد دون غيره .. إلا أن كل هذا خاضع لهذا
المطلق وقوانينه فالأمر الإلهي المحمول على الروح والتي تصبح في الملائكة التي
تقدس لله من خلال العرش يكون تنزيلها أيضاً في الخلية والذرة والمكان والشخص
المحدد له الأمر للتنفيذ فيكون العرش الكاشف والواصل والرابط بين عالم الأمر
(الأمر – الروح – الملائكة) وعالم الخلق في المكان والميقات المحدد
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ولكن كيف تم سبح هذا العرش على الماء وتشعب
.. فقد تم من خلال الأمر الإلهي
اسْتَوَى و هذا الأمر مستمر ما دامت السماوات والأرض
قال تعالى :
{ هُوَ الَّذِي خَلَقَ لَكُمْ مَا فِي
الْأَرْضِ جَمِيعًا ثُمَّ اسْتَوَى إِلَى السَّمَاءِ فَسَوَّاهُنَّ سَبْعَ
سَمَوَاتٍ } (سورة البقرة 29)
{ هُوَ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ
وَالْأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ } (سورة الحديد
4)
وهنا نلاحظ في الآيتين الأمر اسْتَوَى .. كان إلى السماء ثم أصبح
على العرش .. ما الفرق بين إلى وعلى ؟!!!!
ــــــــــــ
اسْتَوَى:
ــــــــــــ
وقالوا عن معناها .. اسْتَوَى على العرش أي
علا وارتفع استواءً يليق بجلاله وعظمته .. وقالوا الاستواء معلوم والكيف
مجهول والإيمان به واجب والسؤال عنه بدعة
فهل هذا الكلام صحيح أم أنها خارج السياق ..
وهنا سوف نجد أن الله تعالى اسْتَوَي إلى السماء .. واسْتَوَي على العرش ..
فالسموات هي عمق ومركز إدارة الأراضي السبع والعرش عمق ومركز إدارة كل من السموات
والأراضي السبع إلا أن الفارق فقط بينهما أن السماوات جاءت بلفظ إلى والثانية
على ..
فكلمة المصدر سوي
.. (س) .. سوي .. أي بلغ مركز وعمق
التحكم في الشيء وجعله على سنة واحدة .. (و) .. وتواصل مع هذا المركز والعمق
فكان هذا المركز رابطاً بين ما لا رابط بينهما بين حالين و ساحتين أو جزئين .. (ي)
.. فأخرج من خلال هذا المركز والعمق حال متغير أو مغاير عن حاله السابق فكان الحال
الجديد هو الحال الأوضح والنشط والأعجب والأغرب والخطر والأكثر تأثيراً
فإذا استوي العنب على سوقه .. كان هناك
تأليف وضبط لنموها ونضجها من خلال عمق ومركز متمم لها ولنموها واصل بينها
وبين العنب خارجاً من سوقه داخلاً لعمق العنب
والآن لنعي مشهد تنفيذ الأمر على العرش
ـــــــــــــ
اسْتَوَى :
ـــــــــــــ
.. (أ) .. أمر الله تعالى بتأليف وضبط مستمر
لأمور وأحوال هذا العرش المختلفة والمتفرقة في كامل السماوات والأرض فجعلهم من
خلال هذا العرش وكأنهم قالباً واحداً على أفضل حال ولأقصى مدى .. (س) .. فجعل العرش مركز وعمق
التحكم في تلك السموات والأرض وما بينهما وجعله على سنة واحدة وقوانين
ثابتة ..
(تَ) .. فأصبح
العرش تام ومتمماً على ما تم بناءه قبله من السموات والأرض فأتم البناء بخير
وإتقان فكان متمم لهم مُتشارك معهم في الوظيفة لعالم الخلق مُتفاعل ومتتاخم معهم
في تحقيق الصلة والربط بينهم وبين عالم الأمر بتأليف وضبط مستمر لأحوالهم المختلفة
والمتفرقة فكان العرش والسموات والأرض كقالب واحد .. (و) .. فكان متواصل وموصول هذا
المركز والعمق ألا وهو العرش على كل جزء وعمق في عالم الخلق فكان هذا
المركز رابطاً بين ما لا رابط بينهما بين عالم الأمر وعالم الخلق وما بين عالم
الخلق وعالم الأمر .. (ي) .. فأخرج من خلال هذا المركز والعمق حال متغير أو مغاير عن
حاله السموات والأرض قبل وجود هذا الرابط ألا وهو العرش فكان الحال الجديد
هو الحال الأوضح والنشط والأعجب والأغرب والخطر والأكثر تأثيراً في الخلائق
---------
وهنا سوف نجد أن الله تعالى اسْتَوَي إلى
السماء .. واسْتَوَي على العرش .. كانت السماء هي عمق ومركز إدارة الأراضي السبع
والعرش عمق ومركز إدارة كل من السموات والأراضي السبع إلا أن الفارق فقط بينهما أن
السماوات جاء تنفيذ الأمر بلفظ إلى والعرش جاء على ..
قال تعالى :
{ هُوَ الَّذِي خَلَقَ لَكُمْ مَا فِي
الْأَرْضِ جَمِيعًا ثُمَّ اسْتَوَى إِلَى السَّمَاءِ فَسَوَّاهُنَّ سَبْعَ
سَمَوَاتٍ } (سورة البقرة 29)
فالسماء (عمق ومركز جمع قوالب متعددة من
مادة الأرض وتأليف وضبط أمورهم وأحوالهم باستمرار )
فكانت تفاصيل مكونات الأرض من نجوم وكواكب
ومجرات وكل عناصر المادة في داخل سماء واحدة .. فكان الأمر الإلهي اسْتَوَي إلى
هذه السماء متآلفاً ضابطاً لأحوالها متواصلاً متلاحماً معها أثناء تنفيذ الأمر
خارجاً من مركزها وصولاً لخارجها بعد أن يُتم تنفيذ الأمر فيكرر تنفيذ الأمر في كل
مرة بدءاً من عمق السماء الأولى فيفرقها بتمام الأمر فيجعلها مركز وعمق
السماء الدنيا متواصلة مع ما تحويه من مادة الأرض منتشرة فيها مهيمنة على تلك
المواد المتفرقة متحكمة في مساراتها نقية عن موادها غير مختلطة بهم .. وهكذا
وصولاً للسماء السابعة (أي أن إلى تبين لنا اتجاه حركة التسوية لتلك السموات)
قال تعالى :
{ هُوَ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ
وَالْأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ } (سورة الحديد
4)
بعد تمام الأمر وفرق السماوات السبع كان
الأمر على العرش أي من الخارج إلى الداخل أي التسوية خارج السماء السابعة وصولاً
لعمق السماء الدنيا بتمام تواصل العرش مع كل ذرة داخل السموات والأراضين السبع على
الماء .. فكان تمام الأمر وبدء تدبير الأمر من خلال هذا العرش
فكل من إلى وعلى كانا لتقريب مشهد اتجاه
تنفيذ الأمر الإلهي وحركته للإنسان متلقي كلمات القرءان وفتنة لمن أرادوا أن
يجسموه ويجسدوه
ولكي نعي عملية نقل الأمر وتدبيره ما بين
السماء والأرض .. ونقل الرجاء والطلب من عالم الخلق إلى عالم الأمر من خلال العرش
وكيفية تقديس الملائكة
تعليقات
إرسال تعليق