القائمة الرئيسية

الصفحات

 

جنة المأوى

ــــــــــــــــــ

قال تعالى :

{ عِنْدَ سِدْرَةِ الْمُنْتَهَى (14) عِنْدَهَا جَنَّةُ الْمَأْوَى (15) } (سورة النجم 14 - 15)

 

جنة المأوى ليست لها علاقة بالجنة السماوية ولا الجنة الأرضية ولكنها جنة مرتبط وجودها بالقرءان الكريم ولكي نعي ما هي جنة المأوى يجب أن نعلم كل الآيات السابقة في السياق

 

فعند بلوغ الوحي سدرة المنتهى عندها يبلغ وتكون جنة المأوى  فعند كشف منطقة الإدراك للنفس  بالوحي تكون كشف جنة المأوى في تلك النفس

فسدرة المنتهى

ــــــــــــــــــــــ

قال تعالى :

{عِندَ سِدْرَةِ الْمُنتَهَىٰ} ﴿١٤﴾ سورة النجم

 

سِدْرَةِ

ــــــــــــــــــ

سِ : سِدْرَةِ .. المركز والعمق الذي يوضع به الدليل والبرهان أو الرسالة أو الوحي أو حتى الضلالة ومركز النفس وعمقها الذي يسيطر على ما تم وضعه من رسالة فهي مركز نقل المشاعر أو الطاقة من حالة إلى حالة فهي العضو من النفس الأشد تأثيراً عليها والأنشط والأوضح والأعجب فهي المرحلة أو العضو الأخطر والأعقد والأنشط والأكثر تأثيراً على النفس

 

 

دْ : سِدْرَةِ .. فهي مركز وعمق حركة النفس التي تتم من خلال الدليل والبرهان الذي سكن هذا العمق لأقصى مدى وهي العمق محور تغيير النفس فهي التي تقود النفس من حال إلى آخر والتي تملك تغيير اتجاهها والتي يكمن فيها تغيير المشاعر والأحاسيس فهي تحمل خلاصة صفة الشخص

 

رَ : سِدْرَةِ .. فهي عمق النفس التي تربط بين النفس والجسد والتي تتحكم فيه وبأطرافه وتسيطر عليه وتتآلف معه وتضبطه ضبطاً تاماً لتصير النفس والجسد شيء واحداً

 

ةِ : سِدْرَةِ .. فهي العمق المتمم والمتساوي بالوظيفة والمشاركة مع الجسد والمتفاعل معه ويتاخمه لإتمام العمل الدنيوي ليكونا في حالة أنشط وأوضح في العمل الدنيوي وإتقانه

 

 

الْمُنتَهَى :

ـــــــــــــــــــــ

فصفة هذا العمق

مُ : سِدْرَةِ الْمُنتَهَى.. يُجمَع ويُضَم إليها الناتج النقي من القالب المادي للجسد فتفاعل بينه وبينها فهي التي تحدد مقام الفعل ومكانه وميقاته فتكون هي الفاعل والجسد مفعول به فتفاعل بينها وبين هذا الجسد ليوصل بين ما هو باطن بالنفس وما هو ظاهر من خلال الجسد فينتقل من فعل إلى فعل .. فهي مكمن الإرادة

 

ن : سِدْرَةِ الْمُنتَهَى.. تعطي  الناتج النقي من إرادة الفعل المجموع إليها وفيها هو نسبة من كل ما وقر في عمقها  واستقر من دليل وبرهان استقر في هذا العمق فيها نازع لنقاءه عن الفعل المادي ذاته لا يختلط بالفعل أو بعالم المادة (الدافع للفعل)

 

تَ : سِدْرَةِ الْمُنتَهَى.. تجعل الناتج منها من إرادة الفعل هو الذي يتمم الفعل الدنيوي ويتشارك معه في تحقيق الفعل وإتقانه ويتماشى مع تحقيق تلك الإرادة وتضبط الفعل معها ويتساوى مع ذات الناتج أي مع الإرادة

 

هـ : سِدْرَةِ الْمُنتَهَى.. تعطي الناتج منها أو الإرادة الناتجة منها تهيمن على الفعل الدنيوي هيمنة تامة  وتكون مُهندسة لترجمة الفعل في مجال عالم المادة

 

ى : سِدْرَةِ الْمُنتَهَى.. فتألف بين النفس والجسد وتضبط أمور وأحوال الجسد المتفرقة والمختلفة ضبطاً مستمراً وتاماً من خلال النواتج النقية من الإرادة الصادرة عنها 

 ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

 

سِدْرَةِ الْمُنتَهَىٰ هي الإدراك اللامادي للنفس في حال نقائها عن عناصر المادة وقبل أن يتغشاها عالم المادة ويختلط بها أدلة وبراهين باطلة شوشت عليها .. فكان الوحي يصل إلى هذا العمق كدليل وبرهان في نفس الرسول لا يختلط بمشوشات عالم المادة .. فهي  تحمل في الأساس وبفطرتها جنة المأوى قبل الاختلاط بعالم الأمر  .. فأصبحت حاملة للدليل والبرهان الإلهي القرءان الكريم

 

فما هي جنة المأوى

ـــــــــــــــــــــــــــــــــ

الجنة عموماً  .. جامعة لمكونات متفرقة ليصيروا تلك المكونات جسماً واحداً فهي جلال هذا الجسم وكمال ظهوره في نواتج نقية متشابهة من أصول تكوينها في تمام كمالها وتمامها وتفعيلها في ظاهرها وباطنها

 

لذلك صفة الجنة  تشمل أشياء كثيرة في الدنيا أيضاً فالعبرة في :

1-  التكوين من مجموعة أشياء تصير واحداً بشرط !!!

2-  أن تكون لها نواتج من أصل تكوينها متشابهة لدرجة ما مع هذه الأصول بشرط !!!

3-  تمامها واكتمالها وإمكانية التفاعل مع ظاهرها وباطنها !!!!

 

فجنة الآخرة  تشمل تلك الشروط  ولكن لكي تكون على الأرض جنة لابد من اكتمال جميع احتياجات الإنسان منها لتصير لها صفة الجنة الأرضية

 

وقد مال من مال لوصف جنة المأوى بأنها هي جنة آدم وزوجه قبل الهبوط (تقليل الرعاية الإلهية لمستوى أقل من جنة الآخرة) وهناك من اعتبرها جنة في السماء وصل لها الرسول محمد صلى الله عليه وسلم واعتبروها في السماء في حين ذهب الأكثرية على أنها أصلاً جنة على الأرض

 

علماً بأنه لم يرد ذكرها إلا في قوله تعالى :

{عِندَهَا جَنَّةُ الْمَأْوَىٰ} ﴿١٥﴾ سورة النجم

كلمة المصدر ءوى .. تآلف وضبط  ووصل ظاهر مع باطن وإعادة التآلف للشيء محل الوصل بعد الوصل

فما معنى مأوى

 

فجنة المأوى

ــــــــــــــــــ

(م) فيها يتم جمع نواتج الوحي والكتاب ويضمه إلى الرسول وينتقل إلى مقام وقالب دنيوي قلب الرسول

(أ) تآلف الجمع وضبط آياته المتفرقة وضبطها ضبط مستمر ليصبح كتاب واحد هو الأفضل

(و) يجمع فيه ويوصل صفات ظاهرة ككتاب وصفات باطنة كمعنى فتتوسط جنة المأوى بين ظاهر الكتاب وباطنه فيوصل الكتاب لعالم الخلق

(ى) بتآلف وضبط مستمر مع أحوال وأمور الدنيا

ـــــــــــــــــــــــــــ

فإذا بلغ الوحي منطقة الإدراك النقي في نفس الإنسان بدون تشويش كما الرسول محمد فعند هذا الإدراك يمكن أن نبلغ جنة المأوى بجمع كلام الله تعالى

إلا أنه ماذا يحدث في الوضع الطبيعي للإنسان

{ إِذْ يَغْشَى السِّدْرَةَ مَا يَغْشَى (16) } (سورة النجم 16)

إذ يحتجب عن السدرة ما هو غير مُدرك ومحجوب عنها ويصبح مستور عن العين والبصيرة من خلال ظهور أشباه من الحجب في صور أكثر إحتجاباً حتى يصبح الحجب كاملاً حتى يتفشى الحجب وينتشر حتى يصبح كاملاً

فهذه الحالة عند الإنسان العادي طبيعية ففي منطقة الإدراك يستقر الإدراك بناءً على الإدراك المادي الظاهري وكلما إرتبطنا بعالم المادة يزيد الاحتجاب والتغشي للإدراك اللامادي لجنة المأوى (القرءان الكريم) بما يحمل من معاني تجعل الأشياء المحجوبة عنا تنجلي لمنطقة الإدراك الأساسية للنفس عند سدرة المنتهى

فإن في حالة الرسول محمد عليه الصلاة والسلام وحين الوحي لا يحتجب عنه الوحي فيبلغ منطقة الإدراك عند سدرة المنتهى فتكون عندها الوحي الذي تلقاه هو جنة المأوى باكتماله فلم تتغشى سدرة المنتهى ولم يحتجب عنها الوحي حتى صار كاملاً بإدراك المعنى

{ مَا زَاغَ الْبَصَرُ وَمَا طَغَى (17) } (سورة النجم 17)

ما إقترن البصر بشيء محجوب (مادي) وما تم تطويعه وتحويره بشيء محجوب فما بدى

تعليقات