إن البعض يظن أن كلمة الْمُقَدَّسِ هي كلمه
خاصة بأفضلية المكان فيقولون الوادي المبارك المطهر الذي تم فيه تكليم موسى عليه
السلام ولا يعلموا أن هذه صفة الْمُقَدَّسِ كانت بسبب ما
حدث من تغيرات لهذا الْوَادِ .. والأدهى أن
البعض ظن أن طُوًى هي اسم لهذا الْوَادِ .. وهنا سوف
نعرف ما حدث من تغيير وما معنى طُوًى حيث قال
تعالى
{ إِنِّي أَنَا رَبُّكَ
فَاخْلَعْ نَعْلَيْكَ إِنَّكَ بِالْوَادِ الْمُقَدَّسِ طُوًى (12) } (سورة طه 12)
{ إِذْ نَادَاهُ رَبُّهُ
بِالْوَادِ الْمُقَدَّسِ طُوًى (16) } (سورة النازعات 16)
ــــــــــــــــــــــــــــــــ
بِالْوَادِ
الْمُقَدَّسِ طُوًى :
ـــــــــــــــــــــــــــــــــ
الْمُقَدَّسِ
مُ : بِالْوَادِ
الْمُقَدَّسِ طُوًى .. الذي تم جمع وضم وتداخل فيه الملائكة والروح
فيها في قالب واحد والوصل بين خواصهم الظاهرة والباطنة في مقام أمر الله ومكانه الْوَادِ
في ميقات وجود موسى عليه السلام الْوَادِ
لتنفيذ الأمر الإلهي بتكليم موسى عليه السلام
قَ : بِالْوَادِ الْمُقَدَّسِ طُوًى الذي تُنَزَّل فيه الأمر الإلهي (الملائكة والروح فيها) واندماجهم مع الْوَادِ فتحولا المندمجان الأمر الملائكة
والروح فيها والْوَادِ
لحالة أخرى يصبحوا بمثابة قوة وطاقة
التنفيذ .. حيث تنمو حالتهم الجديدة بهذا الدمج المختلفة عن أصلهما فيكونا حالة
متفردة عن آثارهما الأولى خلال ميقات التنفيذ للأمر وهذا التحول يعتمد على سرعة
وقوة الدمج من خلال تأليف بين أمور وأحوال هذا الْوَادِ وبين الملائكة والروح فيها وضبط أمورهما وكأنهما شيئاً واحداً
دُّ : بِالْوَادِ
الْمُقَدَّسِ طُوًى يكون حركة
الصوت الصادر من هذا الْوَادِ المندمج مع الملائكة والروح فيها بقصد ودليل وبرهان إلهي لأقصى مدى فيصيروا بهذا
الدمج بأمر الله بمثابة صورة أو أشباه من أصل الأمر هذا النظام المندمج يُسمح له وبإذن الله له على
صورته الأمرية الجديدة المندمجة بالْوَادِ أن يوجد الأمر الإلهي في هذه الساحة وتفشيه
وانتشاره لتنفيذ الأمر .. فالأمر يشمل تغييرات في هذه الساحة تتناسب وطبيعة الأمر
الإلهي (تكليم موسى عليه السلام)
سِ : بِالْوَادِ
الْمُقَدَّسِ طُوًى يبلغوا الملائكة
والروح فيها مركز وعمق الْوَادِ ويقوموا بالتغيير في خواصه والسيطرة عليه سيطرة
تامة للتمكن من نقله من حالة إلى حالة فهي مسخرة بأمر الله لتكليم موسى عليه
السلام بتنزيلهم بهذا الْوَادِ لإتمام عملية التغيير فالسين بالكسر .. أي النداء
يخرج من الْوَادِ كإخراج الصوت من جوف الشخص .. فكان حال الْوَادِ وكأن الأمر والكلام يخرج من جوفه فيملأ سمع موسى عليه السلام من كل ما حوله
طُوًى
طُ
: بِالْوَادِ
الْمُقَدَّسِ طُوًى بتطويع الْوَادِ والسيطرة
عليه وضبط حركته ونقله من نطاقه
المادي فقط إلى نطاق آخر استعدادا لنطاقات أخرى أكثر تفصيلاً مثل صدور الصوت من جوف الْوَادِ
وً
: بِالْوَادِ
الْمُقَدَّسِ طُوًى يتم جمع ووصل وضم خواص الأمر
الإلهي الذي تحمله الملائكة كباطن الأمر بظاهر الْوَادِ فيوصل هذا التطويع بين هذين
الضدين الأمر الإلهي وعالم المادة فيتوسط هذا التطويع لحالة الْوَادِ بينهما .. بين عالم الأمر
وبين موسى عليه السلام فيكون الْوَادِ بحالته الجديدة وسط بين حدود
عالم الأمر وعالم الخلق فهو وسيلة لبلوغ تكليم الله لموسى عليه السلام بتأليف وضبط
مستمر بين الأمر الإلهي المندمج بالملائكة الْوَادِ فيجعل هذا التطويع الناتج للصوت
الصادر من جوفه نقياً متنافراً مع أي صوت غير هذا الأمر الإلهي ويقضي على أي صوت
آخر وينسفه وينهي عليه فلا يكون هناك غير تكليم موسى عليه السلام
ى
: بِالْوَادِ
الْمُقَدَّسِ طُوًى بتنزيل الصوت من خلال بِالْوَادِ
الْمُقَدَّسِ
والتأليف والضبط المستمر بين أحواله وأموره المتفرقة والمختلفة وكأنه والصوت
الصادر منه شيء واحد هو الأفضل لأقصى مدى
تعليقات
إرسال تعليق