القائمة الرئيسية

الصفحات

الملاك الساقط وخديعة التجسيد.. من الأساطير إلى الماتريكس حتى فتنة الدجال

 


✦ الملاك الساقط وخديعة التجسيد.. من الأساطير إلى الماتريكس حتى فتنة الدجال

المقدمة

من أخطر القضايا العقدية التي واجهت البشرية منذ القدم: فكرة التجسيد، أي القول بأن الله يتجسّد في صورة بشر، أو أن بشراً يرتقي ليصبح إلهاً.
هذه العقيدة لم تكن وليدة دين واحد أو حضارة واحدة، بل وُجدت في مختلف الأساطير والأديان عبر التاريخ، ثم عادت إلينا في ثوب حديث عبر الفلسفات الباطنية والفنون المعاصرة مثل السينما (الماتريكس نموذجاً).
الغاية الكبرى من هذا التكرار التاريخي: تهيئة البشر لفتنة المسيح الدجال.


1- التجسيد في الديانات الإبراهيمية

أ) اليهودية

  • ورد في التوراة أن الله "استراح في اليوم السابع" بعد الخلق (سفر التكوين 2:2).

  • ووُصف بأن له يد وذراع (خروج 13:3، تثنية 26:8).

  • وذُكر أنه ندم على صنع البشر (تكوين 6:6).

هذه النصوص تُظهر الله في صورة بشرية محدودة الصفات.

ب) المسيحية

  • عقيدة الثالوث: "الآب والابن والروح القدس إله واحد".

  • الإنجيل ينص: "والكلمة صار جسداً وحلّ بيننا" (يوحنا 1:14).

  • أي أن المسيح عندهم هو الله المتجسّد.

ج) الإسلام

  • جاء الإسلام بإبطال التجسيد:

    • {قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ ۝ اللَّهُ الصَّمَدُ ۝ لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ ۝ وَلَمْ يَكُن لَّهُ كُفُوًا أَحَدٌ} [الإخلاص:1-4].

    • {لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ} [الشورى:11].

  • لكن ظهرت فرق منحرفة فسّرت الصفات بظاهرها التجسيمي (كاليد والوجه والنزول) مما فتح باب الفتنة.


2- التجسيد في الأساطير والوثنيات

  • مصر القديمة: حورس هو التجسد الأرضي لإله الشمس.

  • اليونان: زيوس وآلهة الأولمب آلهة بشكل بشري، لهم شهوات وصراعات.

  • الرومان: أباطرة كالإسكندر الأكبر ويوليوس قيصر نُظر إليهم كآلهة أحياء.

  • الهندوسية: فكرة الـ Avatar، حيث يتجسد الإله في إنسان (كريشنا، راما).


3- التجسيد في الثقافة الحديثة (الماتريكس نموذجاً)

  • المصدر (The Source): يُمثَّل كإله مادي ناقص، يخطئ ويُصلح.

  • العرافة (Oracle): تمثل الملاك الساقط (لوسيفر)، المرشد والمحرر.

  • مورفيوس: رمز الكهنة/رجال الدين الذين يبشرون بالمخلّص.

  • نيو (The One): المخلّص المسيحاني، رمز الدجال.

  • زيون: مدينة الحرية، وهي رمز عالم الشياطين وأتباع لوسيفر.

  • الوكلاء (Agents): صورة مشوّهة للملائكة حماة النظام.

الرسالة: الإله ناقص وظالم، والمخلّص البشري المتمرد هو الأحق بالاتباع.


4- الهدف من تكرار الفكرة عبر التاريخ

  • ترسيخ أن الإله يشبه البشر.

  • نشر فكرة المخلّص البشري عبر نصوص وأساطير وفنون.

  • تهيئة العقول لتصديق الدجال حين يظهر بخوارق وقدرات إعجازية مدعياً الألوهية.


5- الإسلام.. الحصن الأخير

  • الإسلام سدّ باب التجسيد تماماً:

    • {اللَّهُ لَا إِلَٰهَ إِلَّا هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ} [البقرة:255].

    • {هَلْ تَعْلَمُ لَهُ سَمِيًّا} [مريم:65].

  • من تمسّك بالتوحيد الخالص نجا من هذه الفتنة.


الخاتمة

يتضح أن التجسيد كان الخيط الناظم في كل الأديان والأساطير، وأُعيد تقديمه عبر الثقافة الحديثة كرسالة خفية تمهيدية.
الغاية النهائية: أن يتقبل البشر ظهور المسيح الدجال، باعتباره "إلهاً متجسداً في بشر خارق".
ولا ينجو من هذه الفتنة إلا من رسخ في قلبه قوله تعالى:
{لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ}.


المراجع (مختارة)

  1. الكتاب المقدس، سفر التكوين، سفر الخروج، سفر التثنية.

  2. إنجيل يوحنا 1:14.

  3. القرآن الكريم (سور: الإخلاص، الشورى، البقرة، مريم).

  4. صحيح مسلم: حديث "ما من نبي إلا أنذر قومه الأعور الكذاب".

  5. تاريخ الأديان والأساطير: فراس السواح، مغامرة العقل الأولى.

  6. Helena Blavatsky, The Secret Doctrine (الثيوصوفيا).

  7. تحليل رمزية الماتريكس في الأدبيات السينمائية والفلسفية المعاصرة.

تعليقات