تبت يدا أبي لهب

 

تبت يدا أبي لهب

ــــــــــــــــــــــــــــ

تَبَّتْ يَدَا

كلمة المصدر .. تبب

 

تمام هلاك وتلف ما شاركت يداه من تفاعل وتفعيل ومشاركة بين فعلين أو أمرين يتمموا إشعال فتنة ..  فيظهر كل متشابه  على الناس من كلا الفعلين أو الأمرين المختلطين على الناس ويبدوان كل منهما ظاهراً على الآخر فيبدو ويبرز كل فعل أو أمر  من مكانه الطبيعي دون تغيير في خصائصه فيكون الأمر مبين ويتموا على ذات خصائصهم الحقيقية ..

 

فأبي لهب .. يحتاج لإشعال فتنته .. شيء متشابه على الناس بين يديه الأولى .. فيفاعل بين هذا المتشابه على الناس .. فيصنع بيديه قول أو فعل يزيد من هذا التشابه على الناس  ويشعل المسد ليصل إلى تأكيد المتشابه  ويظل مشتعلاً لهيب الفتنة

 

فمثلاً ..

إمرأة متواجدة في مكان أو تقف مع أحد أو في حال  فيه شبهة .. هذا الشخص الذي هو أبي لهب .. أصبح بين يديه إمرأة في مكان متشابه على الناس .. وما عليه إلا أن يقول كلاماً يدعم أيقاظ هذه الشبهة والتشابه على الناس .. فيشعل طرف المسد  ويتركه على لسان الناس ليتفاعل ويتشبه على الناس حتى تشتعل الفتنة يوماً بعد يوماً

 

ولكن إذا تبت يداه .. فهنا يهلك بناء المتشابهين اللذان أبداهم .. فيبدو للناس حقيقة وجودها وأسبابه الحقيقية ويبدو كلام أبو لهب منافياً لحقيقة الأمر فيتضح الأمر ويتبين للناس قبل أن يشعل فتنته

 

وهكذا في جميع العلاقات بشتى أنواعها .. حتى العلاقات الدولية .. هناك أبي لهب الذي يستغل أي تشابه على الناس ويبدأ في نسج ما يتوافق مع هذا التشابه ليغذي الفتنة وتشتعل وتتناقل بين الناس

 

وتكرار كلمة وتب .. وهو تكرار الطلب والرجاء من الله أن يهلك كل فعل وكل توابع وأي شيء موصول بهذه الفتنة ولم تتبين بعد للناس

 

 

 

{تَبَّتْ يَدَا أَبِي لَهَبٍ وَتَبَّ} ﴿١﴾ سورة المسد

 

 

{أَسْبَابَ السَّمَاوَاتِ فَأَطَّلِعَ إِلَىٰ إِلَـٰهِ مُوسَىٰ وَإِنِّي لَأَظُنُّهُ كَاذِبًا ۚ وَكَذَٰلِكَ زُيِّنَ لِفِرْعَوْنَ سُوءُ عَمَلِهِ وَصُدَّ عَنِ السَّبِيلِ ۚ وَمَا كَيْدُ فِرْعَوْنَ إِلَّا فِي تَبَابٍ} ﴿٣٧﴾ سورة غافر

 

{وَمَا ظَلَمْنَاهُمْ وَلَـٰكِن ظَلَمُوا أَنفُسَهُمْ ۖ فَمَا أَغْنَتْ عَنْهُمْ آلِهَتُهُمُ الَّتِي يَدْعُونَ مِن دُونِ اللَّـهِ مِن شَيْءٍ لَّمَّا جَاءَ أَمْرُ رَبِّكَ ۖ وَمَا زَادُوهُمْ غَيْرَ تَتْبِيبٍ} ﴿١٠١﴾ سورة هود