رغم أن الإنس والبشر كلمتان
يراها البعض تصف شيء واحد إلا أن خصائصهما مختلفة بإختلاف حروفهما .. ولعلهما من
أوضح الدلائل التي تشير إلى أهمية الحرف في تلخيص خصائص الشيء
فالإنس : كلمة تتكلم عن خصائص التأليف بين النفس ومادة خلقه (الطين) كأول
حالة حلول له في العالم المادي وما يعقبه من نقاءه عن أصل خلقه فيصبح طبيعة خلقه من ماء مهين
فتكون النفس مسيطرة على هذا الجسد أياً كانت طبيعة
خلقته الأولى
والبشر : كلمة تتكلم عن خصائص أخرى لذات المخلوق من حيث ظهور المخلوق
من داخل المخلوق كذرية وخروجهم عن محيط والديه وظهور وانتشار وتفشي هذا المخلوق في
الدنيا ووضع صلات بين هذه الذرية بين كلاً من الفرع والأصل
أي أن الإنس
كلمة تحمل خصائص البذرة التي تنتج منها الشجر والبشر
تحمل خصائص طبيعة الشجر الناتج عن هذه البذرة
وفيما يلي سوف نرى كيف يكشف لنا الحرف
القرءاني عن هذا
الإنس:
إ : الإنس .. مخلوق
نواتج تأليف وضبط مستمر بين أمور وأحوال متفرقة (نفس ..روح .. الخ) مع فرقائهم في
الدنيا (جسد من طين في عالم المادة) بخروج النفس من مصدرها في عالم الأمر في مرحلة
تغيير حالها السابق لتحل محلها في عالم الخلق
من خلال الجسد لتكون هي الأكثر وضوحاً والأنشط في عالم المادة فيتم ضبط تلك الأحوال والأمور المختلفة فيما بينهم كأنهم
نسيجاً واحداً هو الأفضل فيؤنسون ببعضهم البعض بخروج النفس من مصدرها في كل طور ومرحلة
تغيير على هذا الجسد (وضوحهم في عالم المادة)
قال تعالى :
{
وَلَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسَانَ مِنْ سُلَالَةٍ مِنْ طِينٍ (12) } (سورة المؤمنون
12)
ن : الإنس .. هذا
المخلوق في العالم المادي نوع وناتج نقي عن الأصل (الطين) رغم أنه نسبة من كل
موصول بها (خلق آدم) نقي بلا اختلاط مع هذا الأصل (الطين) متنافراً معه فيبقى
وحيداً متفرداً (جسد مستقل عنها بطبيعة خلق أطوارا)
قال تعالى :
{ الَّذِي
أَحْسَنَ كُلَّ شَيْءٍ خَلَقَهُ وَبَدَأَ خَلْقَ الْإِنْسَانِ مِنْ طِينٍ (7)
ثُمَّ جَعَلَ نَسْلَهُ مِنْ سُلَالَةٍ مِنْ مَاءٍ مَهِينٍ (8) ثُمَّ سَوَّاهُ
وَنَفَخَ فِيهِ مِنْ رُوحِهِ وَجَعَلَ لَكُمُ السَّمْعَ وَالْأَبْصَارَ
وَالْأَفْئِدَةَ قَلِيلًا مَا تَشْكُرُونَ (9) } (سورة السجدة 7 - 9)
س : الإنس .. هذا المخلوق
النفس بالغة مركز وعمق الجسد فتسيطر عليه سيطرة تامة للتمكن من نقلها من موضع إلى
موضع ومن حال إلى حال في العالم المادي لأجل يعلمه الله
البشر :
ب : البشر .. تكوين
وظهور مخلوقات من داخل مخلوقات أخرى (كذرية) خارجين عن محيطهم الأصل (الأم) ظاهرين
عليها منتقلين من خلالها من عالم الأمر إلى عالم الخلق
ش : البشر .. هذا
التكوين والظهور وأطواره صور وأشباه من الأصل يُسمَح من خلالها تتواجد ذرية هذا الأصل بعيداً عنه
في تفشي وانتشار للذرية
{
وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَكُمْ مِنْ تُرَابٍ ثُمَّ إِذَا أَنْتُمْ بَشَرٌ
تَنْتَشِرُونَ (20) } (سورة الروم 20)
ر : البشر .. هذا التكوين والظهور والانتشار
يتم من خلال ربط أمور وأحوال هذا المخلوق وأطواره وذريته والتحكم فيها وبأطرفها
فلا يتم قطع الصلات بين الأصل والفرع فيرقق القاسي منها على ذريته ويربط الناتج من
الذرية بأصله (بأبويه) فهو الرحمن الرحيم
تعليقات
إرسال تعليق