الفرق بين طَحَاهَا ودَحَاهَا
قال تعالى :
{ وَالْأَرْضِ وَمَا
طَحَاهَا (6) } (سورة الشمس 6)
{ وَالْأَرْضَ بَعْدَ
ذَلِكَ دَحَاهَا (30) } (سورة النازعات 30)
تكلمنا فيما سبق على الْأَرْضِ كَيْفَ سُطِحَتْ .. وأنها ليس النتيجة فقط ولكن الكيفية في الرابط
:
ثم نأتي إلى الكلام عن ما هو بعد ذلك
نتيجة أنها سُطِحَتْ فكان انطلاق الطبقات من مركزها لتغمر أطرافها وإحاطتها
المستمرة بما أسفلها حتى تكونت طبقات الأرض وبدأت كل طبقة للحركة حول المركز نتيجة
متاخمتها لطبقات متحركة فكانت الْأَرْضِ وَمَا طَحَاهَا ثم بَعْدَ ذَلِكَ دَحَاهَا
كعملية نتيجة لطَحَاهَا فالعمليتان تنطلق من جذر واحد للحركة إلا أن المرحلة
الأولى هي حركة غير منتظمة بين طبقات الأرض ثم نتيجة لتتاخم طبقات الأرض وبعد
انتظام حركتهم مع بعضهم البعض ونتيجة الحركة لكل طبقة نتيجة تتاخمها مع ما بعدها
فكان دَحَاهَا بسرعة حركة منتظمة لأبعد مدى من الانتظام .. فكان بناء السماء
وتوزيع العالم المادي فيها كانت النتيجة لحركة الأرض حول مركزها أن يظهر الليل
والنهار ونتيجة انتظام الحركة بعد ذلك واستقرارها كان هناك ظواهر مناخية ثابتة
ساعدت على إخراج المرعى وإخراج ماءها منها بسبب انتظام الحركة وثباتها .. وهذا ما
يوضحه لنا حروف كلتا الكلمتان التي لا تختلف في حروفها ولا في تشكيل حروفها إلا في
الحرف الأول فقط الذي أضاف للمعنى وأخرجها من حالة التطويع للحركة إلى انتظام هذه
الحركة الناتجة عن تمام عملية التطويع لحركة باقي طبقاتها المركزية
وفيما يلي تفصيل خصائص الحروف في كلتا الكلمتين
ــــــــــــــــــــ
طَحَاهَا :
ــــــــــــــــــــ
طَ : طَحَاهَا .. بتطويع أمورها وأحوالها والسيطرة عليها وضبط حركة طبقة
منها استعدادا لانتقال الحركة لطبقات أخرى أكثر تفصيلاً بخروج نطاق الحركة فتطوف كل طبقة على الطبقة
المتاخمة لها بفعل ما طالها من حركة هذه الطبقة بتأليف وضبط مستمر بين حركة كل
طبقة من الأرض بالمتاخم لها من الطبقات فيصيروا وكأنهم جسداً واحداً
حَ : طَحَاهَا .. بهذا
التطويع للحركة وانتقال الحركة بين طبقاتها تتم من خلال إحاطة كل طبقة بالأخرى
والتفافها حولها فتكون كل طبقة محيطة بما أسفلها وصولاً لطبقة أغوارها إحاطة تامة
ا : طَحَاهَا .. بتأليف
وضبط مستمر لهذا التطويع لأمور وأحوال كل طبقة على حدة فيتم ضبطها ضبطاً تاماً
وكأنها بمكوناتها كل طبقة المتفرقة والمختلفة كانت كل طبقة وسرعة حركتها كأنها جسد
الواحد مستقل في ظاهره عن الطبقات الأخرى من الأرض
هـَ : طَحَاهَا .. بأن تكون كل
طبقة مُهيمنة على حركة ما بعدها مهندسة لهذه الحركة هازمة لها
ا : طَحَاهَا .. بتأليف وضبط
مستمر لهذه الحركة لكل طبقة مهيمنة على الأخرى فيتم ضبطهم ضبطاً تاماً وكأنها
بطبقاتها المختلفة والمتفرقة شيئاً واحداً والجسد الواحد فتكون في مجموعها الأرض
لها حركة (دوران) حول مركزها
ــــــــــــــــ
دَحَاهَا :
ـــــــــــــــ
دَ : دَحَاهَا
.. بحركتها بقصد سرعة ثابتة بدليل وبرهان إلهي لأبعد مدى بتأليف وضبط مستمر
بين طَحَاهَا التي هي حركة كل طبقة من طبقات الأرض بالمتاخم لها من الطبقات
فيصيروا وكأنهم جسداً واحداً في سرعة حركة في ظاهر الأرض ثابتة
حَ : دَحَاهَا .. بسرعة
حركتها الثابتة من خلال إحاطة الحركة بالأرض بحركة ملتفة في محيطها حول مركزها
ا : دَحَاهَا .. بتأليف وضبط مستمر لسرعة حركتها في محيطها
وحول مركزها ضبطاً تاماً في أفضل ضبط لهذه الحركة
هـَ : دَحَاهَا
.. فيكون طَحَاهَا مُهيمنة على سرعة حركتها الثابتة مهندسة لهذه الحركة
ا : دَحَاهَا .. بتأليف
وضبط مستمر ما بين طَحَاهَا وصولاً إلى دَحَاهَا
بأمورهم وأحوالهم المتفرقة والمختلفة فصارا في ناتج حركتهما سرعة ثابتة لكامل
الحركة الظاهرة للأرض حول مركزه
ـــــــــــــــــــــــــــــ
هذه الحركة لطبقاتها وحول محورها لها
من الأهمية مع حركة الأرض في فلكها الحفاظ على حالة امتدادها على ذات حجمها وهذا
ما سوف نناقشه في قوله تعالى
{ وَالْأَرْضَ مَدَدْنَاهَا } (سورة الحجر
19)
{ وَالْأَرْضَ مَدَدْنَاهَا } (سورة ق 7)
وما هو ذاته المد الذي يجعلها :
{ وَإِذَا الْأَرْضُ مُدَّتْ (3) وَأَلْقَتْ
مَا فِيهَا وَتَخَلَّتْ (4) } (سورة الِانْشقاق 3 - 4)
تعليقات
إرسال تعليق