إِنِّي أَعُوذُ
بِالرَّحْمَنِ مِنْكَ إِنْ كُنْتَ تَقِيًّا
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
قال تعالى :
{ فَاتَّخَذَتْ مِنْ
دُونِهِمْ حِجَابًا فَأَرْسَلْنَا إِلَيْهَا رُوحَنَا فَتَمَثَّلَ لَهَا بَشَرًا
سَوِيًّا (17) قَالَتْ إِنِّي أَعُوذُ بِالرَّحْمَنِ مِنْكَ إِنْ كُنْتَ تَقِيًّا
(18) قَالَ إِنَّمَا أَنَا رَسُولُ رَبِّكِ لِأَهَبَ لَكِ غُلَامًا زَكِيًّا (19)
} (سورة مريم 17 - 19)
تَقِيًّا .. ومصدر
الكلمة وقي .. أي جمع ووصل بين نطاقين وخارجاً من مصدر نطاق واندمج مع نطاق آخر
فصار باندماجه بهذا النطاق على خواص جديدة مختلفة عن أصله قبل الإندماج ضابطاً
حاله مع النطاق المندمج به ويتضح عليه فيكون أكثر وضوحاً
فالباب هذه القطعة
الخشبية مثلاً وقى ساحة نطاق داخل المنزل عن نطاق خارج المنزل بأنه كان له جزء خرج
من نطاق صانعه لنطاق المنزل واندمج بحوائط المنزل فصار له خواص جديدة من كونه قطعة خشبية إلى خواص الباب مضبوط ومتآلف مع واقع نطاق المنزل وتكون خصائصه كونه
باب هي الأكثر وضوحاً فوقى المنزل عن خارجه .. وهذه حركة الوقاية في أي شيء
والآن فلنعي معنى الآيات
قال تعالى :
{ قَالَتْ إِنِّي
أَعُوذُ بِالرَّحْمَنِ مِنْكَ إِنْ كُنْتَ تَقِيًّا (18) } (سورة مريم 18)
فكونه تمثل .. فقد تم
جمعه وضم صورته أمامها بتضاعف انتقاله من نطاق وجوده الأصلي إلى نطاق تمثله فيثري
ويضيف صورته فيُكثرها شيئاً فشيئاً حتى بدا بصورته البشرية وترابطت أجزاءه في
نموها وإكثارها على عمق ومركز تكاثرت عليه باقي صورته حتى إتضحت صورته على الهيئة
البشرية أمامها
أي أنها كانت تعلم
تماماً أنه ليس من نطاق الدنيا .. وتستعيذ أن يكون على حالة التَقِية بكسر القاف
كما يلي
تَقِيًّا :
ـــــــ
هو المتمم في تتاخمه
وتفاعله في خروجه بين نطاق البشر ونطاق غير البشر ويتقن
الخروج من ساحته ونطاق
وجوده والإندماج بنطاق البشر فيظهر على حاله مغايرة عن حقيقته ويكون أخطر وأغرب
وأعجب ويتضح فيه شيئاً فشيئاً حتى يضبط تمام وضوحه
فيكون المعنى :
إِنِّي أَعُوذُ
بِالرَّحْمَنِ مِنْكَ إِنْ كُنْتَ مخلوقاً غادر ساحته أو عالمه واندمج في عالمنا وصار
على شكل مخالف لعالمه الأصلي .. فيكون أخطر على تلك الساحة التي اندمج فيها ..
تعليقات
إرسال تعليق