القسط
ق: إخراج شيء من أصله وإدماجه مع آخر فيتحول المندمجان لحالة أخرى مختلفة عن
أصليهما قبل الاندماج بحيث تزول آثار الحالة الأولى لكلا المندمجين عن أصليهما فتنمو
حالة جديدة أو صفة جديدة بين المندمجان.
س: هذا الشيء المندمج من أساسيات الحياة أو المقاييس والذي يمكن من خلاله
انتقال المندمج فيه من حالة إلى حالة أخرى سواء كان هذا الشيء نفسي، أو طاقة أو
قوة أو مشاعر والتي تحتاج لسلوك واحد تجاه المدموج فيه أو إليه هذا الشيء.
ط: وذلك بتطويع خروج الشيء محل الاندماج بهذا الآخر أو المقياس والسيطرة عليه
وضبط حركته ونطاقه فيغطي ويطوق المندمج به بما يمكن تحويره وتشكيله بما يتناسب مع
حالة الاندماج ومقاييسها.
فالقسط يبدأ بإخراج شيء ودمجه بآخر بما يتناسب مع مقياس
الحاجة بالضبط وبما يتم تطويق هذا الحاجة وتطويعها بما يتناسب مع هذا المقياس
المطلوب.
العدل
كشف عما هو غير مُدرك بدليل وبرهان
قال تعالى :
{وَإِنْ خِفْتُمْ أَلَّا تُقْسِطُوا فِي
الْيَتَامَىٰ فَانكِحُوا مَا طَابَ لَكُم مِّنَ النِّسَاءِ مَثْنَىٰ وَثُلَاثَ
وَرُبَاعَ ۖ فَإِنْ خِفْتُمْ أَلَّا تَعْدِلُوا فَوَاحِدَةً أَوْ مَا مَلَكَتْ
أَيْمَانُكُمْ ۚ ذَٰلِكَ أَدْنَىٰ أَلَّا تَعُولُوا} ﴿٣﴾ سورة النساء
إن خفتم ألا تتفاعلوا وتتموا وتكملوا إخراج عطائكم
لليتامى من الرعاية المالية أو المشاعر أو القوة والطاقة النفسية ومن احتياجاتهم
التي تم حرمانهم منها كونهم يتامى ففقدوها وعدم قدرتكم على إدماج عطائكم في حياتهم
.. فلكم لتحقيق هذه الغاية أن تنكحوا من النساء اليتامى
فالقسط عموماً ما يجب إخراجه بمقياس وقدر معين
لتطويع وضبط حركة حياة المقسط إليه .. ففي هذه الحالة يحتاج اليتيم لحزمة من
الأشياء سوا الرعاية والتربية والمشاعر والأكل والشرب والملبس .. لتنضبط حركة
حياته ولا تتأثر بغياب الأب
ولكن إن خفتم ألا تعدلوا .. هنا عائدة على
القسط .. فإن خفتم ألا تعدلوا في القسط في اليتامى بنكاحهم مثنى وثُلاث ورُباع ..
فالعدل في القسط كشف ما هو غير مُدرك من احتياجات
اليتامى بدليل وبرهان قوي يثبت هذا القسط بينهم إذا تعددوا حيث يصبح هذا القسط
متلاحم ومتواصل مع نسيج حركة حياتهم
أو ما ملكت أيمانكم .. فما سبق من سياق الآية
يتكلم عن يتامى النساء .. ويختصهم سواء بالتعدد أو واحدة في حالة الخوف من عدم
العدل في هذا القسط بينهم ففي هذا الحالة
فواحدة .. أو ما ملكت أيمانكم .. أي ما جمعتم من اليتامى في
رعايتكم في إطار متوافق مع حياتكم في حدود العدد الذي تقدروا على أن تقسطوا
لهم به وذلك بدون زواج منهم .. فيمكن الجمع بين ملك الأيمان والزوجة الواحدة في
حالة أن أبنائها هم اليتامى أو إخوتها .. الخ .. فإذا شملهم بالرعاية واستطاع
القسط لهم فيكون بذلك حقق ذات الهدف أو يستمر في محاولة القسط لليتامى بأن يجعلهم
ملك أيمانه بدون زواج وذلك أدنى ألا يعولوا يتامى .. وهي الحالة الأفضل أن يتزوج
ويعول يتامى أو ضعفاء من أهلها ينتسبوا إليها
ملك اليمين
من تداخلوا في نسيج حركة حياة شخص وشملهم برعايته وأصبحوا في كنفه يضبط أحوالهم وأمورهم فيكونوا ملك أمره .. كونهم انضموا لرعايته نتيجة تغير حالتهم الأولى في حياتهم .. ومنهم اليتيم والأرملة .. وفي هذا الموضع كون أفرد اليتامى بالزواج والتعدد أو واحدة منهم .. ففي هذا الموضع الكلام على ملك اليمين ليس الزواج منهم ولكن كي يعولهم
تعليقات
إرسال تعليق