أسماء الله الحسنى
الْخَالِقُ
(خَ) هو الله الذي يُخرِج من عمق خفي أصل المخلوق والذي
خُلِق لذاته
(ا) فيجعله يتآلف هذا المخلوق الذي خرج من عمق خفي مع
أشياء أو مواد مخلوقة متفرقة ومختلفة لتضبط ظهور هذا المخلوق ويكون هو والأشياء
التي انضمت إليه كأنه مخلوق واحد
(لِ) فيجعله يتلاحم ويتواصل بنسيج حركة حياة ما من عالم
إلى عالم آخر من عالم الأمر إلى عالم الخلق ومن عالم الخلق إلى عالم الأمر
(قُ) باندماج أصل المخلوق مع شيء آخر ليصيرا على حال جديد
ومختلف عن أصليهما في عالمهم الجديد فيتحول المندمجان لصورة جديدة من
خلال هذا الاندماج حيث يصير أصل المخلوق باطن وما اندمج به هو الجزء الظاهر
فأصل الإنسان النفس التي خرجت من عمق خفي { وَإِذْ
قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلَائِكَةِ إِنِّي جَاعِلٌ فِي الْأَرْضِ خَلِيفَةً } (سورة
البقرة 30) فجعل هذه النفس تتآلف وتتوافق وتضبط حالها مع مواد أخرى مختلفة ومتفرقة
{ الَّذِي أَحْسَنَ كُلَّ شَيْءٍ خَلَقَهُ وَبَدَأَ خَلْقَ الْإِنْسَانِ مِنْ
طِينٍ (7) ثُمَّ جَعَلَ نَسْلَهُ مِنْ سُلَالَةٍ مِنْ مَاءٍ مَهِينٍ (8) } (سورة
السجدة 7 - 8) فجعله يتواصل ويتلاحم بنسيج عالم الخلق وسوف يعيد خلقه في عالم
الأمر من عالم إلى عالم ومن ساحة إلى ساحة بنفس القواعد وإن إختلفت المادة
المندمجة في عالم الأمر فتكون حور عين لأهل الجنة أو قرين لأهل النار أو سائق
وشهيد في مرحلة ما قبلهما
فيندمج أصل الإنسان وهي النفس وتندمج في الدنيا مع
مادة الطين أو الماء المهين فبهذا الاختلاف يظهر الإنسان الذي يختلف عن أصليهما
كنفس وطين أو ماء مهين فيختفي آثارهما وتظهر صورة الإنسان الدنيوية على حال مختلف
عن أصل التكوين لتصير النفس في الباطن غير
الظاهر وهناك جسد يخفيها ويقيها ويشعر من خلال هذا الجسد بمادية عالمه من خلال
أفئدة بين النفس والجسد وكذلك في الجنة تندمج بحور عين فيستشعر من خلالها بلذة
نعيم الجنة حين الإندماج فينتقل من خلالها حين احتواءها نفسه إلى لذة عارمة
مفاجِأة
وكذلك في النار تندمج النفس بقرين له صفة التجدد
لتستشعر العذاب وتملأ به أعماق نفسه فلا خلاق من شيء مفرد لذاته وإنما لابد له ما
يندمج به ليحيا
تعليقات
إرسال تعليق