قال تعالى:
الخشية ليست هي الخوف ولا تمت له
بأي صلة وإنما من يخشى والأفضل أن تكون منطوقة (يخشي) في حالة اتباع الصراط
المستقيم وفي هذه الحالة الأخيرة يكون المعنى كالتالي:
يخرج من داخل المتشابهات أو
الأقسام أو الأجناس، أي يخرج من المختلفات أو ما مجل خلاف، فيضبط أموره وأحواله
ضبطاً تاماً بما هو مبين وواضح كالصراط المستقيم.
إذن الخشية هي الخروج عن نطاق المتشابهات
والفتن واتباع الصراط المستقيم هذا بالنسبة للإنسان عندما يخشي الله أو على الأقل
يخشى الله فيجتنب الفتنة فقط والمتشابهات.
ولكن هل الله يخشى
بالطبع الله يخشى ولكن بالمعنى
المطلق للألوهية؟!
فالمعنى المطلق: الله يخرج وينَزِّل
من عالم الأمر متشابهان وأجناس مختلفة من نفس المخلوقات فيضبط أحوالها في إطار
عالم الدنيا فتكون لازمة لبقاء الحياة حالة التنوع تلك، فخلق من الإنسان والزرع
والجبال ما هو مختلف ألوانه وأجناسه وأجزاءه.
لذلك لم يعوا خشية الله من عباده
العلماء فذهبوا يقبلوا الأمور يمينًا ويسارًا فاهلكهم نحو سيبويه.
فالله يخشى بأن أخرج من عباده
متشابهات وأقسام وأجزاء من العلم والعلماء فكان هناك الكيمياء، والفيزياء
والرياضيات والأحياء.. الخ، كما كان من الجبال ألوان رغم أن الأصل واحد فالعلم علم
الله، ولكنه أخرج لنا من العلوم ما يمكننا بتجزئة الإدراك بما يتناسب وينفع البشر،
والآن يمكن أن تقرأ من جديد قوله تعالى:
{أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللهَ
أَنْزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَأَخْرَجْنَا بِهِ ثَمَرَاتٍ مُخْتَلِفًا
أَلْوَانُهَا وَمِنَ الْجِبَالِ جُدَدٌ بِيضٌ وَحُمْرٌ مُخْتَلِفٌ أَلْوَانُهَا
وَغَرَابِيبُ سُودٌ (27) وَمِنَ النَّاسِ وَالدَّوَابِّ وَالْأَنْعَامِ مُخْتَلِفٌ
أَلْوَانُهُ كَذَلِكَ إِنَّمَا يَخْشَى اللهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاءُ إِنَّ
اللهَ عَزِيزٌ غَفُورٌ} (سورة فاطر 27 - 28)
والآية توضح توضيحًا تاماً
بمشروعية تعدد العلوم الدنيوية بضوابط عدم الخروج عن السنن الإلهية وإن يعملوا بها
مساجد الله ولا يخربوها، فمساجده الأرض والزرع والبذور والخلفية والذرة... الخ.
وفي موضع آخر قي قوله تعالى:
{وَأَمَّا الْغُلَامُ فَكَانَ
أَبَوَاهُ مُؤْمِنَيْنِ فَخَشِينَا أَنْ يُرْهِقَهُمَا طُغْيَانًا وَكُفْرًا} (سورة
الكهف 80)
والفاء عندما تأتي تشير مفارقة
حالة اعتيادية أو ما تم الاعتياد لحالة أخرى غير معتادة.
وهو خروج وظهور العديد من
المتشابهات من فتن تسبب إرهاق والديه وجلاءها ووضوحها بالفعل، وأصبحت بائنة واضحة،
فكانت تنقية هذه المتشابهات والفتن وضبطها من جديد وإبعاد الوالدين عن هذه الفتن
التي تسبب فيها ابنهم.
وهكذا الخشية ليست الخوف أو الرهبة،
ولكن بالنسبة للإنسان الخروج من نطاق الفتن والمتشابهات وتخريب الصراط المستقيم.
أما بالنسبة الله تعالى فهي خاصية
هامة وقانون لتنوع الخلق والأجناس والعلوم والمتشابهات وحتى الفتن والمتشابهات هي
قوانين إلهية لتمحيص الناس
فالمطلق يختلف عن المحدود
تعليقات
إرسال تعليق