القائمة الرئيسية

الصفحات

أكثر التجارب العلمية جنونًا (الحلقة الثالثة)


استعرضنا في المقالة السابقة تجربة ميلغرام (Milgram Experiment) في عام 1961 لدراسة طاعة الأفراد وقدرتهم على إلحاق الأذى بالآخرين بناءً على أوامر السلطة كتجربة علمية مجنونة، وفي هذه المقالة نستعرض تجربة علمية أخرى أكثر جنوناً من الناحية العملية وهي:

تجربة العالِم "نيكولاي مينوفيتشي" بشنق نفسه اثني عشر مرة لدراسة تأثير الشنق على جسم الإنسان

  في الصورة نيكولاي مينوفيتشي، العالم الروماني والذي كان يسعى لمعرفة ما يحدث لجسم الإنسان أثناء عملية الشنق، وقد كتب مقالًا رصد فيه تحليل ما يقرب من (200) حالة لأشخاص تم شنقهم، وتحليل العوامل التي أثرت في العملية، مثل: نوع (عقدة الحبل - وزن الشخص - جنسه... الخ).

نيكولاي مينوفيتشي لم يكتفِ بملاحظة شنق الآخرين، بل أراد أن يعرف كيف شعروا وحقيقة هذا الشعور.

فقام أولاً ببعض التجارب الأولية باستخدام حبل مشنقة غير معقود بتعليق نفسه من ست إلى سبع مرات لمدة تتراوح بين أربع إلى خمس ثوانٍ للاعتياد على ذلك. فكان الألم الذي يسعر به لا يطاق كما كتب مينوفيتشي. وقد استمرت تلك التجارب الأولية على نفسه لمدة أسبوعين. ثم ذهب إلى إجراء التجربة الحقيقية، حيث قام بوضع رأسه هو وبعض مساعديه أيضاً في حبل المشنقة، وطلب من أحد المساعدين القيام بتعليقهم اثني عشر مرة.

وقد وصف التجارب السابقة بأنه على الرغم من كل شجاعتنا، لم نتمكن من استمرار التجربة أكثر من ثلاث إلى أربع ثوانٍ.


فكانت هذه التجارب له أثر سلبي على مينوفيتشي فلم يستطع البلع لمدة شهر. ولكن كان مينوفيتشي مصممًا على تجاوز الرقم القياسي العالمي الذي سجله الدكتور فليشمان الذي خنق نفسه في عام 1832م لمدة دقيقتين. ولكن لسوء الحظ فإنه لم يدنو حتى من تحطيم الرقم القياسي، لكنه نشر كتاب في عام 1904 مكون من 200 صفحة بعنوان Study on Hanging. يصف فيها اختناقاته التي أدت إلى مؤثرات صاحبت عملية الاختناق وهي: (ظهور الأضواء الساطعة - التخدر - الإحساس بالحرارة في الرأس - فقدان الذاكرة - الاضطرابات العقلية وأبرزها "الإثارة").

 

وقد توفي مينوفيتشي في عام 1941 بسبب مرض أصاب أحباله الصوتية، وربما يعتقد الكثير أن تجاربه المستمرة بخنق نفسه أضعف هذه المنطقة مما أدى ذلك إلى مرضه هذا، وقد توفي عازبًا، لذلك ممتلكاته والتي من ضمنها منزله الذي أسسه وبناه المهندس المعماري كريستوفي سيرشيز ورثها فرقة الفنون الشعبية الرومانية، ومنزله الآن متحف إثنولوجي: (وهي فرع من فروع الأنثروبولوجيا، وهي تُعرف بأنها علم دراسة الإنسان ككائن ثقافي وبأنها الدراسة المقارنة للثقافة).

فعلى الرغم من جهود مينوفيتشي إلا أنه فشل في العثور على أي نتائج ملموسة من سلسلة عمليات الشنق لنفسه، والتي بلغ عددها حوالي اثني عشر (الشيء الوحيد الملموس الذي يمكن أن نحصل عليه من هذه التجارب هو الموت).

 

تعليقات