أنت بالطبع تهاب الفشل، فأنت في وسط هذا الكم الهائل من
الصعوبات والمهام اليومية في البيت والعمل لم يصبح أحد يريد أن يلتمس لك أي أعذار،
ولكن لا تنسى أن لكل إنسان مواهب وقدرات خاصة، ولكن ريما لا يعرف أن يتتبعها لمصير
مجهول أو بلا جدوى في بعض الأحيان، فاكتشف مهاراتك وحقق الجودة الشاملة في حياتك.
الفشل
يولِّد داخلنا الإحباط:
هذا وقد يتولد داخلنا إحباط بسبب ما نعجز عن فعله، بدلاً
من البحث عن آلية لاستغلال المواهب التي لدينا، وربما يجب الحذر كل الحذر من أن تستقى
مواهبك من الآخرين وخصوصاً من لا يعرفوك بشكل تام، فأنت من يجب أن تكتشف نفسك
أولاً، ويمكن أن تناقش من هو قريباً منك ثانياً.
فهذا الفشل قد يؤدي إلى الحزن الشديد، وتوقع الأشياء
السيئة دائماً، وغياب الشغف والرغبة وتقلب المزاج وفقدان الحافز، مما يؤدي إلى الانتقاص
من الذات، بل يصل الأمر إلى التعب وآلام الظهر والإحساس الدائم بالتعب، فلابد من
استعادة الحافز النفسي.
التغيير حال
ثابت:
وتذكّر أن التغيير هو حال ثابت؟!! نعم فأنت في حال تغيير
مستمر من حيث المهام التي تقوم بها وأنت نفسك تتغير دائماً، والتوفيق بين المهارات
والاهتمامات والمهام هي حالة مستمرة، والتوفيق بينهما أيضاً ليس على حال ثابت،
فربما يجانبك التوفيق بين مهاراتك ومهامك وربما تجد نفسك غير قادر على التوفيق
بينهما.
وربما نعيش في هاجس يدفعنا إلى تطوير مزيد من المهارات
بدلاً من استغلال مهارتنا التي نملكها، فالأخطاء التي تحدث هي من نتعلم منها،
وبالتالي تكرار أخطائنا بدون أن نتعلم أو تغيير المهام التي نقوم بها يؤدي إلى
الفشل بالطبع، والفشل بالطبع تجربة موجعة حيث أنه الفشل يسلب الشخص طاقته ويضعف
اهتمامه بالعمل وبأداء مهامه.
فمن لا يتعلمون من أخطائهم دائماً يعانون من الإحباط،
فلذلك يجب أن نختار أعمال تلائم اهتماماتنا وقدراتنا.
وعلى النقيض من ذلك الشخص الناجح في الحصول على النتيجة
المطلوبة من أول مرة فهو شخص لا يخاطر.
كيف تحقق
الجودة الشاملة في حياتك:
فالجودة الشاملة هي التحدي الحقيقي، فتحسين الجودة مع تقليل
الأخطاء باستمرار أو بمعنى أبسط "عدم وجود عيوب" أو ما يسمى
"الكفاءة والفاعلية" أو بمعنى آخر أداء الأشياء بالطريقة الصحيحة، هو
توجه ينمي من قدرات الشخص الذي ينتهج هذا المنهج.
فالجودة الشاملة معركة يعيشها الإنسان مع نفسه إذا ما
انتهج هذا المنهج في أداء مهامه، ولكنها بالطبع آلية مزعجة عندما يبحث الشخص على
أفضل طريقة لأداء مهام معينة، وهكذا كل مرة يبحث عن أفضل طريقة لأداء نفس المهمة
المتكررة.
ولكن الجودة الشاملة هي أداة للتعلم مدى الحياة،
فالحقيقة أن ليس هناك شيء يتم بشكل تام وكامل من أول مرة، وبالتالي البحث ‘ن أفضل
طريقة دائماً ما يأتي ثماره كل مرة بأن يزيد إتقان العمل بشكل أفضل كل مرة، ويكفي
أن تجرب شيئاً جديداً كل مرة يقلل من الملل من ناحية، ومن ناحية أخرى تكون دائماً
في قفزات حقيقية للأمام.
فلعلك تنظر للاعبي الوثب العالي، كل مرة يتنافسوا فيها
يعطوا أرقاماً أعلى من سابقتها، وهذا لن يأتي إلا من خلال تجارب أعلى في الوثب،
وهكذا أيضاً في معترك الحياة.
لأي مدى يمكن
أن تخطو في طريق المخاطرة؟
تتضمن المخاطرة بالطبع كيفية التغلب على الخوف، فليس كل
كلام يمكن أن يليه فعل، فأنت في حاجة أن توازن بين المخاطرة وعائد الفعل من قيمة
ما سوف تتعلم وحجم المكافأة المحتملة نتيجة هذه المخاطرة، حيث يجب أن تسأل نفسك
- هل ما سوف أفعل لو بدأت فيه لا يمكن التراجع عنه؟!
- هل الخطأ سوف يكون خطأ قاتل، أو سوف يؤدي إلى أذى؟!
- هل سوف يكون هناك خسائر مالية كبيرة لا يمكن معالجتها؟!
- هل المهمة غير مجدية، ويمكن أن أفقد بسببها الكثير
وأتعلم منها القليل؟!
- هل سوف أتعلم شيئاً إذا فشلت؟!
فالمخاطرة طبيعة متلازمة مع البشرية، إلا أن كثير من
الناس يحبون البقاء في المنطقة الآمنة بدلاً من المخاطرة وخوقاً من الفشل، ولكن
المستقبل فقط هو ما سوف يوضح هل كان يجب أن نخاطر أم لا؟!، وأي القرارات كان يجب
أن يتم اتخاذه في الوقت المناسب ولم نخط خطوة للأمام بسبب الخوف من الفشل.
تعليقات
إرسال تعليق