قصة البذرة والفطرة
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
استقرت البذرة على أرض وتعجبت كيف أنها وصلت هذا المكان وكيف يحدث لها تغيرات داخلها فسألت الأرض وقالت
البذرة : الجميع يردد كلمة فطرة .. فما معناها ؟!!!!
الأرض : قالوا عنها الخلقة وقالوا الإسلام وقالوا فيها الكثير !!
البذرة : وما حقيقة معناها ؟!!!!
الأرض : الفطرة يتجسد معناها في علاقتنا نحن الاثنين الأرض والبذرة .
البذرة : كيف ؟!!!!
الأرض : الفطرة تتكون من أربع حروف تكشف عن معناها وتكشف قوانين استمرار واستقرار الحياة .. والأرض بكل ما فيها بدون تدخل الإنسان القوانين الأربعة بكلمة الفطرة تعمل بدون توقف .. في حين أنه بوجود الإنسان على الأرض وكان له حق الاختيار بحمله للأمانة أصبحت القوانين الأربعة في خطر ففسدت الأرض .
البذرة : ما هو القانون الأول للفطرة ؟!!!!
الأرض : القانون الأول يكمن في معنى حرف الفاء .. وهو قانون التفريق بين كل شيء فجعله زوجين مختلفين متضادين لا يُعرف أحدهما إلا بالآخر (سماء وأرض .. ذكر وأنثى .. الإلكترون والبروتون – حرية ودين ) فكل شيء في الكون ما بين موجب وسالب وكلاهما متنافران في ظاهرهما ولكن تلك المفارقة ضرورية لبقاء واستقرار الحياة من خلال قوانين الفطرة المكملة لبعضها .. لتبدأ حركة الأطوار لتستمر الحياة
.. وهذه المفارقة هي أساس الفطرة حيث قال تعالى :
{ وَمِنْ كُلِّ شَيْءٍ خَلَقْنَا زَوْجَيْنِ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ (49) } (سورة الذاريات 49)
البذرة : وما هو القانون الثاني للفطرة ؟!!!!
الأرض : القانون الثاني يكمن في معنى حرف الطاء .. قانون تطويع الفرقاء ومن خلال هذا القانون والنظام يتم تطويعهم والسيطرة عليهم وضبط حركتهم ونقلهم من نطاق إلى آخر من خلال أشياء تشركهم في نطاق واحد بعلاقة انجذاب بين السالب والموجب فجعل هناك شيء يجعلهم بحاجة لبعضهم البعض فالأرض لا تكون في فلكها إلا داخل سماء والرجل والمرأة جعل فيهما من الشهوات ما يسهل تطويع العلاقة بينهما وانجذابهما لبعضهما البعض .. وأنتي أيها البذرة تحتاجين للأرض لتمدك بما تحتاجين وأنا الأرض بحاجة إليكي لتمديني بمواد هامة .. وحتى الحرية بحاجة لدين صحيح يجعل تلك الحرية إيجابية مستقرة والدين بحاجة لحرية في اعتناقه لينتشر
البذرة : كيف تحتاج الحرية ويتم تطويعها مع دين به أوامر كابحة لهذه الحرية؟!!!!
الأرض : إن الحرية على الأرض هي مجموع الحريات البشرية جميعاً .. وتلك الحرية تتعارض في بعض الأحيان مع حرية الآخر وبالتالي سوف تفسد الأرض لتناحرهم حول تلك الحرية فكان لابد من دين قادراً على الحفاظ على حريتك وفي ذات الوقت يحافظ على حرية الآخرين ولابد أن تكون من خلال أوامر إلهية محيطة بطبيعة البشر تجعل للحرية مجالها الذي لا يتصادم مع الحريات الأخرى ليس بين البشر وحسب بل وبقية المخلوقات جميعاً .. لذلك كان نتاج عدم الالتزام بمدى الحرية المناسب أول جريمة على الأرض بين ابني آدم .. فكتب علينا نتيجة خطأنا في ممارسة الحرية أن تكون النفس بالنفس وغيرها من الأحكام حتى لا يجور أحد على حرية الآخر
البذرة : وما هو القانون الثالث للفطرة ؟!!!!
الأرض : القانون الثالث يكمن في معنى حرف الراء .. قانون ربط الفرقاء بعد تطويع علاقتهما وبهذا القانون أيضاً يتم ربطهم ببعضهم البعض والتحكم فيهم وبأطرافهم حتى لو بدون اتصال مادي فيما بينهم فلا يسمح بقطع صلاتهم وترابطهم في علاقة مستمرة تساعد على استمرار الحياة وتطورها .. فالمرأة ترتبط بالرجل والعكس نتيجة تطويع علاقتهما في زواج وأسرة والبذرة ترتبط بالأرض بجذورها بعد تطويع التربة لها وتطويع التربة لها لتخرج جذورها فتتماهى فيها لتتغذى عن أزواج هي الأخرى مفطورة مع هذه التربة وتعطيها في المقابل ما يغذي التربة .. وهكذا يترابط كل زوجين متنافرين بعد تطويعهما
البذرة : وما هو القانون الرابع للفطرة ؟!!!!
الأرض : القانون الرابع يكمن في معنى حرف التاء .. بما يعني تكامل قوانين التفريق والتطويع والربط ولا يمكن إتمام عملهم إلا بمرورهم بمراحلهم الثلاثة وإتمامهم لأحوال الكون وشخوصه .. فالتفريق والتطويع والربط نظام متكامل متتام لبعضه البعض لابد من تتاخمهم وتفعيلهم ليكمل كل زوج الآخر لتستمر الحياة فالفطرة قانون شامل للكون ومكوناته وأحواله وشخوصه.. ففيها قانون التفريق بين كل شيء وقانون التطويع لكل شيء وقانون ارتباط كل شي بزوجه
الله جعل لكل شيء زوجين .. سالب وموجب .. إلكترون وبروتون .. رجل وامرأة .. فكان قانون التفريق فيما بينهما بزوجين متمايزين .. فيتم تطويعهما في علاقة زواج ومزاوجة فيتم الربط فيما بينهم بصلة فيما بينهم .. فيكون مصدر الطاقة موجباً وسالب .. ومصدر استقرار الذرة إلكترون وبروتون مرتبطان .. ورجل وامرأة نتاجهما الذرية .. بتمام تحقيق الربط بين ما هو متفرق بعد تطويعه
فهذا الدين يحمل في طياته الدليل والبرهان الذي إذا جعله الإنسان وجهته سيعي منه قوانين الله وسننه .. في هذا الكون .. فالدين سلوك ناتج عن دليل وبرهان يتبعه الإنسان وهنا يصف الله أن هذا الدين الناتج عن الإسلام (الكتب السماوية) كدليل وبرهان يفضي إلى سلوك متوافق مع قوانين الله لقواعد التفريق والتطويع والربط بين كل أمور وأحوال المؤمن والمجتمع والمخلوقات
البذرة : إذا كان هذه قوانين الفطرة فكيف تسري على زوج العدل والظلم أو الخير والشر فكيف وهما متفارقان يتم تطويعهما معاً وكيف يرتبطان ويتمم كل منهما الآخر ؟!!!!
الأرض : الأزواج مثل العدل والظلم زوجان متنافران فعلياً .. وهم من الأزواج التي لا تظهر إلا من خلال فعل الشخوص فيما بينهم .. فلنختار زوج من الأزواج مثل غني وفقير .. لنرى الفارق بين الخروج عن الفطرة والإتزام بالفطرة بين زوجي العدل والظلم .
فما بين الغني والفقير .. علاقة فطرة .. فهما متفارقان في أحوالهما يحتاجان لتطويع العلاقة بينهما وأن يرتبطا فيما بينهما ويتم كل منهما عمل الآخر .. فمثلاً لو أن الغني لديه مصنع فيحتاج الفقير أن يعمل بهذا المصنع .. وكذلك الفقير يحتاج الغني ليتقاضى أجراً بالعمل بهذا المصنع فيصبحا مرتبطان من خلال هذا المصنع يتمم كل منهما أمور الآخر .. الفقير ينتج للغني والغني يعطيه المال الذي يقضي به حوائجه
ويربح الغني من وراء هذا الإنتاج .. إلا أنه لابد أن يكون العدل والظلم كزوجين لاستمرار الحياة ما بين الأغنياء والفقراء .. ففطرة الله هنا أن يتم تطويع حالة العدل والظلم معاً وأن يترابطا وأن يتمم كل منهما الآخر .. حيث لابد للغني أن يُخرج من ربحه نسبة للفقراء وهذا يعد ظاهراً لنا ظلماً حيث يتم أخذ ما هو ملكه ويعطيه للفقير لعدل أحواله وانتشاله من الضياع وأن لا يلجأ للانحراف وسيكون بالإخلال بين فطرة العدل والظلم في هذه الحالة سرقة الفقير لهذا الغني الذي لم يلتزم بفطرة الله .. وهكذا جميع الأزواج تعمل في الكون ومن أساسيات استمرار الحياة
البذرة : إذا كانت هذه الفطرة فما هو إذن الإنفطار ؟!!!!
الأرض : الانفطار .. تم إضافة الألف المكسورة والنون وألف أخرى لكلمة المصدر فطر لأنها عملية إعادة تأليف وضبط السموات ومكوناتها المادية الأرضية .. ليحدث تنافر جزئي بين مكونات السماء ومكونات الأرض من كواكب وأجسام مادية وموادها فيحدث تنافر مفاجئ بين كل زوج يجعل هناك حركات تنافر متتالية لتتوقف بناء الأطوار والاستمرار للسنة الدنيوية .. وإن كانت ناتجة عن ضبط مجموعة متفرقة ومختلفة من خروجها عن فطرتها المستقرة الأصلية فيصبح هناك توقف وتعثر لقوانين الفطرة فيكون مؤداه هذا الانفطار .. لإعادة عملية الخلق في عالم الحساب بإعادة قواعد الفطرة في عالم جديد وأرض غير الأرض وإعادة الأزواج وتطويعها وربطها ببعضها البعض
تعليقات
إرسال تعليق