"من الفساد إلى الفتنة: كيف يحوّل الفاسد المؤسسة إلى ساحة صراعات؟"
🔍 أولًا: سيكولوجية الفاسد عند الدفاع عن مصدر فساده
-
آليات الدفاع النفسي (Psychological Defense Mechanisms):
الفاسد غالبًا لا يرى نفسه فاسدًا. يستخدم أدوات مثل:-
الإنكار: يرفض الاعتراف بوجود فساد من الأساس.
-
الإسقاط: يتهم الآخرين بما يفعله هو، مثل اتهام الشرفاء بأنهم "منافقون" أو "مش فاهمين الواقع".
-
التبرير: "أنا باخد حقي"، "الكل بيعمل كده"، "النظام كده أصلاً".
-
-
الإحساس بالاستحقاق (Entitlement):
يشعر أنه أحق من غيره بالمميزات والامتيازات، حتى لو كانت بطرق غير مشروعة. يرى نفسه "أذكى" أو "أكفأ"، وبالتالي لا يطبق على نفسه نفس القوانين. -
تكوين شبكة حماية (Loyalty Circle):
يبدأ بتقريب الموالين له، و"شراء" الولاء إما بمنافع أو بإسكات أصحاب الضمير. هذه الشبكة تساعده في التستر على الفساد والدفاع عنه وقت اللزوم.
🌪️ ثانيًا: تأثيره على البيئة الإدارية
-
إشاعة مناخ الخوف والصمت:
أي موظف شريف يحاول الاعتراض، يتم عزله، تجاهله، أو حتى تهديده بطريقة مباشرة أو غير مباشرة. -
تشويه صورة الشرفاء:
يروّج عنهم إشاعات بأنهم حاسدين أو عندهم مشاكل شخصية. وهذا لتقليل مصداقيتهم أمام الإدارة أو باقي الزملاء. -
التقليل من الأداء الجماعي:
تنتشر ثقافة "كل واحد يخلّي باله من نفسه". تختفي روح الفريق، ويبدأ العاملون في الشعور بالإحباط. -
التقاعس المؤسسي:
مع الوقت، يعتاد الفريق على السكوت عن الخطأ، وتضعف الحوكمة والرقابة، ويصبح الفساد هو القاعدة، والنزاهة استثناء.
🧨 ثالثًا: كيف يزرع الفتن داخل المؤسسة؟
-
فرق تسد:
يفتعل خلافات بين الأقسام أو الموظفين، ليبقى هو في موقع "الحَكَم"، ويتحكم في القرارات. -
نشر الشك والريبة:
يحرّض موظف ضد آخر، ويهمس هنا وهناك ليُضعف الروابط الإنسانية والمهنية بينهم. -
توجيه الأنظار بعيدًا عنه:
بإثارة قضايا جانبية، أو اختلاق أزمات وهمية، يصرف الانتباه عن فساده الأساسي. -
تجنيد "صغار المنتفعين":
يعطي بعض "الفتات" لموظفين أقل، مقابل أن يُدافعوا عنه أو يراقبوا زملاءهم لصالحه.
✅ الخلاصة
الفاسد لا يدافع فقط عن مصلحته، بل يخلق "منظومة فساد" لحمايتها، ويهاجم من يُهدد استمراره.
سلوكه مرضي أحيانًا، وقائم على التلاعب، التخويف، وتفكيك العلاقات الإيجابية في بيئة العمل.
لمواجهة هذا النوع من الأشخاص، تحتاج المؤسسات إلى:
-
شفافية إدارية.
-
آليات إبلاغ آمنة.
-
حوكمة واضحة.
-
دعم حقيقي للموظفين الشرفاء.
تعليقات
إرسال تعليق