لَهُمْ مِنْ جَهَنَّمَ مِهَادٌ وَمِنْ فَوْقِهِمْ غَوَاشٍ
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
قال تعالى :
{ لَهُمْ مِنْ جَهَنَّمَ مِهَادٌ وَمِنْ فَوْقِهِمْ
غَوَاشٍ وَكَذَلِكَ نَجْزِي الظَّالِمِينَ (41) } (سورة الأَعراف 41)
ــــــــــــــــــ
جهنم :
ـــــــــــــــــ
من جهم .. فهي صفة النار
جامعة لمكونات الأجسام المتفرقة لتصير جسماً واحداً
فيها فهي جلال ظهور النار وتمامها وأشدها إجمالاً فهي أعلى درجات النار مجتمعة
بذاتها
فتهيمن على أي جسم غيرها فتهزمه فيهوي فيها فيخلو
وجوده فتحل محله فيخلو من طبيعته الأولى وصوابها فتهلكه وتغلبه وتبرز فيه ومنه
فيكون هويته نار
فتصير فيها الأجسام أشباه وصور من النار
ونسبة موصولة من النار فيقضي عليها ويعطي نسخة منها
فتجمع الأجسام وتضمها للنار وتتداخل في تلك
الأجسام ويصبح الجسم والنار قالب واحد فتصير النار محل هذا الجسم
أي أن جهنم صفتها الأساسية أنها تحول كل شيء
إلى نار لذلك صفة النار تلك جهنم ولكن كيف يتم تمييز تلك الأجسام من الكافرين
من خلال المِهاد والغواش
ــــــــــــــــــــ
مِهَادٌ
ــــــــــــــ
مِ : لهم من جهنم ما يخرج من مصدرها ونسبة منها
لتحل فيهم فيكونوا منزلها ومقامها ومكانها فتجتمع وتتداخل فيهم فتكون النسبة
الغالبة الواضحة والمتضحة منهم ومن كل جزء فيهم
هـَ : مهيمنة وغالبة عليهم تلك النسب وتحل محل
جسدهم تهندس موضع حلولها وتكون هي هويتهم وهوية كل جزء فيهم
ا : تضبط النسبة من جهنم التي سكنت فيهم ضبطاً
تاماً فيصيران جسماً واحد بكل مكوناتهم الجسدية
دٌ : فتكون تلك النسبة من جهنم التي أصبح محلها
جسدهم وغالبة عليهم هي ما تدل عليهم وعلى
التغييرات التي تحدث في حركتهم حيث تجمع ظاهرهم وباطنهم فتتوسطهم وتكون رابطاً
بينهم وبين الغواش فتصبح نسبة من جهنم فيهم وتنأى ولا تختلط بباقي النسب من جهنم
بالتالي أصبحت تلك النسبة من النار في باطنهم
وظاهرهم وأصبحت هي النسبة الغالبة التي تدل عليهم وعلى حركتهم داخل جهنم
ــــــــــــــــ
غَوَاشٍ
ــــــــــــــ
غَ : ومن فوقهم من جهنم (غواش) أي ما يغلب المِهاد في
محيطهم فيحجب المِهاد
وَ : هذه
الغواش بينها جمع ووصل بين المِهاد من جهنم الذي سكنهم وبين جهنم فيتوسط ويربط
بينهما
ا : فتضبط الغواش أمورها وأحوالها المختلفة مع جسم
أهل النار من المِهاد ضبطاً كأنهما شيئاً واحداً حركتهم واحدة
شٍ : كصورة أخرى من أصل المِهاد أو شبيه له أو شِق
منه حوله فهو الصورة الخارجية منه ونسبة موصولة به فيتكون كنسبة من فوق المِهاد
واضحةَ عليه
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
سنحاول تبسيط
المعنى وعواش لا يتم فهمها إلا بمهاد
فالله تعالى
جعل من جهنم مهاد
أي هناك نسبة
من جهنم تتداخل في جسد أهل النار حتى تهيمن على كل جسدهم فتصبح النسبة الغالبة
وهيئتهم الغالبة منهم تلك النار في باطن جسدهم وظاهرهم وإذا تحركوا نعرفهم بحركة
تلك النار أو الجحيم فأصبحت دليل وجودهم جزء أو نسبة من جهنم ودليل كل جزء منهم من
نار
من فوقهم غواش
اي يحيط بهذا
المهاد من جهنم أيضاً ما يغلب المهاد ويحجبه في محيط الشخص بالنار كصورة خارجية من
أهل النار ونسبة موصولة بهم فتكون نسبة من فوق المهاد واضحة عليهم
فلك أن تتصور
أن هناك جسد يملأه النار في ظاهر وباطن الجسد حتى تصبح تلك النار والجسد كأنهما
شيء واحد ومن فوق هذه النار كتلة من نار أخرى تصل بها قوتها أن تحجب المِهاد الذي
سكن الجسد من النار ويكون صورة من الخارج لتفاصيل الجسد الخارجي فإذا تحرك فيكون
حركة نار من فوقها نار وكأنها نار لها لباس من نار
{ فَالَّذِينَ
كَفَرُوا قُطِّعَتْ لَهُمْ ثِيَابٌ مِنْ نَارٍ } (سورة الحج 19)
تعليقات
إرسال تعليق