القائمة الرئيسية

الصفحات

أسلوب الضغط النفسي الفردي - من أهم أساليب الحروب الصامتة في المؤسسات

 


أسلوب الضغط النفسي الفردي - من أهم أساليب الحروب الصامتة في المؤسسات

الحروب الصامتة في المؤسسات" تشير إلى الصراعات الداخلية والتوترات التي تحدث داخل المؤسسات، وغالبًا ما تكون غير معلنة أو غير مرئية للجمهور الخارجي. هذه الصراعات قد تنشأ من تنافس على السلطة، تضارب المصالح، اختلافات في الرؤى، أو حتى صراعات شخصية بين الأفراد أو المجموعات داخل المؤسسة. يمكن أن تتجلى هذه الحروب الصامتة في شكل تأخير في اتخاذ القرارات، تسريبات معلومات، تهميش للأفراد، أو حتى تعطيل لعمل المؤسسة بشكل عام.

🧠 التحليل النفسي لأسلوب المدير

1. التقنية المستخدمة

  • إسقاط التبعية (Dependency Framing):
    المدير يوحي لكل موظف على حدة بأن قراراته ليست نابعة منه، بل من زميل آخر، ليشكك في استقلالية تفكيره.

  • العزل الفردي (Individual Isolation):
    عدم المواجهة في مجموعة، بل استهداف كل فرد منفردًا، يسهّل السيطرة لأنه يمنع التضامن اللحظي.

  • تشويه الإدراك (Perception Manipulation):
    الهدف إضعاف الثقة بالنفس وإدخال فكرة أن الشخص “أداة” لشخص آخر، مما يدفعه إلى تغيير موقفه دفاعًا عن صورته الذاتية.


2. الأهداف الخفية

  • كسر التحالفات أو التضامن الداخلي بين الموظفين.

  • تفتيت أي معارضة جماعية عبر زرع الشك والريبة.

  • إعادة تشكيل الولاء بحيث يكون ولاء كل موظف للمدير نفسه، وليس لأي فكرة أو زميل.


3. الأثر النفسي على الموظف

  • انخفاض الثقة بالذات: يبدأ الموظف في مراجعة قراراته حتى لو كانت صحيحة، لأنه يخشى أن يُنظر إليه كمنقاد.

  • زيادة الحذر المبالغ فيه: الموظف قد يتجنب أي تقاطع مع زميله المستهدف حتى لا يُتهم بالتبعية.

  • الانقسام الداخلي: الموظف بين الدفاع عن قراره أو تغييره لمجرد إثبات استقلاله.


4. لماذا هذا الأسلوب فعّال لبعض الوقت؟

  • لأنه يلعب على احتياج الإنسان للهوية المستقلة والخوف من الظهور كنسخة مكررة من شخص آخر.

  • لأنه يُمارس في الخفاء وعلى انفراد، ما يصعّب كشفه أو مواجهته جماعيًا.


5. كيف يمكن مقاومته؟

  • تعزيز الشفافية الجماعية: مشاركة القرارات والنقاشات في مجموعات يقلل من قدرة المدير على زرع روايات فردية مختلفة لكل شخص.

  • التأكيد على الحقائق: التوضيح أن التشابه في القرارات قد يكون ناتجًا عن أهداف أو معايير العمل وليس عن تبعية.

  • التواصل بين الزملاء: أي محاولة لقطع قنوات الاتصال بينهم تجعلهم أكثر عرضة للتأثير.


📌 الخلاصة:
المدير هنا يستخدم تكتيك "فرّق تسد" النفسي، لكنه يطبّقه بأسلوب التأثير على صورة الذات بدل المواجهة المباشرة.
الخطورة أن هذا الأسلوب بطيء المفعول لكنه تراكمي، وإذا لم يُواجه، قد ينتج بيئة عمل يسودها الشك، تقل فيها روح

تعليقات