القائمة الرئيسية

الصفحات



قال تعالى:

{وَقَالَتِ الْيَهُودُ عُزَيْرٌ ابْنُ اللَّهِ وَقَالَتِ النَّصَارَى الْمَسِيحُ ابْنُ اللَّهِ ذَلِكَ قَوْلُهُمْ بِأَفْوَاهِهِمْ يُضَاهِئُونَ قَوْلَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ قَبْلُ قَاتَلَهُمُ اللَّهُ أَنَّى يُؤْفَكُونَ}

يُضَاهِئُونَ

كلمة المصدر (ضهى) ولم تأتِ إلا في هذا الموضع – أي يضاد ويماثل في الدرجة بخلاف الحقيقة، وبما يخالف المعنى والغرض، بأن لا يُعرف أحدهما إلا بالآخر، فينضم للآخر فيصيران واحد، فيهيمن هذا المماثل على الآخر ويحل محله ويكون له الغلبة، فيكون هذا المضاد هو الأكثر تأثيرًا في حلوله على الآخر والأوضح والأعظم نظيرًا.

وجاءت كلمة المصدر مضاف إليها الياء المضمومة:

أي استخرجوا من عالم المادة ما يضاهي الله تعالى في عالم الأمر، فجعلوا عزيز يضاهي ويماثل الله تعالى في الدرجة بخلاف الحقيقة، وبما يخالف المعنى والغرض الذي أن ما يفعله البشر هو بأمر الله بغرض الإيمان برسالة أو نبوة وليس ليضاهي الخالق، فجعلوا الله لا يمكن تعريفه إلا بابن الله والعكس، فضموهما في كينونة واحدة فيصيران واحد، فيهيمن البشري هذا المماثل على الألوهية ويحل محله ويكون له الغلبة بل يخرجون الله تعالى عن القدرة على الهيمنة على عالمنا (لوجود الهاء المكسورة)، فرغم الاختلافات بين ماديته البشرية والألوهية المطلقة فيماثلوا باستمرار بينه وبين الله، حتى يجعلوه الجزء الظاهر من الله في عالم الخلق لذات الله في عالم الأمر ويجعلوه نسبة موصولة به ونتيجة منه وندًا لله حيث يقوم بألوهيته بدون حاجة إلى الله تعالى.

تعليقات