القائمة الرئيسية

الصفحات

حقيقة الأبواب المتفرقة وحاجة يعقوب التي قضاها



حقيقة الأبواب المتفرقة وحاجة يعقوب التي قضاها

مصدر الكلمة بوب
ــــــــــــ
بوب :
ــــــــــــ
ب : بوب .. أبدي وأبان شيء على غيره وأظهر شيء على آخر أو أظهر شيء من داخل آخر .. خارجاً عن محيطه ظاهراً عليه منتقلاً من خلاله من شيء لنقيضه

و : بوب .. يجمع ويوصل بين خواص داخلية وخارجية ظاهرة وباطنة يوصل بين ضدين فيوقي أحدهم الآخر ويوصل بين بيئتين مختلفين فيتوسط بين ما لا رابط بينهم فهو واصل بين أطراف وسط بين حدود وسيلة بين غايات فهو يوصل بين أصول ويوسط بين نقائض ويوحد بين متفرقات 

ب : بوب .. فيوصل أيضاً بباطن هو بادي بائن على الطرف الأول من التبويب فهو من هذه الجهة أو الجانب أيضاً بمثابة الذي يُظهِر شيء على آخر أو الذي يُظهر شيء من داخل آخر .. خارجاً عن محيطه ظاهراً عليه منتقلاً من خلاله من شيء لنقيضه
ــــــــــــــــــــــــ
وهكذا يتم فعل التبويب المادي وغير المادي
ــــــــــــــــ
الباب :
ــــــــــــــــــ
ب : الباب .. البادي البائن المُظهر لبيئة أو لساحة أو شيء على آخر أو الذي يُظهر بيئة أو ساحة أو شيء من خارج عن محيطه ظاهراً عليه منتقلاً من خلاله من شيء لنقيضه

ا : الباب .. بتأليف مستمر بين أموره وأحواله المختلفة للفرقاء (الساحتين) والذي بينهم اختلاف ما بين طرفي الباب فيضبط هذه الأحوال ضبطاً تاماً فيجعل الظاهر والباطن  كأنهم شيئاً واحداً من خلال هذا التأليف بينهما ومن خلاله

ب : الباب .. فهذا الباب من خلال هذا التأليف بين الطرفين يوصل أيضاً بباطن هو بادي بائن على الطرف الأول من الباب فهو من هذه الجهة أو الجانب أيضاً بمثابة الذي يُظهِر شيء على آخر أو الذي يُظهر شيء من داخل آخر .. خارجاً عن محيطه ظاهراً عليه منتقلاً من خلاله من شيء لنقيضه كل مرة ..
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
فهو بمثابة أداة تكرار الولوج والمرور  بين ساحتين .. وإذا كانت أبواب .. فهي بين ساحات متعددة ..
(مثال من العالم المادي : باب أو نافذة المنزل يكونا لنا في بيئة المنزل أداة إظهار بيئة المنزل على أخرى خارجية .. أو يُظهر ساحة خارجية خارجة عن محيط من هم بداخل المنزل .. ومن الباب يمكن أن ننتقل من ساحة داخل المنزل لنقيضها .. وكذلك في ما هو غير مادي يمكن أن نرى معرفة من خلال معرفة أخرى أو علم دنيوي من خلال علم آخر فأداة الربط تصير باباً وكذلك أبواب المعرفة بأحوال السماء ..  فأدوات الخروج إليها  سواء معرفي أو مادي هو باب نرى من خلاله السماء وإذا ما خرجنا إلى هذه الساحة يمكن من خلالها أن نرى من خلال ذات الباب ساحة الأرض .. الخ)
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
- وإذا جاءت الباء الأخيرة بتنوين مكسور فالخروج من ساحة إلى ساحة من خلال هذا الباب يجعل الشخص محجوب عنه الساحة التي خرج منها فلا يمكنه العودة لها ولا يرى الساحة التي دخل منها  مثل قوله تعالى  :
{ وَإِنَّ جَهَنَّمَ لَمَوْعِدُهُمْ أَجْمَعِينَ (43) لَهَا سَبْعَةُ أَبْوَابٍ لِكُلِّ بَابٍ مِنْهُمْ جُزْءٌ مَقْسُومٌ (44) } (سورة الحجر 43 - 44)
{ وَقَالَ يَا بَنِيَّ لَا تَدْخُلُوا مِنْ بَابٍ وَاحِدٍ وَادْخُلُوا مِنْ أَبْوَابٍ مُتَفَرِّقَةٍ وَمَا أُغْنِي } (سورة يوسف 67)

{ جَنَّاتُ عَدْنٍ يَدْخُلُونَهَا وَمَنْ صَلَحَ مِنْ آبَائِهِمْ وَأَزْوَاجِهِمْ وَذُرِّيَّاتِهِمْ وَالْمَلَائِكَةُ يَدْخُلُونَ عَلَيْهِمْ مِنْ كُلِّ بَابٍ (23) } (سورة الرعد 23)


- وإذا جاءت الباء الأخيرة بتنوين مفتوح  فالخروج من ساحة إلى ساحة من خلال هذا الباب بقوة وسلطان تقوم بتأليف وضبط مستمر لهذا الخروج ليجعل الشخص متنافر مع الساحة التي خرج منها مثل قوله تعالى  :
{ وَلِبُيُوتِهِمْ أَبْوَابًا وَسُرُرًا عَلَيْهَا يَتَّكِئُونَ (34) } (سورة الزخرف 34)
{ وَفُتِحَتِ السَّمَاءُ فَكَانَتْ أَبْوَابًا (19) } (سورة النبأ 19)
{ وَلَوْ فَتَحْنَا عَلَيْهِمْ بَابًا مِنَ السَّمَاءِ فَظَلُّوا فِيهِ يَعْرُجُونَ (14) } (سورة الحجر 14)

-       وإذا جاءت الباء الأخيرة بتنوين الضم  فالخروج من ساحة إلى ساحة من خلال هذا يمنع الدخول للساحة الأخرى ويجعله متنافر معها إلا أنه يمكن أن يرى هذه الساحة فيكون الباب أداة وصل للرؤية فيما بين الساحتين  مثل قوله تعالى  :
{ يَوْمَ يَقُولُ الْمُنَافِقُونَ وَالْمُنَافِقَاتُ لِلَّذِينَ آمَنُوا انْظُرُونَا نَقْتَبِسْ مِنْ نُورِكُمْ قِيلَ ارْجِعُوا وَرَاءَكُمْ فَالْتَمِسُوا نُورًا فَضُرِبَ بَيْنَهُمْ بِسُورٍ لَهُ بَابٌ بَاطِنُهُ فِيهِ الرَّحْمَةُ وَظَاهِرُهُ مِنْ قِبَلِهِ الْعَذَابُ (13) } (سورة الحديد 13)

ـــــــــــــــــــــــــــ


أبناء يعقوب وحقيقة الأبواب المتفرقة وحاجة يعقوب التي قضاها
قال تعالى :
} قَالَ لَنْ أُرْسِلَهُ مَعَكُمْ حَتَّى تُؤْتُونِ مَوْثِقًا مِنَ اللهِ لَتَأْتُنَّنِي بِهِ إِلَّا أَنْ يُحَاطَ بِكُمْ فَلَمَّا آتَوْهُ مَوْثِقَهُمْ قَالَ اللهُ عَلَى مَا نَقُولُ وَكِيلٌ (66) وَقَالَ يَا بَنِيَّ لَا تَدْخُلُوا مِنْ بَابٍ وَاحِدٍ وَادْخُلُوا مِنْ أَبْوَابٍ مُتَفَرِّقَةٍ وَمَا أُغْنِي عَنْكُمْ مِنَ اللهِ مِنْ شَيْءٍ إِنِ الْحُكْمُ إِلَّا لِلَّهِ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَعَلَيْهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُتَوَكِّلُونَ (67) وَلَمَّا دَخَلُوا مِنْ حَيْثُ أَمَرَهُمْ أَبُوهُمْ مَا كَانَ يُغْنِي عَنْهُمْ مِنَ اللهِ مِنْ شَيْءٍ إِلَّا حَاجَةً فِي نَفْسِ يَعْقُوبَ قَضَاهَا وَإِنَّهُ لَذُو عِلْمٍ لِمَا عَلَّمْنَاهُ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ (68) } (سورة يوسف 66 – 68)
1.                        ما هي الأبواب التي دخلوها متفرقة ؟!!!!!!!!
2.                        ما هي الحاجة التي كانت في نفس يعقوب وقضاها ؟!!!!!!!!!!
3.                        ما هو العلم الذي علمه الله ؟!!!!!!!!!!!
ولا تنسى أن أبوهم أخذ منهم موثقاً .. أي أنهم لا يمكن أن يتفرقوا جسدياً وإلا عجزوا أن يقوموا بالحفاظ على الموثق .. وهل أبيهم كان ليخل بالشرط الذي إشترطه عليهم ليترك أخوهم يخرج معهم لمصر ..
=============================
قيل في طلب أبوهم أن يدخلوا أبواب متفرقة في تأويل الأقدمين وعلى نفس تأويلهم  من جاءوا بعدهم حيث قالوا في الآيات :
يعقوب يقول لأولاده لن أتركه يذهب معكم حتى تتعهدوا وتحلفوا لي بالله أن تردوه إليَّ، إلا أن تُغْلبوا عليه فلا تستطيعوا تخليصه، فلما أعطَوْه عهد الله على ما طلب، قال يعقوب: الله على ما نقول وكيل، أي تكفينا شهادته علينا وحفظه لنا.
 وقال لهم أبوهم: يا أبنائي إذا دخلتم أرض "مصر" فلا تدخلوا مِن باب واحد، ولكن ادخلوها من أبواب متفرقة، حتى لا تصيبكم العين، وإني إذ أوصيكم بهذا لا أدفع عنكم شيئًا قضاه الله عليكم، فما الحكم إلا لله وحده، عليه اعتمدت ووثقت، وعليه وحده يعتمد المؤمنون.
===========================
ولو تأملت تأويل المفسرين لوجدت فيه تناقض غريب :
  • أنه طلب منهم يأتوه موثقاً أن يردوه لأبيه إلا أن يُغلبوا عليه فلا يستطيعون تخليصه .. وهذا يستوجب اجتماعهم الدائم مع بعضهم البعض لحمايته والالتزام بهذا الموثق
  • أن ذاته الأب يطلب منهم أن يتفرقوا .. فيختل شرط الموثق بعدم اجتماعهم مع بعضهم البعض لحماية أخيهم
فالموثق يشمل جميع الأبناء لتنفيذ الموثق وأي تفرق لهم يخل بهذا الموثق فكيف يطلب منهم الأب شيئان فكيف يطلب طلباً متناقضاً مع الآخر متناقضان .. وبالطبع لا خلل ..  ولكن التأويل هو العاجز عن فهم مقاصد الآيات وفهم المعاني والدلالات
ولنبدأ في إعادة فهم الآيات من القرآن وبالقرآن  :
1- ما هي الأبواب التي دخلوها متفرقة ؟!!!!
}وَقَالَ يَا بَنِيَّ لَا تَدْخُلُوا مِنْ بَابٍ وَاحِدٍ وَادْخُلُوا مِنْ أَبْوَابٍ مُتَفَرِّقَةٍ وَمَا أُغْنِي عَنْكُمْ مِنَ اللهِ مِنْ شَيْءٍ إِنِ الْحُكْمُ إِلَّا لِلَّهِ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَعَلَيْهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُتَوَكِّلُونَ (67) } (سورة يوسف 67)
لو تأملتم الآية جيداً أنه يعقوب كان يريد استغناء أولاده عن عزيز مصر وهنا يريدهم أن يدخلوا من أبواب الرزق المتعددة  في مصر وأن يعرضوا بضاعتهم في الأسواق وعلى أكثر من باب من أبواب الرزق ويشترون احتياجاتهم من أكثر من باب ولا يلجئوا إلى العزيز إلا إذا أُغلقت في وجههم كل أبواب الرزق لذلك أعقبها بقول يعقوب وكلام الله (وَمَا أُغْنِي عَنْكُمْ مِنَ اللَّهِ مِنْ شَيْءٍ) .. أي أنه يثبت لله اسم الغني بالاستغناء وعدم الاعتماد على غير الله وأن اقتراحه لن يفيدهم ولن يغنيهم ولن يستغنوا عن باب الرزق الذي فتحه الله عن طريق العزيز إلا بأمر الله وإلا إذا قدر لهم الله فتح باب آخر  .. فكان قول الله (وَلَمَّا دَخَلُوا مِنْ حَيْثُ أَمَرَهُمْ أَبُوهُمْ مَا كَانَ يُغْنِي عَنْهُمْ مِنَ اللهِ مِنْ شَيْءٍ)  .. وهنا سوف تلاحظوا أنهم جميعهم دخلوا من حيث أمرهم أبوهم أي أنهم جميعاً ومعاً طرقوا الأبواب المتعددة وليس فرادى ورغم التزامهم بأمر أبيهم .. ما كان يغني عنهم من الله من شيء فهذا تقدير الله تعالى أن يرتبط مصيرهم بمصير العزيز وأن يضطروا أن يدخلوا عليه كل مرة .. بل تصبح بضاعتهم في آخر مرة أيضاً مزجاه لا تجد من يشتريها بحيث يضطروا رغم خوفهم من العزيز وبعد أن خلصوا منه لكي ينجوا بأنفسهم  إلا أنهم لا يجدوا دونه طريقاً وباباً ليطرقوه ويطلبوا منه العون فهذا تقدير العزيز الحكيم 
} فَلَمَّا دَخَلُوا عَلَيْهِ قَالُوا يَا أَيُّهَا الْعَزِيزُ مَسَّنَا وَأَهْلَنَا الضُّرُّ وَجِئْنَا بِبِضَاعَةٍ مُزْجَاةٍ فَأَوْفِ لَنَا الْكَيْلَ وَتَصَدَّقْ عَلَيْنَا إِنَّ اللهَ يَجْزِي الْمُتَصَدِّقِينَ (88) } (سورة يوسف 88)
فماذا جعلها مزجاه لا طالما أنهم دخلوا من أبواب مادية وصولاً إلى العزيز مباشرةً دون عرض بضاعتهم .. فكيف وصلوا لحالة من اليأس من بيع بضاعتهم إذا كانوا لم يطرقوا أبواب رزق جعلتها مزجاه

2- ما هي الحاجة التي كانت في نفس يعقوب وقضاها  ؟!!!!!
}إِلَّا حَاجَةً فِي نَفْسِ يَعْقُوبَ قَضَاهَا وَإِنَّهُ لَذُو عِلْمٍ لِمَا عَلَّمْنَاهُ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ (68) } (سورة يوسف 68)
كان يريد يعقوب أن يتأكد من أن هناك حكمة وتأويل لارتباط رزقه ورزق أولادة بالعزيز وأن الأحداث تربط ما بينه وأولاده بهذا العزيز ليستقرأ التأويل لأن الأحداث حولنا جميعها والتي تبدو لنا في صالحنا أو ضدنا والتي تبدو خير أو شر لنا ما هي إلا لحكمة أرادها الله فحتى الخير يأتي من باطن ما يبدو أنه شر وحتى ثورة الطبيعة ضدنا والأمراض والفيروسات وكل ما يبدو لنا شر ما هو لحكمة لإصلاح ما أفسده البشر وبدون هذا الذي يبدو شر لا تعود الأرض لاستقرارها طبقاً لقوانين وسنة الله في الأرض .. وإذا حدثت حادثة ما في الطريق فهناك تأويل لهذا الحدث وحكمة من وراءه تمتد لكل من هو له علاقة بالحدث بل وبالبشرية كلها فهي اختبار وإصلاح وإنذار للناس لعلهم يرجعون للسجود لله والأحداث لها علم خاص كان ليوسف وأبويه نصيب كبير من هذا العلم
بل أن الله جعل من قصة يوسف وإخوته هي القضية المحورية للأحداث حيث كان رؤيته في ظاهرها وبالاً عليه وعلى إخوته إذ كادوا له وبدأت رحلته إلى مصر فكان التمكين ليوسف على الأرض من خلال أحداث أكثر كيداً إذ دخل السجن ومن خلال الرؤى كان خروجه من السجن بل ترتب عليها أحاث المجاعة في العالم كله لتجمع إخوته ويرتبط رزقههم بهذا العزيز .. وكان فيها يوسف عليه السلام المحور الأساسي للحدث .. الذي أثر على البشرية كلها .. فكل حركة وكل فعل لشخص يؤثر ليس عليه فقط ومن حوله بل يؤثر على البشرية كلها .. وعلينا إستنباط .. أثار أعمالنا وصنعنا على البشرية .. ولو عرفنا آثارها لتراجعنا عن أعمال كثيرة بها تتركز فيها الأنا ولا ندرك أن تأثيرها السلبي سينعكس علينا وعلى البشرية وسوف يفسد حياتنا .
3-          ما هو العلم الذي علمه الله ؟!!!!!!!!!!!
}وَإِنَّهُ لَذُو عِلْمٍ لِمَا عَلَّمْنَاهُ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ (68) } (سورة يوسف 68(
} وَكَذَلِكَ يَجْتَبِيكَ رَبُّكَ وَيُعَلِّمُكَ مِنْ تَأْوِيلِ الْأَحَادِيثِ وَيُتِمُّ نِعْمَتَهُ عَلَيْكَ وَعَلَى آلِ يَعْقُوبَ كَمَا أَتَمَّهَا عَلَى أَبَوَيْكَ مِنْ قَبْلُ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْحَاقَ إِنَّ رَبَّكَ عَلِيمٌ حَكِيمٌ (6) } (سورة يوسف 6(
} وَقَالَ الَّذِي اشْتَرَاهُ مِنْ مِصْرَ لِامْرَأَتِهِ أَكْرِمِي مَثْوَاهُ عَسَى أَنْ يَنْفَعَنَا أَوْ نَتَّخِذَهُ وَلَدًا وَكَذَلِكَ مَكَّنَّا لِيُوسُفَ فِي الْأَرْضِ وَلِنُعَلِّمَهُ مِنْ تَأْوِيلِ الْأَحَادِيثِ وَاللهُ غَالِبٌ عَلَى أَمْرِهِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ (21) } (سورة يوسف 21(
} رَبِّ قَدْ آتَيْتَنِي مِنَ الْمُلْكِ وَعَلَّمْتَنِي مِنْ تَأْوِيلِ الْأَحَادِيثِ فَاطِرَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ أَنْتَ وَلِيِّي فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ تَوَفَّنِي مُسْلِمًا وَأَلْحِقْنِي بِالصَّالِحِينَ (101) } (سورة يوسف 101)
العلم هو تأويل الأحاديث  والأحداث .. وهو يشمل تأويل كل ما يحدث من حولنا وإمكانية استخلاص احتمال حدوث أحداث مترتبة على حدث ما أو رؤيا وهو علم منحة من الله ومنة يمنها الله على من يشاء وقد من على يوسف هذا العلم كله كما منه على أبويه وإسحاق وإبراهيم من قبل ولكن ليس بذات القدر الذي وهبه ليوسف.. وكان هنا يعقوب يستقرأ من الأحداث من خلال وصيته لأبنائه بالدخول من أبواب الرزق المتفرقة لحاجة في نفسه قضاها من حيث ارتباط مصيره ومستقبله هو وأبناءه بهذا العزيز .. لذلك قال لهم 
} يَا بَنِيَّ اذْهَبُوا فَتَحَسَّسُوا مِنْ يُوسُفَ وَأَخِيهِ وَلَا تَيْئَسُوا مِنْ رَوْحِ اللهِ إِنَّهُ لَا يَيْئَسُ مِنْ رَوْحِ اللهِ إِلَّا الْقَوْمُ الْكَافِرُونَ (87) } (سورة يوسف 87(
فعلم يعقوب من خلال علم تأويل الأحاديث أن هذا الطريق والأحداث المتوالية مرتبط بمستقبله ومستقبل أولاده وأن أغلب الظن أنه يعيد له يوسف وأخيه ولم يكتفي بالأخ الأخير الذي ضاع منهم .. ولكن قدم يوسف عليه بل سيعيدهم جميعاً لطريق الله معاً فأوصاهم بتحسس الطريق لهم وكان كل ما ينقص أبناءه الإيمان بما كان يؤمن به يعقوب ويستغفروا الله عن أفعالهم ليتم الله نعمته على يعقوب ويوسف وأبناءه.
 فيوسف له رؤية خاصة ويعلم أبيه يعقوب أن لابد من تحققها وهي سجودهم إليه بمعنى استلامه لراية النبوة وأن يخضعوا ويأتمروا بأمره تنفيذاً لإصطفاءه من الله عليهم  فقد قال تعالى :
} إِذْ قَالَ يُوسُفُ لِأَبِيهِ يَا أَبَتِ إِنِّي رَأَيْتُ أَحَدَ عَشَرَ كَوْكَبًا وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ رَأَيْتُهُمْ لِي سَاجِدِينَ (4) قَالَ يَا بُنَيَّ لَا تَقْصُصْ رُؤْيَاكَ عَلَى إِخْوَتِكَ فَيَكِيدُوا لَكَ كَيْدًا إِنَّ الشَّيْطَانَ لِلْإِنْسَانِ عَدُوٌّ مُبِينٌ (5) } (سورة يوسف 4 – 5(
فكان تقدير العزيز الوهاب أن تتحقق من خلال كل تلك الأحداث المترامية الأطراف لتكون آية لمن يتحدوا قدر الله ويمكرون على الله والانصياع لنغز الشيطان وأمانيه وإغوائه .
}فَلَمَّا دَخَلُوا عَلَى يُوسُفَ آوَى إِلَيْهِ أَبَوَيْهِ وَقَالَ ادْخُلُوا مِصْرَ إِنْ شَاءَ اللهُ آمِنِينَ (99) وَرَفَعَ أَبَوَيْهِ عَلَى الْعَرْشِ وَخَرُّوا لَهُ سُجَّدًا وَقَالَ يَا أَبَتِ هَذَا تَأْوِيلُ رُؤْيَايَ مِنْ قَبْلُ قَدْ جَعَلَهَا رَبِّي حَقًّا وَقَدْ أَحْسَنَ بِي إِذْ أَخْرَجَنِي مِنَ السِّجْنِ وَجَاءَ بِكُمْ مِنَ الْبَدْوِ مِنْ بَعْدِ أَنْ نَزَغَ الشَّيْطَانُ بَيْنِي وَبَيْنَ إِخْوَتِي إِنَّ رَبِّي لَطِيفٌ لِمَا يَشَاءُ إِنَّهُ هُوَ الْعَلِيمُ الْحَكِيمُ (100) رَبِّ قَدْ آتَيْتَنِي مِنَ الْمُلْكِ وَعَلَّمْتَنِي مِنْ تَأْوِيلِ الْأَحَادِيثِ فَاطِرَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ أَنْتَ وَلِيِّي فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ تَوَفَّنِي مُسْلِمًا وَأَلْحِقْنِي بِالصَّالِحِينَ (101) ذَلِكَ مِنْ أَنْبَاءِ الْغَيْبِ نُوحِيهِ إِلَيْكَ وَمَا كُنْتَ لَدَيْهِمْ إِذْ أَجْمَعُوا أَمْرَهُمْ وَهُمْ يَمْكُرُونَ (102) وَمَا أَكْثَرُ النَّاسِ وَلَوْ حَرَصْتَ بِمُؤْمِنِينَ (103) } (سورة يوسف 99 – 103(
ــــــــــــــــــ




تعليقات