القائمة الرئيسية

الصفحات

 

نشوز المرأة والرجل

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــ

 

قال تعالى :

{ الرِّجَالُ قَوَّامُونَ عَلَى النِّسَاءِ بِمَا فَضَّلَ اللهُ بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ وَبِمَا أَنْفَقُوا مِنْ أَمْوَالِهِمْ فَالصَّالِحَاتُ قَانِتَاتٌ حَافِظَاتٌ لِلْغَيْبِ بِمَا حَفِظَ اللهُ وَاللَّاتِي تَخَافُونَ نُشُوزَهُنَّ فَعِظُوهُنَّ وَاهْجُرُوهُنَّ فِي الْمَضَاجِعِ وَاضْرِبُوهُنَّ فَإِنْ أَطَعْنَكُمْ فَلَا تَبْغُوا عَلَيْهِنَّ سَبِيلًا إِنَّ اللهَ كَانَ عَلِيًّا كَبِيرًا (34) } (سورة النساء 34)

 

قَوَّامُونَ

ـــــــــــــــــ

أصل الكلمة قوم

خروج شيء من أصله واندماجه بآخر أو آخرين فتنمو حالة جديدة من الوصل بين هذا الشيء وما اندمج به فيجتمعان وينضمان ويتداخلان في مقام ومكان وميقات واحد

 

فالقوم ناتج خروج مجموعة من الناس عن أصل عصابيتهم أو أسرهم أو عائلاتهم والاندماج معاً فتنمو حالة صلة جديدة رغم اختلاف أصولهم فيجتمعوا وينضموا معاً ويتداخلوا في مقام ومكان وميقات واحد

 

إذن الصفة الغالبة للقوم .. هو اختلاف جذور أصولهم واجتماعهم رغم ذلك في كيان واحد

 

ومن مشتقاتها

قَوَّامُونَ

ـــــــــــ

أي أنهم

يخرجوا ويندمجوا بصور من الوصل المتشعبة في الحياة فيضبط تداخله بأمور الحياة في قوالب حياة متعددة فيتواصلوا مع بيئات مختلفة فيقوم بواجباته ليوقوا ويحموا نسائهم فهم الأقوى

 

فكونهم قوامون على نساءهم فهو واجبهم على نسائهم وليس القوامة هنا خاصة بما يملوه على المرأة ولكن بما تُملي عليهم القوامة على المرأة من خروج وإجتهاد

 

فالخطاب هنا للرجال أعطى للرجل قدرة الخروج والاندماج والاتصال بأمور الدنيا عن المرأة فقد فضله على المرأة في هذا

 

وبالإضافة للخروج بأن من واجبه الإنفاق كتفضيل عن بعضهم البعض

 

إذن في هذه النقطة يتم تحديد المظاهر العامة التي يمارسها الرجل من واجبات نتيجة خصائص جعلها الله فيه وعلى المرأة أن تحافظ على نفسها في غيابه وقانتة لله

والقنوت لله

ــــــــــــــــــــــ

ق : إخراج النفس عن الهوى وشهوات الدنيا ودمجها  بطاعة الله تعالى لتزول شهوات النفس فلا يبقى لها أثر وتنمو حالة جديدة مختلفة

ن: وتنأى وتنفر عن الهوى وتنهي وتنسف وتقضي على ما يختلط بالنفس من هوى وشهوات

و : فيجمع ظاهره وباطنة على تلك الحالة ويصلي بها في طاعة الله ويواصل

ت :  تفعيل وإتقان دمج النفس مع طاعة الله وإتمام تنقية النفس

 

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

وَاللَّاتِي تَخَافُونَ نُشُوزَهُنَّ

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

كلمة المصدر نشز

نأى ونفر وانفرد وحيداً بصورة تسمح أن يكون بعيداً عن زوجه أو قرينه الذي كان يحتاجه

 

نُشُوزَهُنَّ

ـــــــــــــــــ

اللاتي تخافون نفورهن في ظاهرهم وباطنهم (نفور ظاهر الحياة الزوجية  ونفور الجنس) بصورة تسمح بابتعادها عن زوجها ونفورها منه باستمرار وتهيمن على نفسها على تلك الحالة من النفور

 

في هذه الحالة هناك ثلاث أشياء لعلاج سلوكهم الظاهر والباطن

 

فَعِظُوهُنَّ وَاهْجُرُوهُنَّ فِي الْمَضَاجِعِ وَاضْرِبُوهُنَّ

ففارقوا الطريقة المعتادة في تلك المرحلة واكشفوا لهم ما خفى عنهم ولم يدركوه واظهروه لهم وتواصلوا معهم

والهجر في ذات المضجع .. أي لا يجامعها رغم وجوده في ذات المضجع .. وليس المقصود كما يفهمها البعض أن يهجر مضجعها .. فإن أطعنه فلا يبغي فيعطيها حقها كزوج .. واضربوهن ..أي ضيقوا عليهم برفض المجامعة 

ــــــــــــــ

ضرب

ــــــــــــــــ

يتم فهمها حسب السياق

ض : فهي يضاد بها أو ما تضعف بها أو ما يضيق بها أو ما يضمر بها أو ما يضر أو تنضغط بها الأشياء المماثلة لها في الدرجة فيصيرا واحداً وإن كانت تخالفها  في المعنى والغرض فإذا جاءت ذهب الآخر ولا يٌعرف أحدهم إلا بالآخر

 

ر : هذا الذي يضاد أو يضعف أو يضيق أو يضمر أو ما يضر أو ينضغط به مساحة الأشياء المماثلة يتم بربط أموره وأحواله بهذا الشيء فيتحكم فيه وبأطرافه فلا يسمح بفك هذا الارتباط فتحافظ على الارتباط حتى لو بأدنى ارتباط فيقوم بربط المفصول والمفكوك بأصله

 

ب : وهذه العملية تتم من خلال ظهور شيء على آخر (المضروب به على الشيء المضروب) أو  ظهور شيء من داخل آخر خارجاً عن محيط المضروب به ظاهراً عليه.. فينتقل المضروب عليه في كل الأحوال من حال لنقيضه 

 

فالوعظ والهجر في المضاجع والضرب كلهم موصولين ببعضهم فهي عمليه متواصلة حتى تتم الطاعة

والطاعة هي تطويع نفسها وضبطها على ما اكتشفته من حاجتها إلى زوجها وأنه من يتمم لها حاجاتها وليست الطاعة التي توارثناها من حيث السيد الجائر والخادم المظلوم .. فهذا علاقة ظالم ومظلوم

 

أما في قوله تعالى :

{وَإِنِ امْرَأَةٌ خَافَتْ مِن بَعْلِهَا نُشُوزًا أَوْ إِعْرَاضًا فَلَا جُنَاحَ عَلَيْهِمَا أَن يُصْلِحَا بَيْنَهُمَا صُلْحًا ۚ وَالصُّلْحُ خَيْرٌ ۗ وَأُحْضِرَتِ الْأَنفُسُ الشُّحَّ ۚ وَإِن تُحْسِنُوا وَتَتَّقُوا فَإِنَّ اللَّـهَ كَانَ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرًا} ﴿١٢٨﴾ سورة النساء


وبعلها هنا نوع من الأزواج بدى له من زوجته وكشف منها كل خفي وتلاحم وتواصل معها بنسيج حركة حياه طويلة .. مما يمكن من طول الفترة وكثرة المعاشرة أن يتنافر منها أو يعرض عنها .. فيمكن أن يصلا معاً لحلول أخرى لا تجعل الأمور تصل للنفور بينهما

تعليقات