أسماء الله الحسنى
الْقُدُّوسُ
ج
جاء
لفظ القُدُّوسُ اسم من أسماء الله
تعالى كقانون من قوانين الله وخصائص نظامه الكوني مرتين فقط في كلا المرتين لم
يأتي الاسم منفرداً يسبقه اسم الله تعالى الْمَلِكُ فهو الله الذي خلق وجمع وضم خلائقه وألف
أمورهم وأحوالهم وضبطها ضبط مستمر في قالب له مقام ومكان وميقات وجعلهم يتلاحموا
ويتواصلوا بنسيج حركة أحداث هذا المقام من ساحة الأمر إلى ساحة الخلق والعكس
في إطار ومحتوى ذو سلطان وقوة من تكتل وتآلف وتوافق
وتواصل مع العالمين .. فكان أساس إدارة العالمين بالنظام الإلهي القُدُّوسُ وهذا ما سوف
نتناوله لبيان خصائص هذا النظام حيث قال تعالى :
{ هُوَ اللهُ الَّذِي لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْمَلِكُ
الْقُدُّوسُ السَّلَامُ الْمُؤْمِنُ الْمُهَيْمِنُ الْعَزِيزُ الْجَبَّارُ
الْمُتَكَبِّرُ سُبْحَانَ اللهِ عَمَّا يُشْرِكُونَ (23) } (سورة الحشر 23)
{
يُسَبِّحُ لِلَّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ الْمَلِكِ
الْقُدُّوسِ الْعَزِيزِ الْحَكِيمِ (1) } (سورة الجمعة 1)
ــــــــــــــــــــــــــ
القُدُّوسُ :
ــــــــــــــــــــــــــ
قُ : القُدُّوسُ الذي يُخرِج الأمر الإلهي ويُدمجه بالملائكة الموكلين
بتنفيذه فيتحولا المندمجان الأمر الإلهي والملائكة الموكلين لحالة أخرى حيث
تصبح أمر ربي (الروح) في الملائكة والتي هي بمثابة قوة وطاقة التنفيذ .. حيث تنمو
حالتهم الجديدة بهذا الدمج .. هذه الحالة المختلفة عن أصلهما فيكونا حالة متفردة
عن آثارهما الأولى خلال ميقات التنفيذ للأمر وهذا التحول يعتمد على سرعة وقوة
الدمج للأحداث حيث قال تعالى : ({ تَنَزَّلُ الْمَلَائِكَةُ وَالرُّوحُ فِيهَا
بِإِذْنِ رَبِّهِمْ مِنْ كُلِّ أَمْرٍ (4) } (سورة القدر 4) وذلك من خلال جمع ووصل
وضم خواص الأمر الإلهي (الروح) بالملائكة فيصير الروح والملائكة على حالة الاندماج
الجديدة تكوين واصل بين ضدين وساحتين مختلفتين فيصيرا بتكوينهم الجديد
المندمج بالروح التي هي من أمر ربي رابط بين ما لا رابط بينهما عالم الأمر وعالم
الخلق (نظام الأمر)
دُّ : القُدُّوسُ يجعل حركة المندمجان الملائكة
والروح فيها بقصد ودليل وبرهان إلهي لأقصى مدى فيصيرا بهذا الوصل والجمع ما بين
الملائكة والروح التي من أمر ربي بمثابة صورة أو أشباه من أصل الأمر (يتحولا لنظام
الأمر بتكوينهم الجديد فيمكن أن يكون الوصل بين روح وملك واحد أو أكثر وبالوصل
بينهم وبين الروح يكونوا بناء ونظام واحد للأمر الإلهي ) هذا النظام المندمج
يُسمح له ويأذن الله له على صورته الأمرية الجديدة أن يوجد في ساحات وبيئات بعيدة
وتفشيه وانتشاره لتنفيذ الأمر الإلهي .. فالأمر يشمل تغييرات في العديد من الساحات
ما بين عالم الأمر وصولاً لعالم الخلق وما به وليس فقط تغيير حال مخلوق مفرد وإنما
ربما يستدعي الأمر تغيير يشمل جميع المخلوقات ليتهيأ الأمر كما ينبغي بقوة ربط
الأحداث (إسم الله الملك)
و : القُدُّوسُ حيث يُتِم جمع وضم خواص الأمر الإلهي
ظاهره وباطنه بهذه الملائكة المكلفة والموكلين لوصل هذا الأمر الإلهي وتنفيذه
لجميع المخلوقات التي سوف يشملها الأمر بالتغيير
سُ : القُدُّوسُ يُتِم بلوغ
المندمجان الملائكة والروح فيها لمركز وعمق الساحات والسماوات والأراضي والمخلوقات
والخلايا والذرات التي سوف يشملها الأمر بالتغيير وتسيطر عليها سيطرة تامة للتمكن
من نقلها من حالة إلى حالة أو من موضع إلى موضع فهي مُسَخَّرة بأمر الله
والسين إما بالضم أو الكسر .. بالكسر بما يعني
أن الأمر يخرج شيء من شيء كإخراج المرض من الجسد على سبيل المثال.. أو بالضم
.. أي وصل وجمع وضم شيء بشيء في هذا المركز .. كضم ووصل الطمأنينة أو القوة .. أو
الهيبة .. أو المعرفة .. الخ .. لمركز هذه النفس التي شملها الأمر أو أحداث بأحداث
تعليقات
إرسال تعليق