زوج:
أصل الكلمة زوج - فكل ما اقترن وتزاور بآخر وتواصل معه
سواء أحدهم ظاهرًا على آخر باطنًا أو كانا متلازمين فباجتماعهما صارا واحدًا في
مجموعهما.
إذن الأصل أن الزوج كالنفس والجسد.
أصل الكلمة زوج
فكل ما اقترن وتزاور بآخر وتواصل معه سواء أحدهم ظاهرًا
على آخر باطنًا أو كانا متلازمين فباجتماعهما صارا واحدا في مجموعهما.
إذن الأصل أن الزوج كالنفس والجسد، والإلكترون والبروتون،
وهكذا صفة الجلاء والجلال بكامل اجتماع الشيئين.
لذلك كان مجازًا الزواج البشري يحمل الصفات، فأصل الزوج
على الأشياء المقترنة اقترانًا تامًا، ولكن كانت إحدى الأسئلة ماذا عن كلمة أزواج.
أزواج
تتميز بألف في بداية الكلمة وأخرى كحرف قبل الاجتماع
للشيئين، فالألف الأولى تعني أن قبل التزاور لابد من تآلف بين الطرفين فهما جسدان
منفصلان تآلفًا في معية آخر كلًا حسب السياق، والذي يحتاج هو الآخر توافق وتآلف
حول هذا التزاور، أو لحاجته لسبب المعية والمصاحبة والمزاورة، لذلك جاءت الألف قبل
الجيم لتوضح طبيعة الاجتماع بين الأزواج تلك، حيث يصبح هنا المزاورة بين شيئين أو
شخصين أو أكثر فيصيروا أزواج فيما اقترنوا به من هدف أو سبب للمزاورة والمصاحبة.
فمثلاّ في القرآن
الكريم
بعد أن تكلمت الآيات عن نعم بالجنة قيل ولهم فيها أزواج
مطهرة في سياق النّعم من الأطعمة سبقتها بالإضافة لموضعين آخرين.
إذن صفة الأزواج أنها مطهرة، ويأتي بعدها الخلود أي
الشباب الدائم بعد مطهرة، حيث تزواجت بأجسادهم وزاورتها فنشأ منها الخلود، أي الشباب
الدائم.
قال تعالى:
{وَبَشِّرِ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا
الصَّالِحَاتِ أَنَّ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ
كُلَّمَا رُزِقُوا مِنْهَا مِنْ ثَمَرَةٍ رِزْقًا قَالُوا هَذَا الَّذِي رُزِقْنَا
مِنْ قَبْلُ وَأُتُوا بِهِ مُتَشَابِهًا وَلَهُمْ فِيهَا أَزْوَاجٌ مُطَهَّرَةٌ
وَهُمْ فِيهَا خَالِدُونَ} (سورة البقرة 25)
{قُلْ أَؤُنَبِّئُكُمْ بِخَيْرٍ مِنْ ذَلِكُمْ
لِلَّذِينَ اتَّقَوْا عِنْدَ رَبِّهِمْ جَنَّاتٌ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا
الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَأَزْوَاجٌ مُطَهَّرَةٌ وَرِضْوَانٌ مِنَ اللهِ
وَاللهُ بَصِيرٌ بِالْعِبَادِ} (سورة آل عمران 15)
{وَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ
سَنُدْخِلُهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا
أَبَدًا لَهُمْ فِيهَا أَزْوَاجٌ مُطَهَّرَةٌ وَنُدْخِلُهُمْ ظِلًّا ظَلِيلًا}
(سورة النساء 57)
أي أن نتيجة أن ما يزاوروه من النعم تصير أزواج كونها
اقترنت بهم، ولكن صارت مطهرة أي عندما تداخلت مع جسدهم الأخروي بالجنة تم تطويعها
والسيطرة عليها وارتبطت بهم وتكاملت وأتمت دورها ودورتها دون وجود فضلات أو مخرجات
فصارت متزاوجة مع جسدهم بالجنة، فجاءت لتأكيد ما سبق بقوله وهم فيها خالدين، أي
يظلوا شبابًا لا يشيخون ولا يهرمون فأزواجهم مطهرة.
وهكذا توضع الكلمة في سياقها ومن سياقها وحروفها يفهم
معناه.
فالزواج بين رجل وامرأة وإن كان زواج منقوص كون الأجساد
تنفصل في ظاهرها، ولكن ارتباط نفسي عظيم لذلك أطلق عليه صورة من صور الزواج، فالزواج
بطبيعته يكمن في حاجة المتزاوران لكل منهما الآخر.
كذلك حين يتزاوج أهل الجنة بجسد الآخرة حور عين فهما يتزاوجان
لأن بدون هذا الجسد لن تنكشف الجنة وملذاتها للمؤمن، فحين تحتويه تنكشف له الجنة
فيعتريه لذة كبيرة لم يشعر بها من قبل كونها شعور لذة الجنة، وهنا حور عين هي من
تجعله يشعر بها فهي بمثابة أفئدة الجنة.
لمزيد من الشرح لموضوع حور العين: حقيقة حور عين
تعليقات
إرسال تعليق